وبعد ذلك توجهت إلى المدينة مع الزبير بن العوام زوجها، وكانت من ضمن السيدات التي بايعت الرسول. تحملت السيدة أسماء وصبرت على مواجهة الجاهلية والمشركين؛ فكانت تتمتع بالثبات والشجاعة عندا كان يعذبها المشركين. اخترنا لك: مقولات الصحابي أبي سعيد الخدري وفاة سيدنا أبي بكر الصديق فكانت شديدة الصبر عندما فقدت أبيها جراء قتل الحجاج ظلماً له، وإصرارها الشديد على أن تغسله بنفسها وتكفنه، وفقدته وعمرها في ذلك الوقت كان 100 سنة. بعد فقدانها لأبيها أصابها العمى في نهاية حياتها، وأصيبت بالأمراض الشديدة ومنها صداع شديد برأسها. وقال ابن سعد عن أبي مليكة أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها عندما كانت تشعر بالصداع فتضع يدها تحت رأسها وتردد "بدني وما يغفر الله أكثر". لماذا سميت أسماء بذات النطاقين. وعندما قام الحجاج بقتل ابنها عبد الله عندما صلبه الحجاج، وأقبل ابن عمر رضي الله عنهما يقدم لها العزاء وأخبرها بأن الأرواح موجودة عند الله، وأخبرها بأن تصبر. آيات من القرآن نزلت من أجلها عندما قامت قتيلة بنت عبد العزى بزيارة ابنتها أسماء بنت أبي بكر؛ فهي كانت على الكفر؛ ولذلك لم ترغب السيدة أسماء باستضافتها في منزلها، فسألت الرسو صلى الله عليه وسلم عن ذلك الأمر، فأنزل الله تعالى: "{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".
[١] سبب تسمية أسماء بذات النِّطاقَين لُقِّبت أسماء -رضي الله عنها- بذات النِّطاقَين بعد حادثة الهجرة النبويّة من مكة إلى المدينة، وكان سبب ذلك اللقب أنها أعدَّت الطعام للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ولوالدها رفيقه في طريق الهجرة أثناء هجرتهما وقبل خروجهما من مكة، فلم تجد حينها ما تشدُّ الطعام به، فعمدت إلى نطاقها -خمارها- فشقّته نصفَين، فشدّت السّفرة بنصفه وتطوّقت بالنصف الآخر؛ لذلك أطلق النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليها ذات النِّطاقَين.
المصدر: