سفيان ابن عيينة

وكان أبو سفيان المذكور من عمال خالد بن عبد الله القسري، فلما عزل خالد عن العراق، وولى يوسف بن عمر النقض، طلب عمار خالد فهرب أبو عمران المذكور منه إلى مكة منزلها وهو من أهل الكوفة. أما أبو عيينة فكان صيرفياً بالكوفة، فركبه دين فانتقل إلى مكة وحمل أهله وولاه قال سفيان: فقدت إلى المسجد، فإذا عمرو بن دينار، فحدثني ثمانية أحاديث، فأمسكت له حماره حتى صلى وخرج، فعرضت الأحاديث عليه، فقال: بارك الله فيك. وقال سفيان عن نفسه: وقال سفيان: دخلت الكوفة ولم يتم لي عشرون سنة، فقال أبو حنيفة لأصحابه ولأهل الكوفة: جاءكم حافظ علم عمرو بن دينار، قال: فجاء الناس يسألونني عن عمرو بن دينار، فأول من صيرني محدثاً أبو حنيفة، فذاكرته فقال لي: يا بني، ما سمعت من عمرو إلا ثلاثة أحاديث، يضطرب في حفظ تلك الأحاديث. وكان في سفيان صفات جميلة، وحب للخير، قال رجل: كنت أمشي مع سفيان بن عيينة إذ أتاه سائل فما كان معه ما يعطيه، فبكى سفيان فقلت: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قال: أي مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خيراً فلا يصيبه. ويقول الخطيب البغدادي: سفيان بن عيينة، جده أبو عمران ولد بالكوفة وسكن مكة وقدم بغداد، وكان لسفيان بن عيينة تسعة إخوة حدث منهم أربعة محمد وآدم وعمران وإبراهيم فأما سفيان فكان له في العلم قدر كبير، ومحل خطير أدرك نيفاً وثمانين نفساً من التابعين، ثم ذكر عدداً كبيراً من شيوخه.

  1. سفيان بن عيينة - المعرفة
  2. مراجعة كتاب سفيان بن عيينة - محمد خير رمضان يوسف | كتوباتي
  3. سفيانُ بن عُيينةَ (إمامُ الصِّحة والتَّوثيق) - ملتقى الخطباء

سفيان بن عيينة - المعرفة

وقد جمع عوالي ابن عيينة: أبو عبد الله بن منده ، وأبو عبد الله الحاكم ، وبعدهما أبو إسحاق الحبال. وكان سفيان -رحمه الله- صاحب سنة واتباع. قال الحافظ ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن الفضل بن موسى ، حدثنا محمد بن منصور الجواز ، قال: رأيت سفيان بن عيينة سأله رجل: ما تقول في القرآن ؟ قال: كلام الله ، منه خرج ، وإليه يعود. وقال محمد بن إسحاق الصاغاني: حدثنا لوين ، قال: قيل لابن عيينة: هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية ؟ قال: حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه. وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثني أحمد بن نصر قال: سألت ابن عيينة وجعلت ألح عليه ، فقال: دعني أتنفس. فقلت: كيف حديث عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله يحمل السماوات على إصبع. [ ص: 467] وحديث: إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن. وحديث: إن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق. فقال سفيان: هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف. أبو عمر بن حيويه: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار; حدثنا عمر بن شبة ، حدثني عبيد بن جناد ، سمعت ابن عيينة ، وسألوه أن يحدث فقال: ما أراكم للحديث موضعا ، ولا أراني أن يؤخذ عني أهلا ، وما مثلي ومثلكم إلا ما قال الأول: افتضحوا فاصطلحوا.

مراجعة كتاب سفيان بن عيينة - محمد خير رمضان يوسف | كتوباتي

اتِّباعه للسنة قال الذهبي: "كان سفيانُ صاحب سنة, واتِّباع". قال الحافظ ابن أبي حاتم: "حدثنا محمد بن الفضل بن موسى, حدثنا محمد بن منصور الجواز, قال: رأيت سفيان بن عيينة, سأله رجل: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله؛ منه خرج, وإليه يعود". وقال محمد بن إسحاق الصاغاني: "حدثنا لورين, قال: قيل لابن عيينة: هذه الأحاديث التي تُروى في الرؤية؟ قال: حقٌّ على ما سمعناها؛ ممَّا نثق به ونرضاه". وقال إبراهيم بن سعيد الجوهريُّ: "سمعتُ ابن عيينة يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص". وقال أحمد بن إبراهيم الدروقي: "حدثني أحمد بن نصر قال: سألت ابن عيينة وجعلت ألحُّ عليه, فقال: دعني أتنفَّس, فقلت: كيف حديثُ عبدالله, عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الله يحملُ السَّماوات على إصبع". وحديث: "إنَّ قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرَّحمن". وحديث: "إنَّ الله يَعجب أو يَضحكُ ممَّن يذكرُه في الأسواق". فقال سفيان: "هي كما جاءت نُقِرُّ بها ونُحدِّث بها بلا كيف". وقال أبو العباس السراج في تاريخه: "حدَّثنا عباس بن أبي طالب، حدثنا أبو بكر عبدالرحمن بن عفان, سمعت ابن عيينة في السنة التي أخذوا فيها بشراً المريسي بمنى, فقام سفيان في المجلس مغضباً, فقال: لقد تكلّموا في القدر والاعتزال, وأمرنا باجتناب القوم, رأينا علماءنا, هذا عمرو بن دينار, وهذا محمد بن المنكدر, حتى ذُكر أيوب بن موسى, والأعمش, ومسعراً, ما يعرفونه إلا كلام الله, ولا نعرفُه إلا كلام الله, فمن قال غير ذا, فعليه لعنةُ الله مرتين, فما أشبهَ هذا بكلام النصارى، فلا تجالسوهم".

سفيانُ بن عُيينةَ (إمامُ الصِّحة والتَّوثيق) - ملتقى الخطباء

وهذا القول من الشافعي يوضح للقارئ سعة دائرة سفيان بن عيينة في العلم، وذلك لأنه فهم أحاديث العراقيين عندما كان في الكوفة، إلى أحاديث الحجازيين لما نزل مكة واستقر بها. وقد حدث أحمد بن النضر الهلالي قال: سمعت أبي يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة، فنظر إلى صبي دخل المسجد، فكان أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه، فقال سفيان: (كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ)[النساء آية: 94]، ثم قال: يا نضر، لو رأيتني ولي عشر سنين، طولي خمسة أشبار، ووجهي كالدينار، وأنا شعلة نار، ثيابي صغار، وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، أختلف إلى علماء الأمصار مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار محبرتي كالجوزة، مقلمتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا: أوسعوا للشيخ الصغير.... ثم ضحك. وعلّق على هذا الذهبي بقوله: في صحة هذا نظر، وإنما سمع في المذكورين وهو ابن خمس عشرة سنة أو أكثر. وقد رأى رؤيا فحدّث بها شيخه ابن شهاب الزهري، قال: رأيت كأن أسناني سقطت فذكرت ذلك للزهري، فقال: تموت أسنانك، وتبقى أنت، فماتت أسناني وبقيت أنا يجعل الله كل عدو لي محدثاً... وعلى هذا القول علق الإمام الذهبي بقوله: قال هذا في شدة ما كان يلقى في ازدحام أصحاب الحديث عليه حتى يبرموه.

اسمه ونسبه: – أبو محمد، سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي، الكوفي، ثم المكي، مولى محمد بن مزاحم، وقيل: هو مولى عبد الله بن روبية من بني هلال بن عامر بن صعصعة، رهط ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. كنيته ولقبه:- كان الإمام سفيان بن عيينة يكنى بأبي محمد الهلالي الكوفي، ثم المكي، ولقب بشيخ الإسلام، وشيخ الحجاز (107-196 هجري). ولادته ونشأته: – ولد الفقيه ابن عيينة بمدينة الكوفة، سنة سبع ومائة هجرية، وكان مولده ليلة النصف من شعبان. والده عيينة يكني أبا عمران، وكان من عمال خالد بن عبد الله القسري، فلما عزل عن العراق، وولي يوسف بن عمر الثقفي؛ طلب عمال خالد فهربوا منه، فلحق عيينة بمكة المكرمة فنزلها. وقيل: بأن جده ميمون هو المكنى بأبي عمران وهو الذي كان من عمال خالد في العراق ثم هرب فنزل مكة. وفي رواية لسفيان يقول: " كان أبي صيرفياً بالكوفة، فركبه دين فحملنا إلى مكة ". الإدريسي خلال زيارته لمدينة الكوفة كان لسفيان بن عيينة تسعة إخوة، حدث منهم أربعة: عمران بن عيينة، وإبراهيم بن عيينة، وآدم بن عيينة، وحمد بن عيينة. طلبه للعلم: – طلب سفيان بن عيينة العلم في سن مبكرة، حيث سمع في سنة 119 هـ، أي وعمره أثنا عشر عاماً، قال عن نفسه: "أول من جالست من الناس عبد الكريم أبو أمية، جالسته وأنا ابن خمس عشرة سنة"، وقال " جالست عبد الكريم الجزري سنين، وكان يقول لأهل بلده انظروا إلى هذا الغلام يسألني، وأنتم تسألوني"، وقال عنه الإمام الزهري: "ما رأيت طالباً لهذا الأمر أصغر منه".

اسمه ومولده وصفته اسمه: سُفيان بنُ عيينة بن أبي عمران؛ ميمونُ الهلاليُّ؛ أبو محمد الكوفيُّ, مولى محمد بن مزاحم, أخي الضَّحاك بن مزاحم، الإمام الكبير حافظ العصر, شيخ الإسلام, أبو محمد الهلاليُّ الكوفي, ثم المكيُّ. مولده: عن محمد بن عمر, قال: "أخبرني ابنُ عيينة: أنه وُلد سنة سبع ومائة". قال: ابنُ سعد: "وكان أصلُه من أهل الكوفة, وكان من عمال خالد بن عبدالله القسريِّ, فلما عُزل خالدٌ عن العراق, وولي يوسف بن عمر الثقفيُّ, طلب عمالَ خالد, فهربوا منه, فلحق عيينةُ بن أبي عمران بمكة, فنزلها". صفته: قال المزيُّ: "وكان أعور". طلب الحديث, وهو حَدَثٌ, بل غلامٌ, ولقي الكبار, وحمل عنهم علماً جماً, وأتقن, وجوَّد, وجمع, وصنَّف, وعمَّر دهراً, وازدحم الخلق عليه, وانتهى إليه علوُّ الإسناد, ورُحِل إليه من البلاد, وألحق الأحفاد بالأجداد. سمعت أحمد بن النَّضر الهلاليَّ, سمعت أبي يقول: "كنت في مجلس سُفيان بن عيينة, فنظر إلى صبيٍّ, فكأنَّ أهلَ المسجد تهاونوا به لصغره, فقال سفيان: (كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ) [النساء: من الآية94], ثم قال: يا نضر، لو رأيتني ولي عشر سنين, طولي خمسةُ أشبار, ووجهي كالدِّينار, وأنا كشُعلة نار, ثيابي صغار, وأكمامي قصار, وذيلي بمقدار, ونعلي كآذان الفأر, أختلف إلى علماء الأمصار, كالزُّهريِّ, وعمرو بن دينار, أجلسُ بينهم كالمسمار, مِحبرتي كالجوزة, ومقلمتي كالموزة, وقلمي كاللوزة, فإذا أتيتُ, قالوا: أوسِعوا للشيخ الصغير، ثم ضحك.