صفات عبد الرحمن

ب – العفو عند المقدرة: ومن صفاتهم التي تسمو بمنزلتهم عند الله، وترفع أقدارهم بين الناس، الصفح عن المسيء. وإطفاء نار الغضب بالعفو والسماحة، وكظم الغيظ، فهم لا يسارعون بالانتقام إذا وقع عليهم من الآخرين ما غضبهم، أو يثير حميتهم. بل إنهم يتحكمون في انفعالاتهم، ويحسنون السيطرة على أنفسهم، فتراهم يصفحون عمن أساء إليهم ، ويرحمون من اعتدى عليهم، برغم قدرتهم على الانتقام. التفريغ النصي - صفات عباد الرحمن [1] - للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي. تأسيا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث كان أعظم الناس حلما، وكان يعلم المسلمين ضبط النفس بقوله: " ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ". ومن شمائله – صلى الله عليه وسلم – أنه لم ينتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله تعالى، فيغضب حتى لم يقم لغضبه شيء، وكان إذا غضب يعرف الغضب في وجهه. ج. الاستجابة الكاملة لأمر الله: ومن صفات المؤمنين الصادقين الإستجابة الكاملة لأمر لله – سبحانه – والتزام دينه، والنزول على حكمه، والتغلب على كل هوى ينأى بهم عن رحاب الله. فهم يقيمون الصلوات في أوقاتها، مستوفاة شروطها وأركانها، متقربين بها إلى الله في خشوع وضراعة. مقدرين أثرها في تهذیب النفس، وإعلاء دوافعها، وتحصينها ضد الفحشاء والمنكر، وإكسابها السكينة والراحة والطمأنينة.

  1. التفريغ النصي - صفات عباد الرحمن [1] - للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي

التفريغ النصي - صفات عباد الرحمن [1] - للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي

سورة الفرقان التواضع إن التواضع هي من أهم الصفات التي يتصف بها عباد الرحمن، وهي تعني أن النفس تكون خاضعة لبارئها، ودائما يكون هناك رحمه يتصف بها ويكون لين الجانب لا يكون قاسي القلب، كما أن عباد الرحمن يكونون محبوبون بين العباد من خلال هذا التواضع وعدم التكبر على أحد أو التعالي بما وهبه الله سواء كان مالا أو علماً أو أي نعمه يجب عدم التفاخر بها لأنه لم يحصل عليها بمهارته ولكنها بتوفيق من الله سبحانه وتعالى. الالتزام بالعبادات والطاعات يتصف عباد الرحمن أنهم يحبون التقرب إلى الله في كل وقت لذلك هم يحافظون على طاعة الله والعبادات، كما أنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر وجميع الغيبيات التي ذكرها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمشون في الأرض دون تكبر أو تعالي ، ويتعاملون فيما بينهم بأخلاق الإسلام فنجدهم يعفون عن المسيء، ومسامحة الأحرين ويعاملون الناس بالإحسان وبأخلاق الإسلام.

فانظر إلى تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه على عدم الركون إلى الأمنيات، وعدم الاكتفاء بمجرد الدعاء مع أهميته، فحثه على أن يجاهد نفسه على كثرة السجود، وكأنه يقول له بما أن طلبك كبير يجب أن يكون عملك وجهدك عظيم. وحين يطلب عباد الرحمن أن يكونوا أئمة للمتقين لا يعني ذلك أنهم يسعون للرئاسة وحب التصدر، ولكنهم يحبون أن يقتدى بهم في الخير لأن أجرهم سيكون أعظم، فإنَّ (الدَّال على الخير كفاعلِه) كما قال صلى الله عليه وسلم؛ صححه الألباني. فأجر من يقتدي به غيره ليس كأجر من يعمل العمل ولا يقتدي به أحد، إنها أجور ليس لها حد، فهنيئًا لمن كان قدوة في الخير. قال ابن القيم رحمه الله: «والفرق بين حب الرياسة وحب الإمارة للدعوة إلى الله هو الفرق بين تعظيم أمر الله والنصح له، وتعظيم النفس والسعي في حظها، فإن الناصح لله المعظم له المحب له يحب أن يطاع ربه فلا يعصى، وأن تكون كلمته هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، وأن يكون العباد ممتثلين أوامره مجتنبين نواهيه، فقد ناصح الله في عبوديته، وناصح خلقه في الدعوة إلى الله، فهو يحب الإمامة في الدين، بل يسأل ربه أن يجعله للمتقين إمامًا، يقتدي به المتقون، كما اقتدى هو بالمتقين.