لئن شكرتم لازيدنكم

في القرآن الكريم: وردت مفردة الشكر بصيغ متنوعة في الآيات القرآنية، فجاءت مفردا وجمعا واسما وفعلا ومصدرا ، وجميعها تحمل في دلالاتها حثّ وترغيب للإنسان بأن يتحلى بهذه الفضيلة الراقية، وسوف ننتخب جملة من هذه الآيات: 1. الله تعالى يحثّ العبد على الشكر على النعم التي أغدقها عليه: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل78 {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} سبأ15 {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} يس73 2. من حكمة الشكر وفلسفته ان العبد حين يشكر الله تعالى تعود الفائدة له لا لله؛ لأن الله غني عن شكر العبد: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} لقمان12 {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً} النساء147] وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [ النمل40 3.

  1. و لئن شكرتم لازيدنكم
  2. لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد
  3. واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم

و لئن شكرتم لازيدنكم

*بالشكر تدوم النّعم وهذا ما نفهمه من الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام كما عن أمير المؤمنين عليه السلام: "بالشكر تدوم النعم، وبالكفر زوالها، وخير القول أصدقه "(9). وعنه عليه السلام: " ثَمَرَةُ الشُّكرِ زِيادَةُ النِّعَمِ "(10). وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: " مَكْتُوبٌ فِي التُوراةِ الشُّكرُ مِنَ النِّعَمِ عَلَيكَ، وَأَنعِم عَلى مَنْ شَكَرَكَ فَإنَّهُ لا زَوالَ لِلنَّعمـاءِ إِذا شُكِرَتْ وَلا بَقـاءَ لَهـا إِذا كُفِرَتْ "(11). و لئن شكرتم لازيدنكم. وعلاوةً على ذلك عندما يتم غرس روح الشكر عند الإنسان، فتصل إلى شكر المخلوق مقابل ما يؤدّيه من أعمال حسنة وجيّدة، يكون سبباً مؤثّراً في حركة المجتمع بكل ما يملك من موارد وطاقات تجاه بعضه بعضاً، وهو ما ينمي النعم في أيدي الناس ويساهم في ديمومتها وبقائها. وإنّ الشكر قيد للنعم، يبقيها ويحفظها من الزوال، وهذا من أعظم آثار الشكر وثماره، فإنّ الإنسان يحب بقاء النعم التي هو فيها ويكره زوالها. وقد دلّت النصوص على أن الشكر سبب لبقاء النعم، وكفرها سبب في زواله، فقال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ (إبراهيم: 7).

لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد

فقال: يا رب وكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به علي، قال: يا موسى الآن شكرتني حيث علمت أن ذلك مني)). وقال عليه السلام أيضا: ((من أنعم الله عليه نعمة فعرفها بقلبه ، فقد أدّى شكرها)). عليه السلام أيضا: ((شكر النعمة اجتناب المحارم، وتمام الشكر قول الرجل] الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ [)). سيجزي الله الشاكرين. الإمام الكاظم عليه السلام: ((من حمد الله على نعمة فقد شكره، وكان الحمد أفضل من تلك النعمة)). وعنه عليه السلام أيضا: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ورد عليه أمر يسرّه قال: الحمد لله على هذه النعمة، وإذا ورد عليه أمر يغتم به قال: الحمد لله على كل حال)). (2) ثبات النعم ودوامها بالشكر: قال الإمام الصادق عليه السلام: ((لا زوال للنعماء إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت ، والشكر زيادة في النعم ، وأمان من الغير)) عليه السلام أيضا: ((ثلاث لا يضر معهن شيء: الدعاء عند الكرب، والاستغفار عند الذنب، والشكر عند النعمة)). الإمام الباقر عليه السلام قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند عائشة ليلتها فقالت: يا رسول الله لِمَ تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً)).

واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم

أشرف ونحن نبارك لبعضنا البعض بلوغ هذا الموسم الفضيل أن أرفع أسمى التهاني والتبريكات لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بمناسبة حلول هذا الشهر المبارك.. أبارك لعلمائنا.. لجنودنا العسكريين في الثغور والحدود ومنهم في الداخل ينظمون ويحرسون.. أبارك لسفرائنا في الخارج والعاملين تحت إدارتهم.. أبارك لكل وطني صادق مخلص.. لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. أبارك للشعب السعودي.. ولكل مسلم على هذه الكرة الأرضية أينما كان موقعه على الخارطة العالمية حلول شهر رمضان المبارك، وكل عام وأنتم بخير. وأعود فأذكِّر نفسي والقارئ الكريم باستغلال هذا الشهر الكريم بقراءة القرآن وتدبر آياته فنحن في شهر القرآن، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها جماعة في المسجد، والدعاء وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ، ولا ننسى أن نكثر من الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، دمتم بخير، وشهركم مبارك وإلى لقاء، والسلام.

سيجزي الله الشاكرين الشيخ حسن أحمد الهادي (*) اشتهر على الألسن وفي كتب الأخلاق أنّ الشكر عبارة عن تقدير نعمة المنعم. وتظهر آثار هذا التقدير في القلب في صورة، وعلى اللسان في صورة أخرى، وفي الأفعال والأعمال بصورة ثالثة. أما آثاره القلبية فهي من قبيل الخضوع والخشوع والمحبة والخشية وأمثالها. وأمّا آثاره على اللسان، فالثناء والمدح والحمد، وأمّا آثاره في الأعضاء فالطاعة واستعمال الجوارح في رضا المنعم وأمثاله. *معنى الشكر وللوقوف على المعنى الدقيق للشكر من المناسب الوقوف على ما طرحه اللغويون وعلماء التفسير والأخلاق والعرفان من معنى للشكر بما يناسب حدود هذا المقال. يرى اللغويون أنّ الشكر عبارة عن تصوّر النعمة وإظهارها. ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها. والشكر ثلاثة أضرب: شكر بالقلب وهو تصور النعمة, وشكر باللسان وهو الثناء على المنعم, وشكر بسائر الجوارح وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقها(1). واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. ويذهب علماء التفسير إلى أنّ حقيقة الشكر إظهار النعمة، وهو استعمالها في محلّها الذي أراده منعمها، وذكر المنعم بها لساناً وهو الثناء، وقلباً من غير نسيان. فشكره تعالى على نعمة من نعمه أن يُذكر عند استعمالها ويوضع النعمة في الموضع الذي أرادها الله له من النعمة،... فيكون شكره على نعمته أن يُطاع فيها ويذكر مقام ربوبيّته عندها(2).