الرئيسية المقالات مقالات و خواطر صور الإعراض عن ذكر الله الإعراض عن ذكر الله له صور: إعراض مكاني: بحيث لا يجلس في مكان الذكر. إعراض قلبي: بحيث يكره الذكر، حتى ولو جلس فهو -أيضاً- كاره، كأنه في سجن، أو قفص، مثل الطير يريد أن يطير، يريد أن ينفك. إعراض عملي. إعراض دَعَوي. إعراض شعوري. كل هذه تسمى إعراضاً عن الله، وعن ذكر الله، وعن دين الله وفي الحديث المتفق عليه: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله وذهب واحد فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهباً، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه) وهذه هي النتيجة الحتمية؛ أن تعرض عن الله، وماذا تريد إذا أعرضت عن الله؟! أيتوجه الله إليك؟! لا. يقول الله: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5] يقول: انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [التوبة:127] لكن أقْبِلْ على الله؛ فإن الله عز وجل يُقْبِل عليك يقول تعالى: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا [محمد:17] ماذا يصير لهم؟!
ذات صلة فضل كثرة ذكر الله فوائد ذكر الله الثمار العاجلة لذكر الله تعالى من الثمرات التي يجنيها المؤمن من ذكره لربه في الدنيا: [١] مباهاة الله سبحانه وتعالى ملائكته بالذاكرين الذي يجلسون في حِلق المساجد وغيرها من أجل ذكر الله عز وجل. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقةٍ من أصحابِه، فقال: '"(ما أجلَسَكم؟ قالوا: جلسْنا نذكرُ اللهَ ونحمدُه على ما هدانا للإسلامِ، ومنَّ به علينا. قال: آللهِ! ما أجلسَكم إلا ذاك؟ قالوا: واللهِ! ما أجلسَنا إلا ذاك. قال: أما إني لم أستحلِفْكم تهمةً لكم. ولكنه أتاني جبريلُ فأخبرَني؛ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يباهي بكم الملائكةَ. ) [٢] ذكر العبد لربه سبب لذكر الله تعالى لعبده؛ فإن ذكر العبد ربه في نفسه ذكره الله تعالى في نفسه، وإن ذكره في ملأ ذكره الله تعالى في ملأ خير منه. نزول الرحمة والسكينة على المكان الذي يُذكر فيه الله تعالى وعلى القوم الجالسين. صلاة الله تعالى وملائكته على الذاكر. حياة القلب وجلائه من صداه؛ فإنّ صدأ القلب يعني الهوى والغفلة والبعد عن الله تعالى، وجلاؤه هو الذكر والاستغفار. حصول العبد على فضل الله تعالى وعطائه، حيث إنّ العطاء المترتب على الذكر أكبر من غيره.
وعنه رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم ». وقال صلى الله عليه وسلم: « رغم أنفُ رجل ذُكرتُ عنده فلم يُصلِّ عليَّ ».
قال تعالى: ﴿ إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271]. وقد ذكر الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فذكر منهم: ".... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه... "؛ (رواه مسلم). عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يقول طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه: "خرج عمر رضي الله عنه ليلة في سواد الليل، فدخل بيتًا، فلما أصبحت ذهبت إلى ذلك البيت، فإذا عجوز عمياء مقعدة، فقلت لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟ فقالت: إنه يتعهدني مدة كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني، ويُخرج عني الأذى، فقلت لنفسي: ثكلتك أمُّك يا طلحة أعثراتِ عُمَرَ تَتْبَعُ؟"؛ (البداية والنهاية: 7 /140). زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله: يقول عنه أبو حمزة الثمالي: كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز ظهره بالليل، يتصدق به، ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل"؛ قال عمر بن ثابت: لما مات علي بن الحسين فغسلوه، جعلوا ينظرون إلى آثار سواد بظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جراب الدقيق ليلًا على ظهره، ويعطيه فقراءَ أهل المدينة"، وقال أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين"؛ (حلية الأولياء: 3 /135).