الدعاء في السجود

والجمع بين صيغتَيْ تسبيحٍ بعيدٌ، بخلاف الجمع بين التسبيح والتحميد والتهليل والدعاء؛ فإن هذه أنواع، والتسبيح نوع واحد، فلا يُجْمع فيه بين صيغتين". مختصرًا. أما توقيت الدعاء في السجود، فلا نعلم في ذلك سنة مؤقتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فالأمر فيها واسع، فله أن يدعو، ثم يسبح، أو العكس،، والله أعلم.

  1. إطالة السجدة الأخيرة في الصلاة من أجل الدعاء - الإسلام سؤال وجواب

إطالة السجدة الأخيرة في الصلاة من أجل الدعاء - الإسلام سؤال وجواب

وقد فصل الشافعية الكلام فقالوا: الدعاء في الصلاة إما أن يكون مأثورا أو غير مأثور. أما الدعاء المأثور ففيه ثلاثة أوجه: أصحها، ويوافقه ما ذهب إليه الحنابلة: أنه يجوز بغير العربية للعاجز عنها، ولا يجوز للقادر، فإن فعل بطلت صلاته. والثاني: يجوز لمن يحسن العربية وغيره. والثالث: لا يجوز لواحد منهما ، لعدم الضرورة إليه. وأما الدعاء غير المأثور في الصلاة، فلا يجوز اختراعه والإتيان به بالعجمية قولا واحدا. وأما سائر الأذكار كالتشهد الأول والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، والقنوت، والتسبيح في الركوع والسجود، وتكبيرات الانتقالات، فعلى القول بجواز الدعاء بالأعجمية: تجوز بالأولى. وإلا ففي جوازها للعاجز أوجه: أصحها: الجواز. والثاني: لا. والثالث: يجوز فيما يجبر بسجود السهو" انتهى. ثانيا: يجوز للإنسان أن يدعو بغير المأثور، ولو بالعامية، أو بغير العربية-خارج الصلاة أو فيها مع العجز-، بكل كلام مباح لا اعتداء فيه ولا إثم ولا قطيعة رحم. ولا شك أن الدعاء المأثور فيه الخير العظيم، لكن قد يحتاج الإنسان أن يدعو لنفسه أو لمن يحب بشيء من خيري الدنيا والآخرة، أو يسأل الله دفع شيء من الضر والشر عنه، فهذا باب واسع، ولا يلزم التقيد بالمأثور.

هذا بعيد جدًّا، قد جاء في الحديث عن الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: ليسألْ أحدُكم ربَّه حاجته كلها حتى شِسْعَ نَعْلِه وشِسْع النَّعل: يتعلَّق بأمور الدُّنيا، فالصَّواب بلا شَكٍّ أن يدعو بما شاء مِن خير الدُّنيا والآخرة، وأجمع ما يُدعى به في ذلك: ربَّنا آتنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً، وقِنَا عذابَ النَّار ـ فإن هذه جامعة لخير الدنيا والآخرة. انتهى. والله أعلم.