تخوف من نفاد الوقود مع بدء مواسم الزراعة في أوكرانيا – اليوم 24

لوبان خلال تجمعها الانتخابي أمس

ماكرون واثق من نجاحه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية

في حقول على مد البصر في منطقة باهاتي الأوكرانية تزرع بذور دوار الشمس، التي تشكل البلاد نصف حجم تجارتها العالمية. لكن النقص في المحروقات يهدد الموسم الزراعي وبالتالي الأمن الغذائي لعشرات الملايين حول العالم. وتختزن المنطقة الواقعة في جنوب غرب أوكرانيا والقريبة من الحدود الرومانية، ومن ضمنها مساحات زراعية يملكها ألكسندر بيتكوف، جزءا كبيرا من المحاصيل المؤمل حصادها في المستقبل. كييف تتحضر لمعارك شرقا.. وزيلينسكي "لا نصدق وعود روسيا". ويقول بيتكوف (47 عاما) وهو من كبار المزارعين في المنطقة "الموسم ينطلق هنا، في مناطق لم تطلها الحرب، على العكس من ميكولاييف أو خيرسون اللتين لن يكون بمقدورهما المساهمة كالمعتاد". وميكولاييف وخيرسون مدينتان تقعان في شرق البلاد، الأولى تتعرض للقصف الروسي يوميا، أما الثانية فيؤكد الأوكرانيون أنهم شنوا هجوما مضادا لاستعادتها من القوات الروسية. ويقول بيتكوف إنه أنتج العام الماضي 30 ألف طن من الشعير و27 ألف طن من القمح و5500 طن من دوار الشمس. ويشير بأسى إلى بذور القمح ودوار الشمس السوداء المكد سة في مخازنه الكبيرة. وحالت قلة المنافذ المتاحة دون تصريف محاصيله الأخيرة، كما أن كميات الوقود اللازمة لموسم الزرع قد تنفد سريعا.

وتختلف المخاطر التي تهدد أنشطة بيتكوف حاليا عن تلك التي واجهها قبل الحرب. وبات عماله وموظفوه يحملون بنادق خلال تنقلاتهم لردع أي مطامع قد تدفع البعض لمحاولة استغلال الثروات الزراعية في هذه المنطقة. مواد نستهلكها يومياً وسترتفع أسعارها.. والسبب حرب أوكرانيا. ويقول بيتكوف "سبق أن أحرقت حقول وآليات زراعية تابعة لنا"، واصفا الأمر بأنه محاولات ابتزاز تمارسها جهات "إجرامية أو مافياوية". ويضيف "اضطررنا لإقامة حاجز عند مدخل القرية يتناوب على الحراسة فيه ليليا خمسة أو ستة من أعضاء الشركة ومسل حون من أبناء القرية". ويقول شريكه فياتشيسلاف (45 عاما) طالبا عدم كشف هويته بالكامل "نشكر الله أن الغزاة الروس لم يصلوا إلى هنا بعد"، ويضيف "سنستعمل هذه الأسلحة ضدهم إذا اقتضى الأمر"، لكنه يؤكد أن الأسلحة "تستخدم حاليا بشكل حصري لحماية العائلات والأراضي ومنع دخول أي شخص" غريب.

مواد نستهلكها يومياً وسترتفع أسعارها.. والسبب حرب أوكرانيا

كذلك، من المتوقع أن يرتفع سعر اللحوم وليس فقط الخبز والمعكرونة وجميع أنواع الوجبات الخفيفة القائمة على الدقيق. ويستخدم ما يقرب من 60 في المائة من الذرة المصدرة في أوكرانيا كعلف للماشية، مما يشير إلى أن صناعات اللحوم والألبان ستتأثر أيضًا بالحرب في أوكرانيا. فيما لا يزال يتعين فهم المدى الكامل للكيفية التي سيؤدي بها الصراع إلى تفاقم أزمة تكلفة المعيشة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل كامل مع تطور الوضع.

وإذا كانت استطلاعات الرأي تعكس نتائج الانتخابات، فسيكرر ماكرون ولوبان سيناريو عام 2017، بخوض جولة ثانية في 24 أبريل. وكان ماكرون قد فاز بأغلبية ساحقة قبل خمس سنوات في وجه لوبان. وبذلت لوبان جهوداً كبيرة لجعل حزبها، حزب "التجمع الوطني"، أقل حدة ليكون أكثر جاذبية للناخبين. وقد جعلت القوة الشرائية محور حملتها، لكنها لم تتخل عن ما اشتهرت به، وهي المطالبة بوقف "تدفق الهجرة" ومحاربة المتطرفين. ملصقان دعائيان لماكرون ولوبان من جهته، أشار ماكرون إلى مهامه الرئاسية ، لا سيما الحرب في أوكرانيا، لتبرير غيابه خلال معظم الحملة الانتخابية، وهو الأمر الذي أثار انتقادات من قبل مرشحين آخرين. ماكرون واثق من نجاحه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقد يكون الإقبال هو العامل الحاسم في الانتخابات ويمكن أن يضر بفرص لوبان أكثر لأن قاعدة ناخبيها تتكون من ناخبين يميلون إلى البقاء في منازلهم يوم الانتخابات. وتجمعها الانتخابي الأخير مساء أمس الخميس في بربينيان، سعت لوبان لحشد المؤيدين بمن فيهم أولئك الذين يفكرون في الإدلاء بأصواتهم لمرشح اليمين المتطرف المبتدئ إريك زيمور، وهو محلل تلفزيوني سابق يعتمد ترشيحه للرئاسة بالكامل على قضية الهجرة. وهو يحتل حالياً المركز الرابع في استطلاعات الرأي خلف زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلينشون.

كييف تتحضر لمعارك شرقا.. وزيلينسكي "لا نصدق وعود روسيا"

كما تحتل أيضاً مرتبة عالية جداً كمنتج للشعير والجاودار والبطاطس. صوامع الذرة في أوكرانيا (شترستوك) وقالت جمعية الحبوب الأوكرانية لـ "رويترز" مؤخراً إن صادرات القمح والذرة التي تقدر بقيمة 6 مليارات دولار، لا تزال معطلة في موانئ أوكرانيا، وغير قادرة على الوصول إلى وجهاتها بسبب الحرب. في الوقت نفسه، من غير المرجح أن يزرع الأوكرانيون محاصيل جديدة في ظل الحرب، وربما لن يتم زراعة القمح الجديد لنفس السبب. لذلك، من المرجح أن يتفاقم الوضع طالما استمرت الحرب. روسيا أكبر مصدر للقمح في الأثناء، تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وتنتج 80 مليون طن متري من الحبوب سنوياً وتصدر حوالي 30 مليوناً، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية. وتشكلمع أوكرانيا نسبة عالمية كبيرة من صادرات القمح والذرة والشعير وزيت عباد الشمس والبذور والوجبات الغذائية. إلى ذلك، أعلنت روسيا في 14 مارس الجاري، أنها حظرت مؤقتاً صادرات الحبوب إلى دول الاتحاد السوفيتي السابق. حقول القمح في روسيا (شترستوك) في حين أن العقوبات المفروضة عليها يمكن أن يكون لها بالتأكيد تأثير سلبي على إنتاج الحبوب في البلاد أيضاً، فإن دور روسيا كمنتج ضخم للأسمدة، مع 15 في المائة من الإمداد العالمي بالكامل، تعد أكثر أهمية ويمكن أن يؤثر على وفرة المحاصيل في جميع أنحاء العالم.

فيما يخشى المحللون من أن السعر العالمي للقمح يمكن أن يتضاعف. منتجات الزيوت في أوكرانيا (شترستوك) لماذا يعتمد العالم على أوكرانيا؟ وتلقب أوكرانيا بـ "مخزن الحبوب في أوروبا"، فهي منتج ضخم للحبوب مثل الذرة والقمح بشكل أساسي. وتقدر إدارة التجارة الدولية الأميركية أن حجم إنتاج الحبوب قد ازداد بشكل مطرد في أوكرانيا منذ عام 2013، مع توقف هذا النمو في عام 2020 بسبب وباء كورونا والظروف الجوية غير المواتية. وحتى في ذلك الوقت، بلغ إجمالي محصول الحبوب 65. 4 مليون طن، أي أكثر بثلاث مرات من احتياجات السوق المحلية. حقول القمح في أوكرانيا (شترستوك) كذلك، كانت أوكرانيا بين عامي 2020 و2021، رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم، وفقاً لمجلس الحبوب الدولي، فيما احتلت روسيا المرتبة الثالثة. وذكر المرصد الاقتصادي (OEC) أن غالبية صادراتها من الذرة في عام 2019، ذهبت إلى مصر وإسبانيا وهولندا والصين وإيطاليا. وفي نفس العام، كانت البلاد أكبر مصدر لزيوت البذور في العالم، حيث أرسل 3. 75 مليار دولار من زيوت البذور إلى الهند والصين وإسبانيا من بين دول أخرى. إلى ذلك، صدرت أوكرانيا في عام 2019، 3. 11 مليار دولار من القمح إلى الخارج، خاصة إلى مصر وإندونيسيا والفلبين وتركيا وتونس.