الله لا إله إلا هو الحي القيوم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، مفتي الجمهورية السابق، إن الله عز وجل ترك لنا حرية العقيدة، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لأنه لا يريد منافقين، فالمنافقون في الدرك الأسفل. وأضاف الدكتور علي جمعة، خلال تقديم برنامج "القرآن العظيم" المُذاع عبر فضائية "صدى البلد": الله يعطي الحقيقة الكبرى في سيدة آيات القرآن الكريم، آية الكرسي، (الله لا إله إلا هو الحي القيوم.. على جمعة: الله ترك لنا حرية الإيمان والكفر لأنه لا يريد منافقين (فيديو). لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم). علي جمعة: حرية العقيدة واضحة دون مجادلة وأردف علي جمعة: "هنا حرية العقيدة واضحة نصًا، ليس فيها مجادلة ولا محاورة، لا نريد أن نكره الناس حتى يكونوا مؤمنين". وتابع أن الله عز وجل بيّن لنا أن هناك صلة مستمرة بين العبد وربه تتمثل في الدعاء، والدعاء هو العبادة، وفي حديث آخر يقول النبي "الحديث مخ العبادة". وأردف: "دين الله واحد، والله أرسل الرسل لتوجيه العباد فيما يرضيه، فالمسلم يؤمن بموسى وعيسى ونوح وسائر الرسل الكرام، والإيمان بجميع الرسل ركن من أركان الإيمان، ولا يكتمل إيمان المسلم إلا به، الله أمر الرسل جميعًا بتوحيد الإله، أمرهم بالخروج من الحول والقوة، إلى قوة الله وحوله، ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز العرش".

  1. الم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك
  2. الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم
  3. الله لا اله الا هو الحي القيوم صور

الم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك

وقد تحدث ابن القيِّم رحمه الله عن عظيم أثر الدعاء بهذين الاسمين، ولا سيما في دفع ما ينتاب الإنسان من كرب أو همٍّ أو شدَّة. قال رحمه الله: "وفي تأثير قوله: "يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث" في دفع هذا الدّاء مناسبة بديعة، فإنّ صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال. ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى هو اسم "الحي القيوم"، والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام، ولهذا لما كملت حياة أهل الجنَّة لم يلحقهم همٌّ ولا غم ولا حزن ولا شيء من الآفات، ونقصان الحياة تضر بالأفعال، وتنافي القيُّومية، فكمال القيُّومية لكمال الحياة، فالحيّ المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البتة، والقيوم لا يتعذَّر عليه فعل ممكن البتّة، فالتوسل بصفة الحياة والقيُّومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ويضر بالأفعال... سلسلة من نحب - الله تعالى – (18) - الحيُّ، القيُّوم : - تطبيق كنوز إسلامية. والمقصود أن لاسم "الحي القيوم" تأثيراً خاصاً في إجابة الدعوات وكشف الكُربات. وفي "السنن" و"صحيح أبي حاتم"(3) مرفوعا: " اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين" {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]، وفاتحة آل عمران: {أَلَم(1) اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1-2]"، قال الترمذي: حديث صحيح.

الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم

وهما اسمان وردا في القرآن مقترنين في ثلاثة مواضع ، أولها في آية الكرسي {اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، والثاني في أول سورة آل عمران: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1-2ٍ]، والثالث في سورة طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111]. واسمه تبارك وتعالى: "الحيّ" فيه إثبات الحياة صفةً لله، وهي حياةٌ كاملة ليست مسبوقةً بعدم ، ولا يلحقها زوالٌ وفناء، ولا يعتريها نقصٌ وعيب جلَّ ربُّنا وتقدّس عن ذلك، حياة تستلزم كمال صفاته سبحانه من علمه، وسمعه، وبصره، وقدرته، وإرادته، ورحمته، وفعله ما يشاء، إلى غير ذلك من صفات كماله، ومَن هذا شأنُه هو الذي يستحق أن يُعبد ويركع له ويسجد، كما قال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58]، أمَّا الحيّ الذي يموت، أو الميِّت الذي هو ليس بحي، أو الجماد الذي ليس به حياة أصلا، فكلّ هؤلاء لا يستحقُّون من العبادة شيئاً، إذ المستحقّ لها هو الله الحيُّ الذي لا يموت. قال الله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 65].

الله لا اله الا هو الحي القيوم صور

وأما المرة الثانية ففي سورة آل عمران وهي قوله -تعالى-: ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [آل عمران: 2]، وأما الثالثة فقوله -سبحانه-: ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) [طه: 111]. وكما أن النوم والسِنة محالان على الله -تعالى- لأنهما يضادان قيوميته الدائمة التي لا تزول، فكذلك محال عليه -عز وجل- أن يموت؛ لأن الموت أشد مضادة للقيومية، لذا وصف -تعالى- نفسه في المرات الثلاث بـ"الحي" مع "القيوم"، وقد قال -عز من قائل-: ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) [الفرقان: 58].

وفي "السنن" و"صحيح ابن حبان" أيضا من حديث أنس: أنّ رجلا دعا فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيُّوم. فقال النبي ﷺ: "لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى "(1)"(2). ويؤكّد ما قرّره رحمه الله ما رواه الترمذيّ في "جامعه"(3) من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: كان النبيّ ﷺ إذا كرَبه أمْرٌ قال: " يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أستغيث ". وكلُّ ذلك يدلُّ على عظم شأن هذين الاسمين وجلالة قدرهما وما يقتضيانه من الذل والخضوع {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طه: 111]. اسم الله القيوم - ملتقى الخطباء. (1) "صحيح البخاري" (رقم: 6948)، و"صحيح مسلم" (رقم: 2717) - واللفظ له - من حديث ابن عباس رضي (1) في "صحيحه" (رقم: 2577) وهو طرف من حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه. (2) "زاد المعاد" (4/204). (1) في الأصل: "المصححة" ويدل على ما أثبته السياق، وكلامه السابق واللاحق. (2) "الصواعق المرسلة" (3/ 911-912). (2) "زاد المعاد" (4/ 204-206). (3) (رقم: 3524) وضعّفه بقوله: "حديث غريب"؛ لأنّ في إسناده يزيد الرَّقاشيّ فهو مع صلاحه وعبادته ضعيف في الحديث.