يا أخت هارون

مدونة الرد الماحق: الرد الماحق على شبهة {يا أخت هارون…} بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه والسلم وعلى آله وصحابته الغر الميامين ومن أتبعهم بخير و إحسان الى يوم الدين ، اما بعد: فموضوعنا و ردنا اليوم هو على شبهة حول قله تعالى في سورة مريم { يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا} ( مريم:28) يقول النصراني المعترض حول هذا الكلام ان القرآن اخطأ في هته الآية و ذلك بسبب قوله " يا اخت هارون " فمريم لم تكن اخت هارون لأن الفرق الزمني الطويل بين مريم و هارون فهذا دليل على الخلط! نقول و على بركة الله: اولا نقول ان القرآن الكريم لا يمكنه ان يخطأ او يخلط!!! لأنه كلام الله لا شك في ذلك فالله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ كتابه عن التحريف والتبديل والزيادة والنقصان، فقال عزَّ من قائل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَوَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ { الحجر:9} و زيادة على ذلك فحكاية القرآن لأقوال: أقوام آخرين أمر وارد ومعهود؛ كما في قوله تعالى: { قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} ( الأحقاف:30).... :لكن دعنا نقرأ الآية كلها حتى لا نتوه في الامر!

يا أخت هارون ما كان أبوك

وهكذا السياق القرآني في سورة مريم جاء ناقلاً قول اليهود في حق مريم ، قال تعالى: { فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا * يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيًا * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا} (مريم:27-29) فقوله سبحانه: { يا أخت هارون} إنما هو حكاية لتلك المقولة التي صدرت عن قوم مريم ، وإثبات الاسم واللقب لا يدل على أن المسمى واحد. أما معرفة السبب في وصف قوم مريم لها { يا أخت هارون} فهذا أمر آخر، ساكت عنه النص القرآني، وينبغي البحث عنه فيما وراء ذلك. - على أن سياق الآية -وهذا هو الأهم- لم يرد في معرض ذكر نسب مريم ؛ فالقرآن لم يقل: إن مريم أخت هارون ، وإنما ورد في معرض التوبيخ لها؛ لأنها في اعتقاد اليهود حملت سفاحاً، فما علاقة النسب الحقيقي بالسفاح؟ - وهنا ينبغي أن يثار سؤال: لماذا قال اليهود: { يا أخت هارون} ولم يقولوا: (يا أخت موسى و هارون) أو (يا أخت موسى)؟ لا شك أنهم لم يقولوا ذلك عبثاً، وإنما نسبوها إلى هارون ؛ لأن هارون -بحسب زعمهم- كان مصدر عار لهم، حيث صنع لهم عجلاً. وأيضاً فإن مريم العذراء -بحسب زعمهم أيضاً- فعلت عاراً؛ لهذا تهكموا بها واستهزؤوا منها قائلين: { يا أخت هارون}.

يا أخت هارون ما كان ابوك امرا سوء اعراب

ورد في القرآن عند الحديث عن قصة مريم ، قوله تعالى: { يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا} (مريم:28) وقد اعتبر فريق من النصارى، أن القرآن قد وقع في خلط واضطراب، عندما وصف مريم بأنها أخت هارون ، مع الفارق الزمني بين العصر الذي وجد فيه هارون النبي، والعصر الذي وجدت فيه مريم أم عيسى ؛ فأهل التاريخ يتحدثون عن ألف ومئتي سنة بينهما، وربما كان الفاصل الزمني بينهما أكثر من ذلك. بالمقابل، فإن الكتاب المقدس (الإنجيل) قد خلا من هذا الخلط والاضطراب، إذ لم يرد فيه ذكر ل مريم إلا على أنها أم عيسى ، وابنة عمران ، لا أخت هارون ، وبالتالي فإن في هذا ما يثبت وقوع الخلط والاضطراب في القرآن. هذا حاصل الشبهة، وما قيل فيها، ومقالنا التالي مكرس للرد على هذه الشبهة وتفنيدها، وردنا عليها من وجوه، منها: - أن المتأمل في السياق القرآني الذي وردت فيه الآية، يجد ما يدل دلالة واضحة، على أن هذا الوصف الذي وُصِفت به مريم ، لم يكن تسمية قرآنية، وإنما جاء وصفًا حكاه القرآن على لسان قوم مريم ، وما خاطبوها ونادوها به عندما حملت ب عيسى ، مستنكرين ذلك الحمل، واتهموها في عرضها وشرفها وعفافها. وحكاية القرآن لأقوال أقوام آخرين أمر وارد ومعهود؛ كما في قوله تعالى: { قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} (الأحقاف:30)، فالقرآن هنا ناقل لقول الجن، وإلا فأين ذكر الإنجيل، وهو قبل القرآن ؟ فالله سبحانه نقل ما قالوا فحسب، وإلا فالواقع التاريخي غير ذلك.

يا اخت هارون ما كان ابوك

( انتهى) و لنرى مثال على ذلك من الكتاب المقدس! و نرى هل هته الشبهة لنا ام ضدنا! الكتاب المقدس ـ العهد الجديد إنجيل لوقا الفصل / الأصحاح الأول 5 كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا، وامرأته من بنات هارون واسمها أليصابات السؤال هو: هل زوجة زكريا عليه السلام هي إبنة هارون أخو موسى عليه السلام وبينهما المئات من السنين؟ تم الرد و لله الحمد بقلم ايوب المغربي
( *) حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين، د. محمود حمدي زقزوق، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ط2، 1425 هـ/ 2004م. [1]. قصص القرآن، د. محمد بكر إسماعيل، دار المنار، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م ، ص335. [2]. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، موريس بوكاي، دائرة المعارف الأمريكية، القاهرة، د. ت، ص78، 79، 210. [3]. انظر: حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين، د. محمود حمدي زقزوق، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ط2، 1425 هـ/ 2004م، ص466 وما بعدها.
على أن في إنجيل لوقا ، ما يفيد أن لـ مريم نسب مع النبي هارون أخي موسى ، عن طريق زكريا ، الذي كان متزوجًا امرأة من ذرية هارون اسمها أليصابات، وكانت امرأته نسيبة مريم ، والصحيح أنها كانت خالتها، ونص الإنجيل هو: {كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ} ( لوقا: الأصحاح الأول/ 5) وفيه أيضًا: {وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا} ( لوقا: الأصحاح الأول/36) وبحسب نص الإنجيل نفسه، فلا يبعد أن يكون ل مريم نسب بعيد مع النبي هارون ، وعلى هذا فلا إشكال في التعبير القرآني. - ومما يؤيد أن يكون المراد بلفظ (الأخت) هنا التشبيه لا الحقيقة، أن لفظ (الأخ) في القرآن يرد على سبيل الحقيقة، ويرد على سبيل المجاز، ومن الإطلاقات المجازية لهذا اللفظ قوله تعالى: { وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} (الزخرف:84)، فـ (الأخوة) بين الآيات أخوة مجازية، وليست حقيقية، وأيضاً قوله سبحانه: { واذكر أخا عاد} (الأحقاف:21)، فالمقصود بـ { أخا عاد}هو هود عليه السلام، ومعلوم أن هوداً لم يكن أخاً ل عاد ، وإنما كان حفيداً له، وبينهما مئات السنين.