ياليتها كانت القاضية

ابن عاشور: يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) وضمير { ليتها} عائد إلى معلوم من السياق ، أي ليت حالتي ، أو ليت مصيبتي كانت القاضية. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 25. و { القاضية}: الموت وهو معنى قوله تعالى: { ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} [ النبأ: 40] ، أي مقبوراً في التراب. وجملة { يا ليتها كانت القاضية} من الكلام الصالح لأن يكون مثلاً لإيجازه ووفرة دلالته ورشاقة معناه عبر بها عما يقوله من أوتي كتابه بشماله من التحسر بالعبارة التي يقولها المتحسر في الدنيا بكلام عربي يؤدي المعنى المقصود. ونظيره ما حكي عنهم في قوله تعالى: { دَعَوا هنالك ثبوراً} [ الفرقان: 13] وقوله: { يا وَيْلَتَا ليتني لم أتَّخِذْ فُلاناً خليلاً} [ الفرقان: 28] وقوله: { يا ويلتنا ما لهذا الكتاب الآية} [ الكهف: 49]. ثم أخذ يتحسر على ما فرط فيه من الخير في الدنيا بالإِقبال على ما لم يُجْدِه في العالم الأبدي فقال: { ما أغنى عني مَاليَه} ، أي يقول ذلك من كان ذا مال وذا سلطان من ذلك الفريق من جميع أهل الإشراك والكفر ، فما ظنك بحسرة من اتبعوهم واقتدوا بهم إذا رأوهم كذلك ، وفي هذا تعريض بسادة مشركي العرب مثل أبي جهل وأمية بن خلف قال تعالى: { وذرني والمكذبين أولي النَّعمة} [ المزمل: 11].

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 25

يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) وقوله: ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ) يقول: يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت هي الفراغ من كلّ ما بعدها، ولم يكن بعدها حياة ولا بعث؛ والقضاء: وهو الفراغ. وقيل: إنه تمنَّى الموت الذي يقضي عليه، فتخرج منه نفسه وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ): تمنى الموت، ولم يكن في الدنيا شيء أكره عنده من الموت. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ): الموت.

هل تحب الكوكيز؟ 🍪 نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. يتعلم أكثر تابعنا شاركها