وزنوا بالقسطاس المستقيم

تاريخ الإضافة: 15/5/2018 ميلادي - 1/9/1439 هجري الزيارات: 16593 تفسير: (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا) ♦ الآية: ﴿ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (35). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وأوفوا الكيل ﴾ أتمُّوه ﴿ إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾ بأقوم الموازين ﴿ ذلك خيرٌ ﴾ أقرب إلى الله تعالى ﴿ وأحسن تأويلاً ﴾ عاقبةً. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ ﴾، قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ بِالْقِسْطاسِ بِكَسْرِ الْقَافِ وَالْبَاقُونَ بالضم، وهما لغتان وهو الميزان صغيرا كان أو كبيرا أَيْ: بِمِيزَانِ الْعَدْلِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الْقَبَّانُ. من نكت القرآن قوله تعالى (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ) - إسلام أون لاين. قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ رُومِيٌّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ عَرَبِيٌّ مَأْخُوذٌ مِنَ الْقِسْطِ وَهُوَ الْعَدْلُ، أَيْ: زِنُوا بِالْعَدْلِ. ﴿ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾، أَيْ: عَاقِبَةً. تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف

  1. من نكت القرآن قوله تعالى (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ) - إسلام أون لاين
  2. تفسير: (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا)

من نكت القرآن قوله تعالى (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ) - إسلام أون لاين

وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) يقول تعالى ذكره: (وَ) قضى أن (أوْفُوا الكَيْلَ) للناس (إِذَا كِلْتُمْ) لهم حقوقهم قِبَلَكم، ولا تبخَسُوهم (وَزِنُوا بالقِسْطاس المُسْتَقِيمِ) يقول: وقَضَى أن زنوا أيضا إذا وزنتم لهم بالميزان المستقيم، وهو العدل الذي لا اعوجاج فيه، ولا دَغَل، ولا خديعة. وقد اختلف أهل التأويل في معنى القسطاس، فقال بعضهم: هو القبان. تفسير: (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا). * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا صفوان بن عيسى، قال: ثنا الحسن بن ذكوان، عن الحسن (وَزِنُوا بالقِسْطاسِ المُسْتَقِيمِ) قال: القَبَّان. وقال آخرون: هو العدل بالرومية. * ذكر من قال ذلك: حدثنا عليّ بن سهل، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: القِسطاس: العدل بالرومية. وقال آخرون: هو الميزان صغر أو كبر؛ وفيه لغتان: القِسطاس بكسر القاف، والقُسطاس بضمها، مثل القِرطاس والقُرطاس؛ وبالكسر يقرأ عامَّة قرّاء أهل الكوفة، وبالضمّ يقرأ عامه قرّاء أهل المدينة والبصرة، وقد قرأ به أيضا بعض قرّاء الكوفيين، وبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، لأنهما لغتان مشهورتان، وقراءتان مستفيضتان في قرّاء الأمصار.

تفسير: (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا)

إذا ثبت هذا فنقول: إن وجدنا نصا أخص من هذه النصوص يدل على البطلان والفساد قضينا به تقديما للخاص على العام ، وإلا قضينا بالصحة في الكل ، وأما تخصيص النص بالقياس فقد أبطلناه ، وبهذا الطريق تصير أبواب المعاملات على طولها وإطنابها مضبوطة معلومة بهذه الآية الواحدة ، ويكون المكلف آمن القلب مطمئن النفس في العمل ، لأنه لما دلت هذه النصوص على صحتها فليس بعد بيان الله بيان ، وتصير الشريعة مضبوطة معلومة. [ ص: 165] ثم قال تعالى: ( إن العهد كان مسئولا) وفيه وجوه: أحدها: أن يراد صاحب العهد كان مسئولا فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه كقوله: ( واسأل القرية) [ يوسف: 82]. وثانيها: أن العهد كان مسئولا أي: مطلوبا يطلب من المعاهد أن لا يضيعه ويفي به. وثالثها: أن يكون هذا تخييلا كأنه يقال للعهد لم نكثت ؟ وهلا وفي بك تبكيتا للناكث كما يقال للموءودة: ( بأي ذنب قتلت) [ التكوير: 9] وكقوله: ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين) [ المائدة: 116] الآية فالمخاطبة لعيسى عليه السلام والإنكار على غيره. النوع الثاني: من الأوامر المذكورة في هذه الآية قوله: ( وأوفوا الكيل إذا كلتم) والمقصود منه إتمام الكيل وذكر الوعيد الشديد في نقصانه في قوله: ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) [ المطففين: 1: 3].

فحالُ هؤلاء الربحُ الظاهر في الدنيا عند ظنِّهم، لكنهم سيدفعون الثمن في الدنيا والآخرة، في الدنيا تمحق بركةُ رزقِهم، ويسلَّط عليهم البلاء، وفي الآخرة يدفَعون ما سرقوه أضعافًا مضاعفة؛ ففي الحديث الذي ذكرناه من قبلُ عن ابن عمر حيث جاء فيه: ((وما نقَص قوم المكيالَ إلا ابتُلِوا بالسنين وشدةِ المَؤونة، وجَور السلطان))، وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما طفَّف قوم كيلاً ولا بخسوا ميزانًا إلا منَعهم الله عز وجل القَطْر)) [1]. وعند أبي داود عن عائشةَ رضي الله عنها أنها ذكَرت النار فبكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يبكيكِ؟))، قالت: ذكرتُ النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أما في ثلاثةِ مواطن فلا يذكُرُ أحَدٌ أحدًا: عند الميزان حتى يعلم أيخفُّ ميزانه أو يثقل، وعند الكتاب حين يقال: ﴿ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴾ [الحاقة: 19]، حتى يعلم أين يقع كتابُه، أفي يمينِه، أم في شِماله، أم مِن وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم)) [2]. وعن ابن عباس قال: "ما ظهَر الغُلول في قوم إلا ألقى اللهُ في قلوبهم الرعبَ، ولا فشا الزنا في قوم إلا كثُر فيهم الموت، ولا نقَص قومٌ المكيال والميزان إلا قُطِع عنهم الرزق، ولا حُكِم بغير حق إلا فشا فيهم الدمُ، ولا ختر قومٌ بالعهد إلا سُلِّط عليهم العدو"؛ أخرجه في الموطأ.