حديث يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف

ولو كان المزمار آلة رديئة ما قال له ذلك. وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدف والمزمار دون تحرج، ولا أدري من أين حرم البعض الموسيقى ونفر في سماعها؟. اهـ وقد تبع الشيخ رحمه الله ابن حزم الظاهري رحمه الله، في الزعم بأنه لم يصح حديث في تحريم المعازف، وقد نقل الشيخ كلامه على بعض الأحاديث، ومن أشهرها حديث: يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض. قال الغزالي رحمه الله: قال ابن حزم وهو يناقش السند: معاوية بن صالح ضعيف، وليس فيه أن الوعيد المذكور إنما هو على المعازف كما أنه ليس على اتخاذ القينات. والظاهر أنه على استحلالهم الخمر، والديانة لا تؤخذ بالظن. وهناك حديث لا ندري له طريقًا، وهو: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوتين ملعونين: صوت نائحة وصوت مغنية. Islamic Books -كتب إسلامية. وسنده لا شيء. قال الشيخ الغزالي رحمه الله: ولعل أهم ما ورد في هذا الباب ما رواه البخاري معلقًا عن أبي مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليكوننّ من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. ومعلقات البخاري يؤخذ بها، لأنها في الغالب متصلة الأسانيد، لكن ابن حزم يقول: إن السند هنا منقطع، ولم يتصل ما بين البخاري وصدقة بن خالد راوي الحديث.

  1. خطبة بعنوان: (حفلات التخرج: الواقع والمأمول) بتاريخ: 17-7-1438هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
  2. مناقشة الشيخ الغزالي في إباحته الغناء - إسلام ويب - مركز الفتوى
  3. Islamic Books -كتب إسلامية

خطبة بعنوان: (حفلات التخرج: الواقع والمأمول) بتاريخ: 17-7-1438هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار

اتفق العلماءُ على تحريم سماع الغناء مع المعازف سوى الدُّف ( [1]) ؛ وذلك لأدلة كثيرة، منها: 1-حديث أبي مالك الأشعري ( [2]) t ، أنَّ النبي r قال: ليكونن من أُمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِر والحرير والخمر والمعازف، فيبيّتهم الله ويضع العلَم ( [3]) عليهم ويمسخ آخرين قردةً وخنازير ( [4]). وجه الاستدلال من جهتين: الجهة الأولى: أن النبي r توعّد المستحل للمعازف بالخسف والمسخ. الثانية: أنَّ النبي r قرن بالمستحل للخمر. 2- حديث عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري ( [5]) ، عن أبي مالك، ليشربن ناسٌ من أُمتي الخمر يسمّونها بغير اسمها، يُعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير ( [6]). خطبة بعنوان: (حفلات التخرج: الواقع والمأمول) بتاريخ: 17-7-1438هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. ( [1]) ينظر: الفتاوى الهندية 5/351، وابن رشد، المقدمات 3/420، والنووي، الروضة 11/227، وابن أبي عمر، الشرح الكبير 29/364، وابن تيمية، مجموع الفتاوى 11/576، وابن القيم، إغاثة اللهفان 1/247، وابن رجب، نزهة الأسماع 60. والدُّف: آلة تضرب بها النساء. ينظر: الأزهري، التهذيب 14/73، وابن منظور، اللسان 6/5. وهو عند الفقهاء: المغشَّى بجلد من جانب واحد. ينظر: الدسوقي، الشرح 2/339، والشربيني، مغني المحتاج 4/429.

مناقشة الشيخ الغزالي في إباحته الغناء - إسلام ويب - مركز الفتوى

قال ابنُ تيميةَ رحمه الله:(مذهبُ الائمةِ الأربعةِ أنَّ آلاتِ اللهوِ كلَّها حرامٌ). 8- ما يحصلُ من بعضِ الطالباتِ من لُبسِ الألبسةِ الضيقةِ والشفافةِ، وهذا لا يليقُ أبداً بأي فتاةٍ مسلمةٍ تخافُ ربَّها. 9- تصويرُ تلك الحفلاتِ – في بعضِ الأحيانِ – من قبلِ بعضِ النساءِ سواءً عن طريقِ الفيديو أو التصويرِ العادي، وهذا عملٌ محرمٌ شرعاً، ولا تُؤمَنُ عاقبتُه إذا وقعَ في أيدٍ غير أمينةٍ، فتجنُّبه أسلمُ وأحفظُ للأعراض، وأبرأُ للذمة. 10- ما يترتبُ على بعضِ تلكِ الحفلاتِ من سهرٍ إلى وقتٍ متأخرٍ يوصلُ إلى تضييعِ صلاةِ الفجر. 11- قد يصاحبُ هذهِ الحفلاتِ بعضُ البدعِ الواردةِ لنا من الغربِ؛ ألا وهي لُبس عباءةِ وقبَّعةِ التخرًُّج، أو ما يسمى بـ (الروبِ) المخصَّصِ لهذا الحفلِ، وقد أفتت اللجنةُ الدائمةُ للإفتاء بأنَّه لا يجُوزُ لُبسها عند التخرجِ؛ لأنه من ألبسةِ النصارى. مناقشة الشيخ الغزالي في إباحته الغناء - إسلام ويب - مركز الفتوى. إلى غيرِ ذلك من صورِ المخالفاتِ والمنكراتِ التي تعتري تلك الحفلاتِ، وما يرافقُها من إسرافٍ مقيتٍ وتبذيرٍ صارخٍ، وهذا كلُّه مناقضٌ لقولهِ جلَّ وعلا:{وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141] ، ويناقضُ أيضاً شكرَ اللهِ جلَّ وعلا على نعمةِ المال.

Islamic Books -كتب إسلامية

نقول: ولعل البخاري يقصد أجزاء الصورة كلها، أعني جملة الحفل الذي يضم الخمر والغناء والفسوق، وهذا محرم بإجماع المسلمين. اهـ فهذا حاصل ما اعتمد عليه الشيخ في هذه المسألة، على ما وجدناه في كتابه "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث"، وحاصله: التمسك بأصل الإباحة وتضعيف ما ورد في التحريم. والجواب عن ذلك من وجوه: الوجه الأول: أن قوله إن الأصل في الأشياء الإباحة صحيح، لكن قد ورد ما يوجب الخروج عن هذا الأصل يبينه: الوجه الثاني: أنه قد صح في تحريم المعازف ما رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف. قال ابن الصلاح رحمه الله في مقدمته في علم الحديث: ولا التفات إلى أبي محمد بن حزم الظاهري الحافظ في رد ما أخرجه البخاري من حديث أبي عامر وأبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف الحديث، من جهة أن البخاري أورده قائلاً: قال هشام بن عمار، وساقه بإسناده. فزعم ابن حزم أنه منقطع فيما بين البخاري وهشام، وجعله جوابا عن الاحتجاج به على تحريم المعازف، وأخطأ في ذلك من وجوه، والحديث صحيح معروف بالاتصال بشرط الصحيح.

فالأناشيد الحماسية لا بأس ، لكن لا ينبغي أن تطغى على علم الكتاب والسنة ، وإذا صحبها الدف فلا بأس ، أما الموسيقى فمحرمة ، والأصل في آلآت اللهو والطرب أنها محرمة إلا ما خصه الدليل مثل الدف ، لأنه روى البخاري في صحيحه عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعري أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: " ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " ، والمعازف هي آلآت اللهو والطرب. ------------ راجع كتاب قمع المعاند: ( 2 / 541 - 542).