نآيف حمدان - قصة مقتل حجر بن عدي - Youtube

16 فبراير, 2015 بواسطة anaarabi هو حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي الكندي، المعروف بحجر الخير، كنيته أبو عبد الرحمن. و في مصادر أخرى ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية أسلم وهو صغير السن، ووفد مع أخيه هاني بن عدي على النبيّ وهو في المدينة في آخر حياته. و كان أميرا مطاعا ، أمارا بالمعروف ، مقدما على الإنكار ، من شيعة علي. شهد معركة صفين أميرا، وكان ذا صلاح وتعبد. كان حجر بن عدي قائدا عسكريا ، وكان معروفا بالشجاعة والشهامة والورع والتقوى والزهد والأمانة والصدق وهو من أعظم قادة الفتوحات الإسلامية وصف في كتب التراجم عند المسلمين عادة بأنه كثير العبادة حتى وصفه الحاكم في المستدرك براهب صحابة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله، و جاء في تفسير ابن كثير أن حجرا كان شجاعا تقيا ظهرت له كرامات في حروبه و شهادته في ما وصفه الطبري و ابن الاعثم بأنه كان فارسا في فتح العراق و إيران و الشام. أسلم حجر في مقتبل شبابه حينما قدم إلى المدينة مع اخيه هاني بن عدي إلى الرسول محمد (عليه الصلاة و السلام). وكان حجر أحد المعدودين الذي شاركوا في دفن أبي ذر الغفاري بالربذة حينما أبعده الخليفة الثالث عثمان بن عفان إليها، وذلك بسبب انتقادات وجهها أبو ذر الغفاري إليه حول سياسته وطريقة حكمه في النصف الثاني من خلافته.

بازتاب ويراني ارامگاه حجر بن عدي

قصة مقتل الصحابي حجر بن عدي: تسلم الصحابي الجليل "حجر بن عدي" الحكم على العراق والكوفة التابعة لها ، بعد استشهاد الإمام " على بن طالب "رضي الله عنه ، ولكنه لم يرد هذا الحكم الذي وقع تحت براثنه ، وكان هذا الأمر مخالفا لمبادئه وفكره الذي كافح لأجلها مع حبيبه الإمام "على" ، وكان "حجر بن عدي على" خلاف كبير مع "المغيرة بن شعبة"، بسبب بعض المواضيع الشديدة الحساسية ، وكان دائم التصدي له ، وكان الأمر لا يخلو بينهما من المشاكل ، ولكن لم يقتله "المغيرة "، علما منه بمكانته ، كما أنه كان يخشى خسارة الآخرة إرضاء لمعاوية. وبعد وفاة "مغيرة" في عام 50 من الهجرة ، تولى الحكم "زياد بن أبيه" ، واختلف مع "حجر بن عدي" أيضا على السلطة ، ولكن على غرار "مغيرة" المتسامح ، تربص "زياد" بحجر وقام بإعتقاله مع مجموعة من أصحابه ووضعهم في السجن ، وقام بعدها بحشد مجموعة من كبار المسؤولين ليشهدوا على حجر ويذهبوا به إلى التهلكة. وبالفعل شهد "أبو بردة بن أبي موسى الأشعري" على حجر بأشياء تدينه وتضعه تحت حد السيف ، كما شهد معه أربعة رجال من كبار المسؤولين لدى "زياد بن أبيه" ، ولكن شهد سبعون رجلا على "زياد" ، وقام رجل يدعى " شريح بن هاني " بإرسال رسالة إلى "معاوية" سريعا عندما علم بما فعله "زياد" وأعوانه بحجر ، وفي هذه الرسالة تحدث "شريح" عن صفات "حجر" المشهود لها ، فكان يداوم على صلاته ، يؤدي الزكاه ويكثر من العمرة والحج ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وأكد أن قتله لا يجوز فدمه وماله حرام ، ثم ختم رسالته قائلا: إن أردت أن تقتله فاقتله وإن أردت أن تتركه فاتركه.

نبش قبر حجر بن عدي

5- مما يجدر التذكير به في هذا المقام أن معاوية رضي الله عنه لم يكن ليقضي بقتل حجر بن عدي رضي الله عنه لو أن حجرًا اقتصر في معارضته على الأقوال فقط ولم ينتقل إلى الأفعال. وقد ذكر ابن سعد ما يدل على أن معاوية أمر بقتل حجر بن عدي رضي الله عنه لما شهد عنده الشهود بأنه ألب على عامله بالعراق، وحصبه وهو على المنبر، وخلع البيعة لمعاوية نفسه، وهو آنذاك أمير المؤمنين [5]. ولعل معاوية رضي الله عنه قد اعتمد في قضائه هذا بقتل حجر بن عدي، على قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ" (رواه مسلم). وفي رواية عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ" (رواه مسلم). الْهَنَات: جَمْع هَنَة، وَتُطْلَق عَلَى كُلّ شَيْء، وَالْمُرَاد بِهَا هُنَا الْفِتَن وَالْأُمُور الْحَادِثَة. قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث من صحيح مسلم: "فِيهِ الْأَمْر بِقِتَالِ مَنْ خَرَجَ عَلَى الْإِمَام، أَوْ أَرَادَ تَفْرِيق كَلِمَة الْمُسْلِمِينَ وَنَحْو ذَلِكَ، وَيُنْهَى عَنْ ذَلِكَ، فَإِنْ لَمْ يَنْتَهِ قُوتِلَ، وَإِنْ لَمْ يَنْدَفِع شَرّه إِلَّا بِقَتْلِهِ فَقُتِلَ كَانَ هَدَرًا".

مقتل حجر بن عدي

وكان حجر احد قادة الفتوحات الاسلامية في بلاد الشام حيث فتح عدرا التي قتل فيها فيما بعد وشارك في القادسية [3]. وكان حجر يلقب ب"حجر الخير" لشدة ورعه بينما كان له ابن عم اسمه حجر ايضا و إسمه حجر بن يزيد كان يلقب ب"حجر الشر" وكان من جنود معاوية في صفين. كان حجر من انصار علي بن ابي طالب وشيعته حيث اسرع الى مبايعته حينما تولى الخلافة وبقي ملازما له لايتركه. وحارب معه في معركة صفين وكان من قيادات الجيش حيث كان قائد مذحج و الأشعريّين. وكان من قيادات جيش امير المؤمنين علي في صفين ايضا، فكان قائدا على كندة و حضرموت و قضاعة و مهرة. وأوّل فارسين برزا والتقيا بصفّين في السابع من شهر صفر سنة 37 هـ هما حجر بن يزيد من معسكر معاوية بن أبى سفيان الذي طلب ابن عمّه حجر الخير حجر بن عدي الكندي للقتال. فتبارزا وكاد حجر بن عدي يقتل ابن عمه لولا تدخل خزيمة بن ثابت الأسدي من معسكر معاوية الذي ضرب حجر الخير ضربة كسر بها رمحه. وقتل حجر بعد ذلك الكثير من قيادات جيش معاوية بالمبارزة [4]. وحارب مع علي بن ابي طالب في النهروان فكان قائدا لميمنه الجيش. وكان معاوية قد ارسل الضحاك بن قيس بثلاثة آلاف مقاتل ليشن الغارات على المناطق الواقعة في طاعة علي سنة 39 هـ.

ومعاوية - رضي الله عنه - كان فيه من حلم عثمان وسجاياه، إلا أنه في مواقف الحكم كان يتبصر في عاقبة عثمان وما جر إليه تمادي الذين اجترؤوا عليه، فلمعاوية العذر إذا رأى أن حجرًا ممن سعى في الأرض فسادًا. ولعل معاوية استند في ذلك إلى قوله صلى الله عليه وسلم: من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه, وفي رواية: إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع, فاضربوه بالسيف كائنًا من كان. وروى أحمد عن عفان ، عن ابن علية عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة - أو غيره - قال: لما قدم معاوية المدينة دخل على عائشة فقالت: أقتلت حجرًا؟ فقال: يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم. وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب عن مروان. قال: دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة فقالت: يا معاوية قتلت حجرًا وأصحابه وفعلت الذي فعلت، أما خشيت أن أخبأ لك رجلا يقتلك؟ فقال: لا، إني في بيت الأمان، سمعت رسول الله يقول: الإيمان ضد الفتك لا يفتك مؤمن. يا أم المؤمنين, كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتك وأمرك؟ قالت: صالح, قال: فدعيني و حجرًا حتى نلتقي عند ربنا عز وجل, وفي رواية أنها حجبته, وقالت: لا يدخل عليّ أبدًا، فلم يزل يتلطف حتى دخل فلامته في قتله حجرًا ، فلم يزل يعتذر حتى عذرته, وفي رواية: أنها كانت تتوعده, وتقول: لولا يغلبنا سفهاؤنا لكان لي و لمعاوية في قتله حجرًا شأن، فلما اعتذر إليها عذرته.

فقرا معاوية ذلك واكتفى بشطب اسم شريح من الشهادة من الدون التحقق من صحة شهادة باقي الاسماء. تردّد معاوية في قتل حُجر وأصحابه، خشية تذمّر المسلمين ونقمتهم عليه، فأرسل إلى زياد يخبره بتردّده فأجابه زياد: «إن كانت لك حاجة بهذا المصر فلا تردّن حِجراً وأصحابه إلي». وجّه معاوية إلى حجر وأصحابه وهم في مرج عذراء رسولاً فقال له حجر: «أبلغ معاوية إننا على بيعتنا ، وأنه إنما شهد علينا الأعداء والأظناء، فلما أخبر معاوية بما قال حجر، أجاب: زياد أصدق عندنا من حجر». رجع رسول معاوية إليهم مرة أخرى وهو يحمل إليهم أمر معاوية بقتلهم أو البراءة من علي فقال حجر: «إن العبرة على حد السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم على الله، وعلى نبيه، وعلى وصيه أحبّ إلينا من دخول النار، فقال له السياف عندما أراد قتله، مدّ عنقك لأقتلك، قال إني لا أعين الظالمين على ظلمهم، وطلب منهم قبل ان يقتلوه ان يقتلوا ابنه همام قبله فقتلوه فسئلوه عن سبب طلبه هذا فقال: " خفت أن يرى هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية علي [9] ". فضربه ضربة سقط على أثرها شهيداً سنة 51هـ ، ودفن في مرج عذراء وقبره معروف هناك. أحدثت جريمة قتل حجر وأصحابه ضجة واستنكاراً كبيرين في العالم الإسلامي ، ومن الشخصيات التي استنكرت ذلك الإمام الحسين.