يذكر ان عقب سقوط النظام الصدامي حصل إنشقاقات في حزب البعث المنحل و إنقسم الحزب الى أجنحة مختلفة في المنهج ، حيث يعتقد البعض منهم بوجوب عدم المشاركة في العمل السياسي في ظل الاحتلال و منهم جناح الدوري الذي يعتمد على خلايا ارهابية تنفذ عمليات بغية زعزعة الوضع العراقي. و منهم اجنحة تؤمن بوجوب التغلغل في العملية السياسية و تسنم مناصب عليا بغية بسط السيطرة تدريجيا على البلاد.
اعتبرت القيادة القطرية لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان " ان "الإنقسام السياسي الحاصل في لبنان حول أبسط الأمور والقضايا ليس شأناً داخلياً كما يحاول البعض من فريق 14 آذار الإيحاء به، فالذي يجري اليوم من عملية إستدعاء سعودية لبعض الشخصيات اللبنانية، وما انكشف عنه وما لم ينكشف لا يرتبط بالصراع على الساحة اللبنانية، بل بالصراع على قيادة المنطقة في المرحلة القادمة، وهو صراع مصير بالنسبة للجهات التي تتلقى الأوامر وتتزود بحقائب المال مقابل الأدوار التي تلعبها بحق سوريا والمقاومة ومحور الممانعة الذين أفشلوا كل المؤامرات التي حيكت في لبنان والمنطقة سابقاً وحالياً". وفي بيان لها عقب اجتماعها الدوري في رأس النبع ، اعتبرت القيادة القطرية أن "التدخل السعودي السافر في الشأن اللبناني ليس الأول ولن يكون الأخير، والمعطيات والتوجهات الخليجية تدل على أن المنطقة مقبلة على معارك بل حروب شرسة، وآخرها الأزمة المفتعلة في إقليم كردستان والتي رسمت خرائطها من قبل أميركا و إسرائيل و دول الخليج ، لنشر الفوضى والتقسيم والإقتتال والتي ستلاقي الهزيمة من قبل محور المقاومة والممانعة الذي هزم المد التكفيري الإرهابي وأفشل الطموحات الصهيونية في لبنان وسورية بفضل دماء شهداء الجيش العربي السوري والمقاومين الشرفاء".
لقد تمّ مناقشة وضع إيران بإسهاب تدريجياً في مجتمع الدول المسؤولة عبر الاتفاق النووي حيث كانت خطوة جيدة لأمريكا، لكن الحقيقة الغامضة هي أنه لا "إسرائيل" ولا إيران يعنيان الكثير حقاً لأي من المصالح الأمريكية الأساسية، ربما تكون المكسيك أو كندا أكثر أهمية بعشر مرات من أيّ منهما. وبالفعل، وبالنظر إلى التاريخ الحديث المتمثل في إهدار تريليونات الدولارات والآلاف من أرواح الأمريكيين في حروب عدوانية لا طائل منها في الشرق الأوسط (ناهيك عن مئات الآلاف من الأرواح المحلية)، ربما يكون الموقف الأكثر حكمة بالنسبة لأمريكا في المنطقة هو فقط ألا تتدخل في ما لا يعنيها. على أي حال، يجب أن يوضح ذلك لمَ لا يألو المحافظون جهداً في دعم ديكتاتورية وحشية، والمصالح الأمريكية لا تدخل في المعادلة؟!.
قامت اميركا ومثيلاتها من دول الاستعمار العالمي. بريطانيا وفرنسا. بأزاحة شاه ايران " محمد رضا بهلوي " واحلال محله الحركة "الخمينية " التي تمت صناعتها وبرمجتها في مصانع ودوائر مخابراتهم. ابتدائاً أشعلت الحرب بينها وبين العراق ضمن نظرية " الأحتواء المزدوج نظرية كيسنجر" بعدها تم ادخال العراق مرغماً في الشَرَك الكويتي كنتيجة لضعف وقلة حكمة القيادة السياسية العراقية انذاك, ومن ثم شن الحرب عليه بشكل مباشر وتغيير نظامه السياسي واحتلاله وتدمير وسرقة محتوياته ثروات وسوق ثم تأجيج نار الفتنة الطائفية فيه وفي لبنان والبحرين والقيام بقلب النظام الليبي وقتل رئيسه واشعال الفوضى فيه ومحاولة اميركا تأجيج واثارة رعب العالم في بعض مناطقه مثل كوريا الشمالية واعلان حالة الاستنفار فيما يجاورها مثل كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والصين. واثارة حالة الاستفزاز في اميركا الشمالية مثل " فنزويلا "ومحاولة التأثير والعبث بنظامها السياسي. ما يجري حاليا في المنطقة من تسعيير الخوف والرهبة من نتائج المستقبل المجهول " جاعلين ومبرّزين العراق كنموذج للجرم الاميركي يخيفون به العالم " يدفع بعض دولها للخنوع والطاعة لنهج الكلب المسعور " اميركا " وارضائه واعطائه كل ما يريد.
[1] مراجع