عبدالله بن علي العباسي الثاني

‏ بعث إلى الحسن بن قحطبة أمير الميمنة فأمره أن يتحول بمن معه إلا القليل إلى الميسرة، فلما رأى ذلك أهل الشام انحازوا إلى الميمنة بإزاء الميسرة التي تعمرت، فأرسل حينئذ أبو مسلم إلى القلب أن يحمل بمن بقي في الميمنة على ميسرة أهل الشام فحطموهم، فجال أهل القلب والميمنة من الشاميين فحمل الخراسانيون على أهل الشام وكانت الهزيمة‏. لمحة عن العصر العباسي - موضوع. ‏ واستوثقت الممالك لأبي جعفر المنصور، ومضى عبد الله بن علي وأخوه عبد الصمد على وجهيهما، فلما مرَّا بالرصافة أقام بها عبد الصمد، فلما رجع أبو الخصيب وجده بها فأخذه معه مقيداً في الحديد فأدخله على المنصور فدفعه إلى عيسى بن موسى فاستأمن له المنصور‏. ‏ وأما عبد الله بن علي فإنه ذهب إلى أخيه سليمان بن علي بالبصرة، فأقام عنده زماناً مختفياً، ثم علم به المنصور فبعث إليه فسجنه في بيت بني أسامة على الملح ثم أطلق عليه الماء فذاب الملح وسقط البيت على عبد الله فمات‏. ‏ مصادر ووصلات خارجية سير اعلام النبلاء البداية والنهاية الموسوعة العربية

عبدالله بن علي العباسي الأول

‏ وقد إنتعشت الإمامة الأباضية بسبب هذه الإنتصارات المتلاحقة وأحسن بنو مكرم وهم ‏من أعيان اهل عمان بمنافسة الإئمة لهم فأشتد الصراع بين الطرفين ووقعت ‏الإضطرابات والحروب الأهلية مرة ثانية ولم يجد العمانيون مخرجاً من هذا الوضع ‏المتردي إلا بالإتفاق حول الإمامة الأباضية. ‏ وكان إن سقطت الخلافة العباسية في بغداد على أيدي التتار في أواسط القرن السابع ‏الهجري ولم يكن التتار قوة بحرية ليفرضوا سيطرتهم على الخليج لذا فقد بقيت عمان ‏بمنأى عن سيطرتهم ومضت في طريقها بعيداً عن نفوذ التتار ولم تلبث إن دخلت ‏منتصف القرن السادس للهجرة في عصر بني نبهان. ‏

والواقع أن الصراع بين الطرفين الإسلامي والصيني، كانت تُحركه دوافع حضارية وتجارية وكان السؤال المطروح آنذاك: أيهما كانت ستكتب لها الغلبة على تلك البقاع الحضارة الإسلامية؟ أم الحضارة الصينية؟. فمن ناحية الدوافع التجارية كان المسلمون يتطلعون إلى بسط سيطرتهم على طرق التجارة العالمية مع الشرق، الهند، والصين، وتحجيم الدور الصيني في التجارة العالمية. نموذج من خطب الخليفة العباسي عبدالله بن هارون الرشيد. ففي عام (132‏ هجري)/ 750 ميلادي)، استولى جيش صيني على مدينة سوياب وخرّبها. وفي العام التالي استغل الصينيون وقوع نزاع بين أخشيد فرغانة وملك الشاش واستنجاد الأول بهم فهرعوا يبسطون سيطرتهم على المنطقة وظهروا أمام فرغانة وهاجموا مدينة الشاش وحاصروا ملكها الذي نزل على حكمهم. واستطاع القائد المسلم زياد بن صالح، الذي كان قد فرغ لتوه من إخماد ثورة شريك بن شيخ المهري في بخارى أن يلحق الهزيمة بالجيش الصيني على نهر طراز في شهر ذي الحجة عام (133‏ هجري)/ شهر آب عام (751 ميلادي). هذا وقد حالف التوفيق أبا داوود خالد بن إبراهيم، الذي عينه أبو مسلم حاكماً على بلخ وذلك في عملياته العسكرية التي نفّذها في نواحي الختل وكش فهرب حاكم الختل إلى الصين وقتل دهقان كش فخلفه أخوه على العرش.