سعد بن سعد

[١] وتوجه مع أسيد بن حضير إلى القوم، فقال لهم سعد: "يا بني الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا، قال: فإنَّ كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرامٌ حتى تؤمنوا بالله ورسوله"، فما كان المساء حتى أسلموا جميعاً، واستمرَّ مصعب بدعوته في المدينة، فلم يبقَ فيها بيتٌ إلَّا ودخله الإسلام ، وقد كان إسلام سعد بن معاذ -رضي الله عنه- نصراً كبيراً للإسلام وفتحاً مبيناً، [٢] [٣] وأشرقت شمس الإسلام في المدينة بإسلامه حتى أنارت قلوب الكثيرين، ثمَّ ظهر دور قبيلة بني عبد الأشهل لمَّا هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، فاستقبلوا المهاجرين وقاسموهم أموالهم وممتلكاتهم من غير منٍّ ولا أذى. [٤] قصَّة سعد بن معاذ في غزوة بدر استشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في غزوة بدر فأشاروا عليه، فأراد منهم الأنصار، فقال له سعد: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله"؟ فقال: أجل، فقال معاذ: "فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق، وأعطيناك مواثيقنا عَلَى السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل اللَّه يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا عَلَى بركة اللَّه"، فكان هذا دافعاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخوض المعركة.

سعد بن سعد

[٧] وحرص سعد بن معاذ -رضي الله عنه- على حراسة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحمايته في عريشه مع مجموعةٍ من رجال الأنصار يحملون سيوفهم، حتى إذا انقضَّ العدو على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاموا بحمايته، ثمَّ لمَّا انتصر المسلمون وأخذوا أسرى كره ذلك، وقال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أوَّل وقعةٍ أوقعها الله بالمشركين كان الإثخان أحبُّ إليَّ من استبقاء الرِّجا"ل، فكان يرى أنّ قتل المشركين في أوَّل غزوةٍ أفضل من أسرهم؛ وذلك كي لا يجترئون على المسلمين مرةً أخرى. [٨] قصَّة حكم سعد بن معاذ لبني قريظة اجتمع الأحزاب حول المدينة المنورة من أجل حصارها، لكنَّهم يئسوا من تحقيق هدفهم فعادوا خائبين إلى مكَّة المكرَّمة، فكان قرار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ عدوانهم المتكرر على المدينة متى أرادوا لا بدَّ من إيقافه، فأمر أصحابه بالتجهُّز والتوجُّه نحو بني قريظة، فحاصروهم خمسةً وعشرين يوماً، ولمَّا يئسوا من فكِّ الحصار عنهم نزلوا عند أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه أن يجعل سعد حكماً عليهم، وقد كان في الجاهليَّة حليفهم، وكان حينها مصاباً ومريضاً. [٩] وقد روى أبو سعيد الخدري عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى سَعْدٍ فأتَى علَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ المَسْجِدِ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ، أوْ خَيْرِكُمْ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ نَزَلُوا علَى حُكْمِكَ، فَقَالَ: تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ، وتَسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ، قَالَ: قَضَيْتَ بحُكْمِ اللَّهِ ورُبَّما قَالَ: بحُكْمِ المَلِكِ) ، [١٠] [١١] [١٢] وكان قد جرح في الغزو وانقطع الدَّم من جرحه، فلمَّا حكم فيهم عاد الدَّم من جديد.

سعد بن الربيع معلومات شخصية اسم الولادة مكان الميلاد يثرب الوفاة 3 هـ جبل أحد ، المدينة المنوره الأب الربيع بن عمرو بن أبي زهير [1] الأم هزيلة بنت عنبة بن عمرو بن خديج الخزرجية [1] الحياة العملية الطبقة صحابة النسب الخزرجي الأنصاري الخدمة العسكرية المعارك والحروب غزوة بدر غزوة أحد تعديل مصدري - تعديل سعد بن الربيع (المتوفي سنة 3 هـ) صحابي من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شهد بيعة العقبة الثانية ، وكان أحد نقباء الأنصار يومها. وشهد مع النبي محمد غزوتي بدر وأحد ، وقُتل يوم أحد. سيرته [ عدل] شهد سعد بن الربيع بيعة العقبة الثانية ، وكان أحد نقباء الأنصار يومئذ. ولما هاجر النبي محمد ، آخى بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ، فعزم سعد بن الربيع على أن يعطي عبد الرحمن نصف ماله، ويطلق إحدى زوجتيه، ليتزوج بها، فامتنع عبد الرحمن من ذلك، ودعا له، وقال عبد الرحمن دُلّني على السوق. شهد سعد مع النبي محمد غزوتي بدر وأحد. [1] افتقده النبي محمد بعد غزوة أحد، فقال: « من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ » ، فقال أبي بن كعب [2] أو زيد بن ثابت: [3] « أنا ». فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعد جريحًا في آخر رمق، فقال: « يا سعد، إن رسول الله ﷺ أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات؟ » ، قال سعد: « فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله ﷺ السلام، وقل: « إن سعدًا يقول: « جزاك الله عني خير ما جزى نبيًا عن أمته، وأخبره أنني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وقد أنفذت مقاتلي » » ، وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم: « إن سعدًا يقول لكم: « إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف » » ».