الإقليمية الجديدة في الشرق الأوسط - العرب اليوم

الدليل الأبرز الذي يثبت ذلك هو تصريح بلينكن في مستهل اللقاء السداسي، القائل إنَّ "إيران دولة مهمة في المنطقة، بالعودة إلى الاتفاق النووي أو من دونه". هذا التصريح هو أشبه بإعلان نيات أميركي أو توصية للحكّام العرب بأن يعودوا إلى علاقات طبيعية مع إيران، وهو ما يقلق "إسرائيل". كما أنَّ اللقاءين لم يستطيعا تجاهل الملف الفلسطيني، إضافة إلى أنهما لم يسفرا عن أي اتفاقات عينية سوى تحويل اللقاء السداسي إلى منتدى سنوي لوزراء الخارجية الستة، وربما يضيفون إليه وزراء جدداً. الإقليمية الجديدة في الشرق الأوسط - العرب اليوم. هذا إذا عُقد مرة أخرى. لم يستطع أيٌّ منهم تجاهل فلسطين. فلسطين كانت حاضرة، شاء من شاء، وأبى من أبى، مهما بلغت الضغوط والإهمال والعجز. "دعشنة" النضال الفلسطيني في هذه الظروف والمواعيد، جاءت عمليتا بئر السبع والخضيرة داخل فلسطين الـ48 بالذات مفاجئة، إذ تبناهما "داعش" أو نسبتهما "إسرائيل" إليه، بسبب السوابق الأمنية للمنفذين أو لأنَّها مستفيدة من "دعشنة" النضال الفلسطيني. وقد حظيت العمليتان بتأييد قوى المقاومة الفلسطينية والإسلامية، من دون أخذ هُوية منفذي العمليتين بعين الاعتبار. قد تكون "دعشنة" عمليات المقاومة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني من قبل الإعلام الإسرائيلي، الذي يطيع أجهزة الأمن ويلتزم بالرسائل التي تمليها عليه، مقصوداً، بهدف الإساءة إلى النضال الفلسطيني.

بايرن ميونخ يحقق انتصارًا صعبًا على أوجسبورج في الدوري الألم | مصراوى

يُذكر أنَّ هذه المناسبات، المرفقة بحملات تحريض في وسائل الإعلام، هي التي فجّرت معركة "سيف القدس" في أيار/مايو الماضي، وقد تفجّرها هذه السنة أيضاً. إضافةً إلى ما سبق، زار وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس ملك الأردن للاستعانة بمن يفترض أن يكونوا أوصياء على الأقصى. وبعد قصف موقع "الموساد" في أربيل، سافر رئيس الاستخبارات العسكرية ونائب قائد الأركان الإسرائيليين إلى أميركا على عجل، لينضمّا إلى من سبقهما، لبحث آخر التطورات في العراق وتداعياته الخطرة. وفي الوقت ذاته، ليطلبا من الإدارة الأميركية أن تستخدم سطوتها على الأنظمة التابعة لها في المنطقة، لمنع الرد الفلسطيني المتوقع ضد الاحتلال ومستوطنيه. لهذا الهدف وليس غيره، زار الملك عبد الله الثاني رام الله، والتقى محمود عباس. وقبل ذلك، قام وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بزيارة قصيرة إلى رام الله. لم تكن زيارة مجاملة، كما يحسب البعض، بل لإطلاع عباس مباشرة على موقف الولايات المتحدة من أحداث المنطقة وما ينتظرها في رمضان. قصص تاريخية عظيمة قصيرة. هذا الخنق الذي يمارسه الحكام العرب يزداد أكثر وأكثر عندما تزداد اللقاءات العربية الإسرائيلية الحميمة، فتشعر فلسطين بأنَّ دمها مستباح، وحياة حملها مرهونة بيد طبيب عاجز أو عابث يستلم مبضع الجراح.

برشلونة الممل.. برشلونة المظلوم | صحيفة الرياضية

وفى الشرق الأوسط فإن انعكاساته تبدّت في المفاجأة عند حدوث الحرب الأوكرانية، وفى المواقف المختلفة لدول الإقليم من طرفى الصراع الدائرة آثاره السلبية على اقتصاديات المنطقة وتفاعلاتها مع العالم الخارجى، والتى تراكمت كثافتها طوال السنوات والعقود الأخيرة. إريكسن يتألق.. ويقود برنتفورد إلى عبور بيرنلي | صحيفة الرياضية. هذه الحالة الدولية وآثارها السلبية على منطقة الشرق الأوسط كانت لها سوابق انقطعت فيها العلاقات أثناء الحرب مع مصادر مهمة للعيش عبر البحار، وكان الحل أو بعضه على الأقل قائمًا على التعاون الإقليمى لتجاوز الحالة العالمية البائسة. وأثناء الحرب العالمية الثانية وجدت بريطانيا، الدولة العالمية القائدة في ذلك الوقت، أنه لابد من وضع آلية يمكن من خلالها التعامل مع الأوضاع الاقتصادية المتعسرة بفعل عمليات الغواصات المتقاتلة في البحر الأبيض المتوسط. وفى إبريل عام ١٩٤١ أنشأت بريطانيا ما سُمى «مركز إمداد الشرق الأوسط أو «Middle East Supply Center أو MESC» لكى يوفر الحاجات الأساسية من الغذاء والدواء سواء كان ذلك بالاستيراد من مناطق أخرى، أو من خلال تشجيع الإنتاج المحلى، أو التعاون الإقليمى، الذي كانت نقطة البداية فيه بين مصر وفلسطين وسوريا. تمدد هذا المركز خلال فترة الحرب التي طالت، وخفف من آلامها عندما دخلت فيه دول أخرى، وتشجعت صناعات محلية على تعويض المفقود الناتج عن العمليات الحربية.

إريكسن يتألق.. ويقود برنتفورد إلى عبور بيرنلي | صحيفة الرياضية

لقد وصل حكّام "إسرائيل" إلى قناعة مفادها أنَّ ربط الاقتصاد العربي وأصحابه بالتكنولوجيا الإسرائيلية، التي هي في الأساس تكنولوجيا غربية تم حصر وكالاتها بـ"إسرائيل" قصداً، هو إحدى الوسائل لمنع تراجع الأنظمة العربية عن اتفاقيات التتبيع، مهما تبدّلت الظروف أو الحكام، وكانت التجربة الفلسطينية نموذجاً ناجحاً لهذا التتبيع؛ فبعد ربط الاقتصاد الفلسطيني وحيتانه بالاقتصاد والتراخيص الإسرائيلية، لم يعد لهؤلاء الحيتان أيّ رغبة أو قدرة على الانفصال، بل أخذوا يدافعون عن ضرورة ديمومة هذا الارتباط. إذاً، ما يخيف "إسرائيل" هو انتفاء العدوّ المشترك، أي البعبع الإيراني، وعودة العرب إلى علاقات طبيعية مع إيران، وعودة الملف الفلسطيني إلى جدول الأعمال العربي، قبل أن تُمكِّن أميركا و"إسرائيل" "اتفاقيات أبراهام" بمشاريع بنية تحتية مشتركة ومشاريع اقتصادية مشتركة تكون فيها "إسرائيل" الطرف الأقوى، وتضمن هيمنتها على المدى البعيد، وقبل أن تتورط أنظمة التطبيع بتعاون أمني لا رجعة عنه، بالضبط كما فعلت مع السلطة الفلسطينية، بحيث لم تعد السّلطة قادرة على أن تتخلص من تلك الاتفاقيات المذلة إلا "بتفجير النفق". من يراجع التصريحات الإسرائيلية قبل قمة القاهرة واللقاء السداسي لوزراء الخارجية في "سديه بوكير" (مستوطنة بن غوريون صانع النكبة الفلسطينية)، وينظر بموضوعية إلى النتائج، يمكن أن يستنتج بسهولة أن "إسرائيل" فشلت في اللقاءين في تحقيق أهدافها.

الإقليمية الجديدة في الشرق الأوسط - العرب اليوم

هذا الموعد يتزامن مع اقتحامات المستوطنين المكثفة لباحات الأقصى، وعشية شهر رمضان الذي يعد بردّ مزلزل على المستوطنين، وفي ظلِّ تصعيد المعتقلين الفلسطينيين لخوض إضراب مفتوح يرعب أجهزة الأمن الإسرائيلية، كما يأتي الموعد عشية "يوم الأرض" وذكرى شهدائه الأبرار، والذكرى العشرين لمجزرة جنين، والذكرى الأولى لهبّة "سيف القدس". تزاحمت كلّ المواعيد والأحداث، والضحية واحدة. هي فلسطين. هو الشّعب الفلسطيني. في الداخل، أو داخل الداخل، أو في الشتات واللجوء، حيثما كان.

وفي الشوط الثاني، توغل إريكسن من الجانب الأيسر وأرسل كرة عرضية متقنة بقدمه اليسرى حولها توني برأسه إلى هدف، ثم أضاف اللاعب ذاته هدفًا من ركلة جزاء ليرفع رصيده إلى خمسة أهداف في مباراتين.