قبر عايشه رضي الله عنها بخط

- حتى أنه يروى في الأثر أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تدخل حجرتها وتزور قبري زوجها وأبيها بثيابها العادية أو بثياب نومها وحاسرة الرأس، فلما تم دفن عمر أصبحت تزورهم وهي مخمرة بثيابها، وذلك هيبة من عمر وهو ميّت وكذلك كونه أجنبي عنها. - ولا يوجد قبر رابع بجانب القبور الثلاثة (قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم ورحمهم الله تعالى). - وعائشة - رضي الله عنها - هي الزوجة الوحيدة التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً ، وذلك إكراماً لأبيها صاحب النبي أبو بكر الصديق ، ولذكائها وفطنتها ولفقهها - فقد كانت من أفقه النساء في عصرها - حتى أن كبار الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسألونها ويستفتونها في أمور دينهم - ولذلك قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذوا دينكم عن هذه الحميراء) وسميت بهذا الاسم لأن وجهها كان فيه بياض مع احمرار.

قبر عايشه رضي الله عنها بنت

وقد كانت السّيدة عائشة شديدة الغيرة على رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، حتى أنّه وحين ذكر يومًا السّيدة خديجة رضي الله عنها غضبت وقالت ما بالك بامرأةٍ عجوز قد أبدلك الله خيراً منها، فقال النّبي الكريم والله ما أبدلني الله خيراً منها، وذكر مناقب السّيدة خديجة وكيف وقفت معه بنفسها وآمنت به وصدّقته وشاركته في مالها، وقد روي عن غيرة السّيدة عائشة على النّبي قصص كثيرة منها أنّها كسرت إناءً فيه طعام أهدي إلى النبيّ من إحدى زوجاته، وما كان رد النّبي الكريم إلّا أن قال غارت أمّكم. وبعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفّان رضي الله عنه اصطفت السّيدة عائشة في معسكر المطالبين بدم الخليفة المقتول وضرورة الاقتصاص له، وقد شجّعها بعض النّاس على الخروج إلى العراق للاقتصاص من قتلة عثمان، وكان من بين الصّحابة الّذين خرجوا معها: طلحة بن عبيد الله، والزّبير بن العوّام رضي الله عنهما، وقد حصلت معركة بين معسكر السّيدة عائشة ومعسكر الإمام علي سمّيت بمعركة الجمل نسبةً إلى الجمل الّذي كان يحمل هودج السّيدة عائشة، وقد انتهت المعركة بانتصار معسكر الإمام علي، وقد أكرمها الإمام علي وكلّف أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر الذي كان يقاتل في صفّه للعودة بها إلى المدينة.

قبر عايشه رضي الله عنها هي

انظر قال - تعالى -: ﴿ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾؛ فهل شعرتم أنتم بذلك يا مَن تنكرون عذاب القبر ونعيمه؟! الرد على الشبهة الثانية من وجهين: أ- قوله: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [فاطر: 22]، هو نفيٌ لاستطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يُسمِعَهم، وليس ذلك بمحالٍ في قدرة الله، فلو شاء لأسمعهم كما أسمع أهل القليب يوم بدرٍ، فقد قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( هل وجدتُم ما وعدكم ربكم حقًّا؟)) [4]. قبر عائشة رضي الله عنها بالعدد. ب- أنه لم ينفِ مطلقَ السماع؛ وإنما نفى سماعَ الاستجابة؛ كما في حديث قليب بدرٍ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمعَ لما أقولُ منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا)) [5]. وهو أشبه بقوله - تعالى - في حق الكفار: ﴿ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الجاثية: 8]، ولو كان الكفار لا يسمعون مطلقًا، لم يكن القرآن حجَّة عليهم ولم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلَّغهم، ومع هذا قال عنهم الله: ﴿ كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ﴾؛ يعني: سماع استجابة. أما شبهتهم العقلية، فهي من شؤمِ تحكيم العقل في النصوص الشرعية، لا سيما الغيبية التي لا نراها بعيونِ الرأس، ولكن نراها بعيون القلب الذي ينبض بالإيمان المصدِّق بكلام الرحمن وكلام خير الأنام محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا نقول إلا كما قال حنظلة - رضي الله عنه -: قال: "قلتُ: نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين" [6].

قبر عائشة رضي الله عنها بالعدد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ("ولما احتضرَت عائشة رضى الله عنها أوصَت أن تُدفن مع صواحباتها بالبقيع، ولا تُدفن هناك؛ فعلَت هذا تواضعًا أن تُزكَّى به") [7]. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ("قال ابن بطَّال عن المهلب: إنما كَرهت عائشة أن تُدفن معهم؛ خشيةَ أن يظنَّ أحد أنها أفضلُ الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحِبَيه") [8] [1] روح المعاني للألوسي (22/7). [2] تاريخ دمشق (13/ 289). [3] فتح الباري (13/ 308). [4] البخاري (3127) (6896)، والمعجم الكبير (33/ 17). [5] فتح الباري (13/ 305). [6] الحاكم 4/ 7 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. شاهد بيت عائشة رضي الله عنها "الحجرة النبوية". [7] مجموع الفتاوى (27/ 419). [8] فتح الباري (13/ 308).

تاريخ النشر: الثلاثاء 5 ذو القعدة 1431 هـ - 12-10-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 140817 14223 0 341 السؤال هل كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تقصد زيارة القبور عند دخولها على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل هذا دليل على جواز زيارة المرأة للقبور؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلم نطلع على كلام لأهل العلم بهذا الخصوص، وراجع في مسألة زيارة المرأة للمقابر وما جاء عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ في الفتويين رقم: 55209 ، ورقم: 10729. والله أعلم.