ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ - Zaza Life

وأما قيام ليالي العشر فمستحب، فقد كان سعيد بن جبير وهو الذي روى هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر تعجبه العبادة. وأما استحباب الإكثار من الذكر فيها فقد دل عليه قول الله عز وجل: "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات". فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء. وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل فيهن عند الله من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". وقد اختلف عمر وعلي رضي الله عنهما في قضاء رمضان في عشر ذي الحجة فكان عمر يحتسبه أفضل أيامه، فيكون قضاء رمضان فيه أفضل من غيره، وهذا يدل على مضاعفة الفرض فيه على النفل، وكان علي ينهى عنه، وعن أحمد في ذلك روايتان. وقد علل قول علي: بأن القضاء فيه يفوت به فضل صيامه تطوعا وبهذا علله الإمام أحمد وغيره، وقد قيل: إنه يحصل به فضيلة صيام التطوع بها، وهذا على قول من يقول: إن نذر صيام شهر فصام رمضان أجزأه عن فرضه، ونذره متوجه، وقد علل بغير ذلك.

ما من ايام العمل الصالح فيها | سواح هوست

وقد روي في المضاعفة أكثر من ذلك. فروى هارون بن موسى النحوي قال: سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك قال: كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف، قال الحاكم: هذا من المسانيد التي لا يذكر سندها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي المضاعفة أحاديث أخرى مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكنها موضوعة فلذلك أعرضنا عنها وعما أشبهها من الموضوعات وهي كثيرة. وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها، وعلى رأس هذه العبادات الصيام، ففي المسند والسنن عن حفصة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر"، وفي إسناده اختلاف. وروي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صيام تسع ذي الحجة". وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وقد تقدم عن الحسن وابن سيرين وقتادة ذكر فضل صيامه وهو قول أكثر العلماء أو كثير منهم. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط". وفي رواية في العشر قط، وقد اختلف جواب الإمام أحمد عن هذا الحديث فأجاب مرة بأنه قد روى خلافه، وذكر حديث حفصة وأشار إلى أنه اختلف في إسناد حديث عائشة فأسنده الأعمش، ورواه منصور عن إبراهيم مرسلا، وكذلك أجاب غيره من العلماء بأنه إذا اختلفت عائشة وحفصة في النفي والإثبات أخذ بقول المثبت لأن معه علما خفي على النافي، وأجاب أحمد مرة أخرى بأن عائشة أرادت أنه لم يصم العشر كاملا، يعني وحفصة أرادت أنه كان يصوم غالبه، فينبغي أن يصام بعضه ويفطر بعضه، وهذا الجمع يصح في رواية من روى ما رأيته صائما العشر، وأما من روى ما رأيته صائما في العشر فيبعد أو يتعذر هذا الجمع فيه.

فضل العبادة في العشر الأول من ذي الحجة - إسلام أون لاين

أنواع العمل في هذه العشر: الأول: أداء الحج والعمرة ، وهو أفضل ما يعمل ، ويدل على فضله عدة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) وغيره من الأحاديث الصحيحة. الثاني: صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها – وبالأخص يوم عرفة – ولاشك أن جنس الصيام من أفضل الأعمال وهو مما اصطفاه الله لنفسه ، كما في الحديث القدسي: ( الصوم لي وأنا أجزي به ، انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه. ( أي مسيرة سبعين عاما) ، وروى مسلم رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده). تكبيرات عيد الاضحى من عرفات الثالث: التكبير والذكر في هذه الأيام. لقوله تعالى: ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) وقد فسرت بأنها أيام العشر ، واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن أحمد رحمه الله وفيه: ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم انهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر ، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم.

الدرر السنية

ب / صيامه يُكفِّر السنة الماضية والسنة القابلة، قال صلى الله عليه وسلم: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ) رواه مسلم. وهذا الصيام لغير الحاج، وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ ليتقوى على العبادة. فقد روى عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَهِي أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ) رواه أبو داود، والترمذي وأحمد. قال ابن حجر _رحمه الله_ في "فتح الباري": "حمله بعضهم على أهل الموقف، وهو الأصح؛ لأنه اليوم الذي فيه أعظم مجامعهم ومواقفهم، بخلاف أهل الأمصار؛ فإن اجتماعهم يوم النحر، وأما أيام التشريق: فيشارك أهل الأمصار أهل الموسم فيها؛ لأنها أيام ضحاياهم وأكلهم من نسكهم، هذا قول جمهور العلماء". ج / عظم الدعاء يوم عرفة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) رواه الترمذي.

عشره ذي الحجة - فضائلها - والأعمال المستحبة فيها - ملفات متنوعة - طريق الإسلام

وأخرج الدارمي أنَّ سعيد بن جبير كان "إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه". المقصود بهذه الأيام: هي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة. فضل عشر ذي الحجة: وردت في فضل أيام عشر ذي الحجة نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، ومن ذلك: 1_ أنَّ الله تعالى أقسم بها، ولا يقسم الله إلا بما له أهمية ومكانة؛ للدلالة على عظمته(*)، قال تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر: 1_2]. قال ابن كثير _رحمه الله_ في "تفسيره": "والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف". 2_ أنها الأيام المعلومات التي شُرع فيها ذكر الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} [الحج:28]، كما ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم، وهو الراجح. في حين ذهب فريق من أهل العلم إلى أنها أيام النحر (**). 3_ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بفضلها على كثير من الأعمال: فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ_رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ، [يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ].

22) تفضيل العمل في هذه العشر على العمل في كل عشر غيره من أيام الدنيا. 23) أن فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر الأعشار، ونوافله أفضل من نوافلها، إلا أن نوافل العشر ليست يقينًا أفضل من فرائض غيره. 24) أن من علق عملًا من الأعمال بأفضل الأيام بنذر مثلًا، فلا يتم له الوفاء إلا أن يجعله في مثل هذه الأيام العشر. 25) أن مجموع أيام العشر من ذي الحجة، أفضل من مجموع أيام العشر في رمضان. 26) أن نوافل عشر ذي الحجة أفضل من نوافل عشر رمضان، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف أكثر من مضاعفة فرائض غيره. 27) يستحب فيها الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد. 28) الإكثار من الشكر لله عز وجل على هذه النعمة. 29) فضل التكبير ومشروعيته. 30) تفضيل أيام العشر على يوم الجمعة الذي هو أفضل أيام الدنيا؛ لأن هذه العشر تشتمل على يوم عرفة. 31) تفضيل العمل في عشر ذي الحجة على العمل في أكثر من عشرة أيام من غيره، فيه تفصيل ذكره العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله. 32) استدل به على فضل صيام عشر الحجة لاندراج الصوم في العمل، خلا يوم العيد للنهي، فيحمل على الغالب. 33) أن صوم عشر ذي الحجة من نوافل الصيام المؤكدة؛ قاله الشوكاني رحمه الله.