خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه

(فَإِذا) الفاء حرف استئناف (إذا) ظرفية شرطية غير جازمة (نُفِخَ) ماض مبني للمجهول (فِي الصُّورِ) متعلقان بالفعل (نَفْخَةٌ) نائب فاعل (واحِدَةٌ) صفة نفخة والجملة في محل جر بالإضافة.. إعراب الآية (14): {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (14)}. آيات ومواقف – {خذوه فغلوه} |. (وَحُمِلَتِ) ماض مبني للمجهول (الْأَرْضُ) نائب فاعل (وَالْجِبالُ) معطوف على الأرض والجملة معطوفة على ما قبلها (فَدُكَّتا) ماض مبني للمجهول والألف نائب فاعل (دَكَّةً) مفعول مطلق (واحِدَةً) صفة دكة والجملة معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآيات (15- 16): {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (16)}. (فَيَوْمَئِذٍ) الفاء واقعة في جواب الشرط وظرف زمان مضاف إلى مثله (وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) ماض وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها (فَهِيَ) الفاء حرف عطف (هي) مبتدأ (يَوْمَئِذٍ) ظرف زمان مضاف إلى مثله (واهِيَةٌ) خبر.. إعراب الآية (17): {وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (17)}.
  1. معارج البيان القرآني (18) - إسلام أون لاين
  2. آيات ومواقف – {خذوه فغلوه} |

معارج البيان القرآني (18) - إسلام أون لاين

وقال ابن عباس: أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب، وله شعاع كشعاع الشمس. قيل له: فأين أبو بكر؟ فقال هيهات هيهات! زفته الملائكة إلى الجنة. ذكره الثعلبي. وقد ذكرناه مرفوعا من حديث زيد بن ثابت بلفظه ومعناه في كتاب التذكرة. والحمد لله. { فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه} أي يقول ذلك ثقة بالإسلام وسرورا بنجاته؛ لأن اليمين عند العرب من دلائل الفرح، والشمال من دلائل الغم. قال الشاعر: أبيني أفي يمنى يديك جعلتني ** فأفرح أم صيرتني في شمالك ومعنى { هاؤم} تعالوا؛ قاله ابن زيد. وقال مقاتل: هلم. معارج البيان القرآني (18) - إسلام أون لاين. وقيل: أي خذوا؛ ومنه الخبر في الربا (إلا هاء وهاء) أي يقول كل واحد لصاحبه: خذ. قال ابن السكيت والكسائي: العرب تقول هاء يا رجل اقرأ، وللاثنين هاؤما يا رجلان، وهاؤم يا رجال، وللمرة هاء بكسر الهمزة وهاؤما وهاؤمن. والأصل هاكم فأبدلت الهمزة من الكاف؛ قال القتيبي. وقيل: إن { هاؤم} كلمة وضعت لإجابة الداعي عند النشاط والفرح. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداه أعرابي بصوت عال فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم { هاؤم} يطول صوته. { وكتابيه} منصوب بـ { هاؤم} عند الكوفيين. وعند البصريين بـ { اقرؤوا} لأنه أقرب العاملين.

آيات ومواقف – {خذوه فغلوه} |

وجملة ذرعها سبعون ذراعا صفة ( سلسلة) وهذه الصفة وقعت معترضة بين المجرور ومتعلقه للتهويل على المشركين المكذبين بالقارعة ، وليست الجملة مما خوطب الملائكة الموكلون بسوق المجرمين إلى العذاب ، ولذلك فعدد السبعين مستعمل في معنى الكثرة على طريقة الكناية مثل قوله تعالى إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. والذرع: كيل طول الجسم بالذراع وهو مقدار من الطول مقدر بذراع الإنسان ، وكانوا يقدرون بمقادير الأعضاء مثل الذراع ، والأصبع ، والأنملة ، والقدم ، وبالأبعاد التي بين الأعضاء مثل الشبر ، والفتر ، والرتب - بفتح الراء والتاء - ، والعتب ، والبصم ، والخطوة. وجملة إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين في موضع العلة للأمر بأخذه وإصلائه الجحيم. ووصف الله بالعظيم هنا إيماء إلى مناسبة عظم العذاب للذنب إذ كان الذنب كفرانا بعظيم فكان جزاء وفاقا. [ ص: 139] والحض على الشيء: أن يطلب من أحد فعل شيء ويلح في ذلك الطلب. ونفي حضه على طعام المسكين يقتضي بطريق الفحوى أنه لا يطعم المسكين من ماله ؛ لأنه إذا كان لا يأمر غيره بإطعام المسكين فهو لا يطعمه من ماله ، فالمعنى لا يطعم المسكين ولا يأمر بإطعامه ، وقد كان أهل الجاهلية يطعمون في الولائم ، والميسر ، والأضياف ، والتحابب ، رياء وسمعة.

التعبير بـ (ثمّ) في هذه الآية يوضّح لنا أنّ المجرمين بعد دخولهم في النار يربطون بالسلسلة ذات السبعين ذراعاً، وهذه عقوبة جديدة لهم. كما يوجد إحتمال أنّ هذه السلاسل الفردية أو الجماعية تكون قبل الدخول في جهنّم، و (ثم) جاءت للتأخير في الذكر. وتتطرق الآيتان التاليتان لبيان السبب الرئيسي لهذا العذاب العسير، فيقول تعالى: (إنّه كان لا يؤمن بالله العظيم). وكلّما كان الأنبياء والأولياء ورسل الله تعالى يدعونه للتوجّه إلى (الواحد الأحد) لم يكن ليقبل، ولذا فإنّ إرتباطه بالخالق كان مقطوعاً بصورة تامّة. (ولا يحضّ على طعام المسكين). وبهذا الشكل فإنّ هؤلاء قد قطعوا علاقتهم مع (الخلق) أيضاً. وبهذا اللحاظ فإنّ العامل الأساسي لبؤس هؤلاء المجرمين هو قطع علاقتهم مع (الخالق) و (الخلق). ويستفاد من التعبير السابق - بصورة واضحة - أنّه يمكن تلخيص أهمّ الطاعات والعبادات وأوامر الشرع بهذين الأساسين: (الإيمان) و (إطعام المسكين) وهذا يمثّل إشارة إلى الأهميّة البالغة لهذا العمل الإنساني العظيم والحقيقة كما يقول البعض: إنّ أردأ العقائد هو (الكفر) كما أنّ أقبح الرذائل الأخلاقية هو (البخل). والطريف في التعبير أنّه لم يقل (كان لا يطعم)، بل قال: كان لا يحثّ الآخرين على الإطعام، إشارة إلى: أوّلا: إنّ حلّ مشكلة المحتاجين وإشباع الجائعين لا يمكن أن يتغلّب عليها شخص واحد، بل يجب دعوة الآخرين أيضاً للمساهمة بمثل هذا العمل، ليعمّ الخير والفضل والإحسان جميع الناس.