مؤسسة التحاضير الحديثة - تحاضير جاهزة 1443 للمعلمات والمعلمين - جاهزة للطباعة

يقول الإمام الأصبهاني -رحمه الله-: "ومما يدل على أن أهل الحديث هم أهل الحق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم، مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطرًا من الأقطار، وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة، ونمط واحد يجرون على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد، ونقلهم واحد، لا ترى فيهم اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما، وإن قل بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم، ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا".

خصائص عقيدة اهل السنة و الجماعة | التوحيد

قال الله- تبارك وتعالى -: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بعدِ ما تَبَيَّنَ لهُ الهُـدى ويَتَبَّع غَيرَ سبيلِ المُؤمنينَ نُولَّه ما تَوَلى ونُصلهِ جهنَّمَ وساءت مصيراً). (النساء:) ثانياً: إنهاº توحد وتقوي صفوف المسلمين، وتجمع كلمتهم على الحق وفي الحق لأنها استجابة لقول الله- تبارك وتعالى -: (واعتصموا بحبلِ الله جميعاً ولا تفرَّقوا). (آل عمرن:) ولذا فإن من أهم أسباب اختلاف المسلمينº اختلاف مناهجـهم، وتعـدد مصادر التلقي عندهمº فتوحيد مصدرهم في العقيدة والتلقي سبب مهم لتوحيد الأمةº كما تحقق في صدرها الأول. ثالثاً: إنهاº تربط المسلم مباشرة بالله - تعالى -ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وبحبهما وتعظيمهما، وعدم التقديم بين يدي الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك لأن عقيدة السلف منبعها قال الله، وقال رسوله بعيداً عن تلاعب الهوى والشبهات، وخالية من التأثير بالمؤثرات الأجنبيةº من فلسفة ومنطق وعقلانية، وإدخال منابع أخرى. رابعاً: إنها سهلة ميسرة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، بعيدة عن التعقيد وتحريف النصـوص. خصائص عقيدة اهل السنة و الجماعة | التوحيد. معتقدها مرتاح البال، مطمئن النفس، بعيد من الشكوك والأوهام ووساوس الشيطان، قرير العـين لأنه سائر على هدي نبي هذه الأمة - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين قال - تعالى -: (إنَّما المُؤمنُونَ الذين آمنوا باللهِ ورَسَوُلِهِ ثُمَّ لم يرتابوا وجاهدُوا بأموالهم وأنفسِهم في سبيـل الله أولئك هم الصادقون).

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده الذي لا شريك له يحيي ويميت، وينشئ ويقيت، ويبدىء ويعيد، شهادة مقر بعبوديته، ومذعن بألوهيته، ومتبريء عن الحول والقوة إلا به. ونشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه إلى الخلق كافة، وأمره أن يدعو الناس عامة لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين 1 ، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أزكى صلاة وأكملها، وأشرفها وأوفاها. أما بعد: فقد خلق الله البشرية أول ما خلقها مؤمنة بربها، موحدة له، قال الله -تعالى-: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ ومُنذِرِينَ وأَنزَلَ مَعَهُمُ الكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ومَا اخْتَلَفَ فِيهِ إلاَّ الَذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِهِ واللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} سورة البقرة (213). وقال الله -عز وجل- في الحديث القدسي: ( إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم) 2. وآمن مع كل رسول أفضل أهل عصره، وخير أتباعه، وحملوا هذا الدين ليبلغوه، وبذلوا ما استطاعوا لنصرته وتأييده.