هل الرؤية الصالحة بعد صلاة الفجر تتحقق

والرؤى الصادقة تنقسم إلى ثلاثةِ أقسام: الرؤى المبشرات؛ وهي تحمل بشارة سالفة أو قادمة أو حاضرة. والرؤى المنذرات؛ وهي التي تنذر بوقوع شر لأخذ الحيطة والحذر. والرؤى الْمُنبهات؛ وهي التي تنبِّه إلى أن شيئًا يجري حدوثه ويجب إصلاحه". وأما علامات الرؤيا الصالحة, فهي خمسُ علامات: الأولى: انتفاء جميع ما تقدم من علامات الرؤيا الفاسدة. الثانية: أن يكون الرائي معروفًا بالصدق في كلامه، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: " أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا ". وهذا في الغالب، وإلا فقد يرى غير الصادق رؤيا صادقة يكون فيها إيقاظ لغفلته. الثالثة: قُوّةُ انطباع تلك الرؤيا بتفاصيلها في ذاكرتِه, فلا ينسى منها شيئًا, بل يتذكّرها بجميع تفاصيلها. علامات الرؤيا الكاذبة – جربها. الرابعة: تكرارُها, فمتى تكررت رُؤْيا بعينها عليك مرارًا, فاعلم أنها حقّ, وأنها ما تكرّرت إلا لتنبيهك أو لتحذيرك أو لتبشيرك, فاحذر أنْ تُهْملها. الخامسة: أنْ يُحس- بعد اسْتيقاظه- بشعورٍ قويّ؛ نفسيّ أو جسدي, وقد يصل الشعور النفسي إلى البكاء أو الفرح والسرور العجيب, وقد يصل الشعور الجسدي إلى الألم, أو الإحساس بالشبع أو نحو ذلك. واعلموا أنّ المشروع لمن رأى رُؤْيا صادقة: أن يعلم أنها من الله – تعالى -؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: " الرؤيا الصادقة من الله ".

علامات الرؤيا الكاذبة – جربها

ثالثًا: أن يكون من تَلَاعُب الشَّيْطَان، كأنْ يرى رأسه يتدحرج وهو يُلاحقه. والدليل على ذلك: حَدِيث جَابِر -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ عَلَى أَثَرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْأَعْرَابِيِّ: « لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي مَنَامِكَ » (رواه مسلم). وهذا تنبيه على أنَّ كلَّ رؤيا كانت من هذا الجنس لا ينبغي أن يَتَحدَّث بها المسلم, فإنها من الشيطان. وكم من إنسانٍ يُخبر ويُحدّث بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِه فِي مَنَامه! ومن تلاعب الشيطان: أنْ يتسبّب في احتلام الرائي, قال البغوي -رحمه الله تعالى-: " ومِنْ لَعِبِ الشيطانِ به الاحتلامُ الذي يوجب الغسل، فلا يكون له تأويل ". ا. ه. رابعًا: أن يَكون من الْأَضْغَاث, وسُمّيتْ بعضُ الأحلام أضغاثًا: لأنها مُتداخلة غيرُ مُترابطة, ويستحيل تفسيرها. كأن يرى في منامه مناظر متناقضةً ومتداخلة، لا يعرف أولها من آخرها. هذه هي العلاماتُ التي متى ما وجدها الإنسان في الرؤيا التي رآها, علم أنها باطلةٌ وغيرُ صالحة, فلا ينشغل بها ولا يطلب تأويلَها.

مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض، (162)، وأحمد (14101). [3] مسلم: كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، (2277) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، وأحمد (20931). [4] قال محمد بن رزق بن طرهوني: فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثين وثمانية أعوام -أو دونها بقليل- بدأ يسمع الصوت ويرى الضوء، ولكن لم ينزل عليه جبريل بشيء من الوحي. انظر: صحيح السيرة النبوية 2/35، وحاشيتها رقم (327) 1/355، 356. [5] أحمد (2846)، عن أبي هريرة، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده على شرط مسلم إلا أنه اختلف في وصله وإرساله. والطبراني: المعجم الكبير 12/186، وقال الهيثمي: رواه أحمد متصلاً ومرسلاً، والطبراني بنحوه وزاد: وأعينه. ورجال أحمد رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 8/255. [6] مسلم: كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، (479) عن عبد الله بن عباس ب، وأبو داود (876)، والنسائي (707)، وابن ماجه (3899)، وأحمد (1900). [7] البخاري: كتاب التعبير، باب رؤيا الصالحين، (6582) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، والنسائي (7624)، وابن ماجه (3893).