ويبدو أن الخليفة أراد التريث في قتل أبي سلمة، أما رأي أبو جعفر المنصور وعمه داود ببن علي فكان الإسراع بتنفيذ الأمر، إذ أشارا على أبي العباس بذلك، ولكنه رفض الطلب معللاً رفضه بأنه قد يكون ما أشار به أبو مسلم خدعة سياسية، القصد منها تأليب قلوب الناس عليه، وأعلن الخليفة لأصحابه بأنه يرغب أن يكون قتل أبي سلمة على يد أبي مسلم نفسه، ويؤيد هذا ما ورد من قول اليعقوبي، وكره أبو العباس أن يوحش أبا مسلم بقتله أو يوجد سبيلاً إلى الاحتجاج به عليه. كما عزم الخليفة على اتخاذ خطوة سياسة بارعة الهدف، فقد أراد أن يستوثق من أن أبا مسلم لم يكن له دخل فيما فعله أبو سلمة، ففي رواية تاريخية أنَّ جماعة كانوا يسمرون عند الخليفة، وقد ذكروا أموراً كثيرة: منها أمر انحراف الخلال، فقال أحدهم: (ما يدريكم لعل ما صنع أبو سلمة كان عن رأي أبي مسلم). فلم يتحكم أحد من الحاضرين، فقال الخليفة: (لئن كان هذا عن رأي أبي مسلم أنا ليعرض بلاء إلا أن يدفعه الله عنا). الـبـيـنـة الجديدة - أديب وعالم بالسياسة والتدبير .. أبــــــــو ســـلـــمـــــــــة الخـــــــــــــــــــلال. وقد شاور الخليفة أخاه الأمير أبا جعفر عبد الله بن محمد، فقال له: ما ترى؟ فقال أبو جعفر: الرأي رأيك، فقال أبو العباس: (ليس منا أحد أخص بأبي مسلم منك فاخرج إليه حتى تعلم ما رأيه، فليس يخفى عليك، فلو قد لقيته، فإن كان عن رأيه أخذنا لأنفسنا، وإن لم يكن عن رأيه طابت أنفسنا).
مقتل أبي سلمة الخلال نهاية أبي سلمة الخلال مقتل أبي سلمة الخلال: بالرغم من أن الخليفة أبا العباس قَبِلَ اعتذار الخلال، لكنه في حقيقة الأمر لم يغفر له ما فعله كما أثبتت الأحداث فيما بعد، فقد أمهله دون أن يهمله. تؤكد روايات تاريخية أنَّ أبي مسلم الخراساني هو الذي أشار على الخليفة بضرورة التخلص من الخلال، فيشير المسعودي أنّ أبا مسلم كتب إلى أبي العباس كتاباً، يشير فيه عليه بقتل أبي سلمة، ويقول فيه: (قد أحل الله لك دمه لأنه قد نكث وغير وبدل)، وكان رد أبي العباس في حينه: (ما كنت لأفتتح دولتي بقتل رجل من غير مسلم لا سيما مثل أبي سلمة، وهو صاحب الدعوة، وقد عرض نفسه، وبذل مهجته، وأنفق ماله، وناصح إمامه، وجاهد عدوه). لقد كان أبو العباس بارعاً في رده على أبي مسلم؛ ولعله يريد أن يعرف أبا مسلم أنه ليس من شأنه أن ينتقم ممن أخلص للدعوة العباسية وبذل جهده للقيام بنصرتها، وأنفق ثروته العريضة من أجل الدعوة ونجاحها، في وقت كان فيه العباسيون في قلة من الأنصار والأعوان، ويبدو أن الخليفة برده هذا لم ينس أنَّ أبا سلمة كان له أنصار يغضبون له وقد يثورون من أجله. الموسوعة العربية | أبو -سلمة الخلال. ويشير المسعودي إلى أنّ أبا مسلم عندما رأى. أن أبا العباس لم يستجب لطلبه، كتب إلى أبي جعفر أخي أبي العباس، وإلى داود بن علي عمه، وطلب منهما أن يقابلا أبا العباس وأن يشيروا عليه بضرورة التخلص من أبي سلمة، لأنه أصبح خطراً على الخلافة والدولة معاً، أما أبو العباس فإنه رفض ذلك بقوله: (ما كنت لأفسد كثير إحسانه وعظيم بلائه، وصالح أيامه، بزلة كانت فيه وهي خطرة من خطرات الشيطان وغفلة من غفلات الإنسان).
الجديد!! : أبو سلمة الخلال وأبو العباس عبد الله السفاح · شاهد المزيد » إسلام الإسلام ديانة إبراهيمية وسماوية، وهو ثاني الديانات في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية. الجديد!! : أبو سلمة الخلال وإسلام · شاهد المزيد » الكوفة الكوفة مدينة عراقية ومركز قضاء تتبع إداريا إلى محافظة النجف في منطقة الفرات الأوسط جنوب العاصمة بغداد، وتبعد عنها بنحو 156 كم و10 كم شمال شرق النجف. الجديد!! : أبو سلمة الخلال والكوفة · شاهد المزيد » الحميمة الحميمة – حوارة كما كانت تعرف قديماً – قرية أردنية تقع في محافظة معان في الجنوب. أبو سَلَمة الخـلال. الجديد!! : أبو سلمة الخلال والحميمة · شاهد المزيد » الدولة العباسية الدولة العباسية أو الخلافة العباسية أو العباسيون هو الاسم الذي يُطلق على ثالث خلافة إسلامية في التاريخ، وثاني السلالات الحاكمة الإسلامية. الجديد!! : أبو سلمة الخلال والدولة العباسية · شاهد المزيد » جعفر الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، (ولد يوم 17 ربيع الأول 80 هـ في المدينة المنورة وتوفي فيها في مساء 25 شوال من سنة 148 هـ)، إمام من أئمة المسلمين وعالم جليل وعابد فاضل من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب وله مكانة جليلة عظيمة لدى جميع المسلمين.
لقد خان أبو سلمة الخلال الثورة العباسية، وذلك حين أراد أن يُبايع للعلويين حيث راسل ثلاث شخصيات من كبار العلويين عارضاً الخلافة لأحد منهم، وهم الإمام جعفر بن محمد (الصادق)، وعبد الله بن الحسن المحض، وعمر بن علي بن الحسن، وكان أبو سلمة الخلال قد أمر رسوله بأن يقابل أولاً جعفر الصادق، ويعطيه الرسالة الخاصة به فإن قبلها أعدم الرسالتين الأخريين، وإلا ذهب إلى الثاني فالثالث. أما جعفر الصادق فإنه رفض ذلك العرض رفضاً قاطعاً، حيث قال وما أنا وأبو سلمة هو غير مسلم لغيري، وقام بإحراق الرسالة فور وصولها إليه وتمثل بقول الكميت بن زيد: (أيا موقدا ناراً لغيرك ضوؤنا ويا حطباً في غير حبلك تحطب). أما عبد الله بن الحسن فقد قبل العرض، ولكنه تردد قليلاً، حيث توجه إلى جعفر بمن محمد الصادق ليأخذ رأيه، فحذره جعفر من عاقبة ذلك، وقال له: (ومتى صار أهل خراسان من غير المسلمين؟ أأنت وجهت إليهم أبا مسلم! هل تعرف أحداً منهم باسمه أو بصورته فكيف يكونون غير مسلمين وأنت لا تعرفهم وهم لا يعرفونك). ثم أخبره أنَّ أبا سلمة مخدوع مفتول، وأن هذا الأمر لا يتم لكم فإن أبا هاشم أخبرهم بأنه سيكون في ولد العباس، وأن هذه الدولة ما هي لأحد من ولد أبي طالب، وفي هذه الروايات دعاية عباسية واضحة، ولكنها إن صحّت فإنها تدل على معرفة جعفر الصادق بنشاطات العباسيين السرية خاصة بعد اجتماع بني هاشم في الأبواء.