قصة سورة سبأ 17 الى

ولكنهم قابلوا ذلك بالكُفر والجُحود وعدم الشُكر، فعاقبهم الله -تعالى- بالسيلِ الجارف الذي يحمل معه الحجارة فحطّم سدّهم، وأغرقت ما كان حوله، ولم يكُن بمقدور هذا السد تخزين المياه، فجف ما حوله من الجنات واحترقت من قلّة المياه، وتبدلتا إلى صحراء. [٩] ولم يُنبت فيها إلّا النبات الخشن، فقال تعالى عن ذلك: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ). [١٠] [٩] المراجع ↑ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، الدر المنثور ، بيروت:دار الفكر، صفحة 673، جزء 6. بتصرّف. ↑ عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي (1998)، تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل (الطبعة 1)، بيروت:دار الكلم الطيب، صفحة 51، جزء 3. بتصرّف. قصة سورة سبأ ماهر المعيقلي. ↑ سورة سبأ، آية:15-17 ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 121، جزء 7. بتصرّف. ↑ مقاتل بن سليمان (1423)، تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث، صفحة 521، جزء 3.

  1. قصة سورة سبأ 17 الى
  2. قصة سورة سبأ ماهر المعيقلي
  3. قصة سورة سبأ الحصري

قصة سورة سبأ 17 الى

[٦] قصة سبأ وسيل العرم بالرغم من هذه النعم الوفيرة والرخاء الذي كانوا يعيشون فيه أهل سبأ، لم يشكروا الله تعالى على هذه النعم، فقد أمرهم الله تعالى بأن يؤدوا حق هذه النعم بأن يشكروه فهو المُنعِم عليهم والمتفضل عليهم بواسع فضله وواسع كرمه، قال تعالى: (كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) ، [٧] فلما آمنت ملكة سبأ بلقيس ومن كان معها بسيدنا سليمان عليه السلام عبدوا الله تعالى ووحدوه بعد أن كانوا يعبدون الشمس، وكفر من جاء بعدها وأعرضوا عن شكر الله تعالى وتوحيده وعبادته عز وجل وعادوا إلى طغيانهم، كان هذا سبباً لما أصابهم من الدمار. [٨] [٩] فسلبهم الله تعالى هذا الرخاء وهذه النعم وأرسل عليهم السيل الجارف فقد تحطّم السد وأغرقت البساتين والأشجار وانجرفت مع الماء الغزير، وجفّت بعدها الماء واختلّ عندهم توازن الماء، وتبدلت البساتين الخضرة اليانعة ذات الثمار الوفيرة بصحراء تتناثر فيها الأشجار البرية الخشنة ذات الأشواك والأشجار قليلة الثمار، قال تعالى: (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا)، [١٠] فكان هذا جزاء كفرهم وإعراضهم عن الحق وتكذيبهم له.

قصة سورة سبأ ماهر المعيقلي

وسيظل هذاالمشهد من مشاهد معركة الايمان والكفر عبرة لكل من هم ظالمي أنفسهم, عسىاهم أن يتبيّنوا وينحققوا بأن النصر في النهاية للمؤمنيبن الذين أسلموالله ربّ العالمين بقلوبهم قبل ألسنتهم, تحقيقا لقوله تبارك وتعالى في سورةالحج 40- 41: ولينصُرَنَّاللهُ مَنْ ينصُرُهُ, انّ اللهَ لقويٌّ عزيزٌ * الذين لنْ مكّناهُم فيالأرضِ اقاموا الصلاةَ وآتوُا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوْا عن المنكر, وللهِ عاقبةُ الأمورِ.

قصة سورة سبأ الحصري

وقد تفضل الله عليه وأكرمه بأنواع من الفضل، مع النبوءة والرسالة والملك، قال الله عنه: يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ، نادى الله الجبال أن تسبح معه، ونادى الطير أن تسبح معه، وكان لداود صوت سبق جميع آلات الطرب، كان صوته طرباً في حد ذاته، وكان إذا ناح بتلاوة ما أنزل عليه من زبور تجد الجبال تردد عليه نياحته وأنغامه وتوحيده وتسبيحه، وتجد الطير قد تجمعت جميعها بين يديه، تسبح بتسبيحه وتنوح بنواحه، وتذكر بذكره، يَا جِبَالُ أَوِّبِي أي: سبحي، والأوب هو الرجع، أي: رجعي معه ما يقوله، ومنه الترجيع الذي في الأذان، وهو أن يرجع المؤذن الشهادتين عندما ينطق بهما. ونحن قد ذكرنا ما قاله المفسرون من أقوال مختلفة، وأكدنا القول الحق أنه عرض عليها ذلك عرضاً، سمعته وأحسته، وللجبال من الحس ومن الحياة ما تدرك به ما تؤمر، بدليل قوله تعالى: يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ، أي: من الفضل الذي أعطيناه أن نادينا الجبال إذا سبح، وإذا وحد، وإذا نزه، وإذا ذكر داود ربه أن ترجع معه تسبيحه، وترجع معه ذكره، فكان هذا مؤكداً للأول، ولا حاجة لكل تلك المعاني التي قالها من استبعد أن تتحرك الجبال وأن تعي، والله يقول: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44]، وهذا من ذاك.

كانوا في غبطة عظيمة وعيش رغيد وأيام طيبة. ومع تتابع النعم، وتوالي هذه الآلاء، والعيش الرغيد.. مع ذلك كله قابلت قبيلة سبأ الإحسان بالإساءة، والنعمة بالبطر، وكفرو بالنعمة، وسقطوا في أوحال السيئات، ولم يقتصروا على ذلك؟ بل بعد تقارب ما بين قراهم، وطيب ما بينها من البساتين، وأمن الطرقات، سألوا الله أن يباعد بين أسفارهم، وأن يكون سفرهم فيه مشاق وتعب. التفريغ النصي - تفسير سورة سبأ [10-13] - للشيخ المنتصر الكتاني. فسلبوا تلك النعمة العظيمة كما قال الله عنهم: ﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ﴾ [سبأ: 16] فلما أعرضوا أهلكهم الله بأن أرسل الى ذلك السد الفئران والجرذ تنخر في ذلك السد في أسفله، حتى إذا ضعف ووهى، وجاءت أيام السيول وفرح الناس بها، إذا بالسيول تصطدم ببناء السد فيسقط، فخربت الأبنية، ونضب الماء عن الأشجار التي عن اليمين والشمال، فيبست وتحطمت، وتبدلت تلك الأشجار المثمرة الأنيقة النظرة ﴿ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ [سبأ: 16]. بعد تلك الثمار اليانعة، والفاكهة الطيبة، أبدلوا بشجر الخمط، وهو ثمر مر حامض، لا يمكن أكله. وبعد تلك الأشجار المثمرة أبدلوا بشجر الأثل الذي لا ثمر له.

لقد طفتُ في اللآفاق, ورفرفت بجناحيَّ فوق كلِّ بعيد فوق الأمصار, وعلمت أمراً تجهلَهُ وهو يهمكَ, وجدت أنّ هناك في سبأ في اليمن أمراً عجيباً, امرأةً تحكمُ البلاد والعباد, وتسيطر على مقدرات الأمور من الغنى والسلطان والنفوذوالجمال, وأما آية الآيات سيدي, فهو عرشها الذي تجلس عليه, لم أرى فيالدنيا ملكاً له مثل عرشها, كله فخامةً وروعةً وجمالاً وأُبّهةً, والعجب العجيب من أم هذه الملكة ومن تحكمهم يا سيدي, أنهم يعبدون الشيطان, يعبدون الشمس من دون الله الملك المستحق وحده عزوجل للعبادة.