تعود بدايات السوق عندما أطلق «ابن قاسم» دلالته الأولى في ساحة الصفاة بجانب قصر الحكم، رياح التطوير عصفت بحراج «ابن قاسم» لاحقا لتنقله إلى شارع «الريس»، بعدها انتقلت السوق إلى حي منفوحة، وهناك عاشت أزهى شهورها وسنيها، حيث كان المكان الأمثل للبحث عن أي شيء تريده، وبأسعار زهيدة، جديدة وقديمة، الأثاث المنزلي، المعدات الرياضية الأقمشة، الأجهزة الكهربائية، الأشياء التراثية، يأتي بها المواطنون والمقيمون من منازلهم لبيعها في السوق، وعبارة هذه السوق الشهيرة" كل شيء قابل للبيع".
وَلِهَذَا كَانَتِ الذُّنُوبُ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ: أحدها: مَا فِيهِ ظلم للنَّاس: كالظلم بِأخذ الْأَمْوَال، وَمنع الْحُقُوق، والحسد، وَنَحْو ذَلِك. حراج بن قاسم .. إرث تاريخي واقتصادي يتنقل بين أحياء الرياض منذ 66 عاما | صحيفة الاقتصادية. وَالثَّانِي: مَا فِيهِ ظلم للنَّفس فَقَط: كشرب الْخمر، وَالزِّنَا إذا لم يَتَعَدَّ ضررهما. وَالثَّالِث: مَا يجْتَمع فِيهِ الْأَمْرَانِ، مثل: أن يَأْخُذ الحاكمُ والأميرُ أَمْوَال النَّاس ليزني بهَا، وَيشْرب بهَا الْخمر، ويرتكب الفواحش، وَمثل: أن يَزْنِي بِمَن يرفعهُ على النَّاس بذلك السَّبَب ويضرّهم، كَمَا يَقع مِمَّن يُحبّ بعض النِّسَاء وَالصِّبيان. وَقد قَالَ الله تَعَالَى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]. وأمور النَّاس إنما تستقيم فِي الدُّنْيَا مَعَ الْعَدْل الَّذِي قد يكون فِيهِ الِاشْتِرَاك فِي بعض أنواع الْإِثْم، أكثر مِمَّا تستقيم مَعَ الظُّلم فِي الْحُقُوق وإن لم تَشْتَرك فِي إثمٍ؛ وَلِهَذَا قيل: إنَّ الله يُقيم الدولةَ العادلةَ وإن كَانَت كَافِرَةً، وَلَا يُقيم الظالمةَ وإن كَانَت مسلمةً.
وسجل التاريخ للملك الراحل فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وقفته الشجاعة، إبان احتلال العراق للكويت عام 1990 وحرب التحرير، ونتذكر كلمته الشهيرة: "يا تبقى الكويت والسعودية يا تنتهي الكويت والسعودية" والتي تؤكد على المصير المشترك. كما سجل التاريخ في مارس 2011 أن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- كانت في مقدمة دول الخليج التي استجابت لطلب البحرين التي شهدت اضطرابات واسعة، وأرسلت أكثر من ألف جندي من قوات "درع الجزيرة"، للحفاظ على أمن مملكة البحرين واستقرارها طبقاً لاتفاقية الدفاع المشترك وحماية أي دولة خليجية تتعرض لأي تهديد أمني أو خارجي. ويسجل التاريخ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- توجيهه ببدء "عاصفة الحزم" لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة، ومد يد العون للسلطة الشرعية في البلاد، معززاً بقرارات أممية، ومواثيق عربية، ومعاهدات دفاعية مشتركة، إضافة إلى الطلب الرسمي من الرئيس الشرعي لليمن الرئيس عبد ربه منصور هادي، لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجاءت "عاصفة الحزم" لردع الأطماع الأجنبية المتمثلة في التدخل الإيراني السافر في الشأن اليمني، ومساعدتها الانقلابيين في السيطرة على مقدرات الدولة اليمنية، وتهديد المحيط الإقليمي، والمصالح الدولية في بحر العرب.