دعاء المسافر للمقيم

دعاء المسافر للمقيم (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) (حسنه الألباني في الكلم الطيب 168)

دعاء المسافر للمقيم - معلومات اسلامية مركزي

تاريخ النشر: ٢٣ / ربيع الأوّل / ١٤٣٦ مرات الإستماع: 1477 الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله. أما بعد:فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، هذا باب "دُعاء المسافر للمُقيم"، أورد فيه حديث أبي هريرة  قال: ودَّعني رسولُ الله ﷺ فقال: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. فهذا الحديث أخرجه الإمامُ أحمد [1] ، وابنُ ماجه [2] ، والنَّسائي في"السنن الكبرى" [3]. دعاء المسافر للمقيم – لاينز. وفيه رشدين بن سعد، وقد قال عنه ابنُ عدي: "عامَّة أحاديثه عمَّن يرويه عنه ما أقلّ فيها ممن يُتابعه أحدٌ عليه، وهو مع ضعفه يُكتب حديثه" [4] ، وقال ابنُ القيسراني في رشدين بن سعد: "ليس بشيءٍ في الحديث" [5]. وهذا الحديث قال عنه الشيخُ ناصر الدين الألباني في بعض كُتبه: ضعيفٌ. وقال في بعضها: حسنٌ. يقول: "ودَّعني رسولُ الله ﷺ فقال: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه "، أصل الوديعة هو الترك والتَّخلي عن الشَّيء: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [الضحى:3] ما تركك، فهنا حينما نستودع الله -تبارك وتعالى- شيئًا، بمعنى: أننا نترك ذلك بحفظ الله -تبارك وتعالى- ورعايته وحياطته. أستودعك الله يعني: أجعلك وديعةً عنده، الذي لا تضيع ودائعه الذي إذا استُحفظ شيئًا لا يضيع، فهو -تبارك وتعالى- إذا استُودع شيئًا فإنَّه يحفظه.

وقد قال بعضُ أهل العلم: إنَّ المقصود بالأمانة هنا الأهل والأولاد الذين خلفهم. دعاء المسافر للمقيم - معلومات اسلامية مركزي. والأقرب -والله تعالى أعلم- هو المعنى الأول، فالإنسان مُؤتمنٌ على نفسه، ومُؤتمنٌ على التَّكاليف التي تعبَّده اللهُ  بها، وكذلك هو مُؤتمنٌ على حقوق الخلق، سواء كان ذلك من قبيل الودائع التي تصل إليه منهم، أو كان ذلك في سائر الحقوق والعقود والعهود والمواثيق والمواعيد، فكلّ ذلك من الأمانات. وقد قيل للإمام أحمد -رحمه الله-: بِمَ يُعرف الكذَّابون؟ قال: " بخلف المواعيد" [11] التي لا يفي بها صاحبُها، هذا مُضيّع للأمانة، يتّفق مع الناس على أن يُنجز هذا العمل أو المشروع في شهرٍ، أو في سنةٍ، أو نحو ذلك، ثم يتحوّل الشَّهرُ إلى شهورٍ، والسّنة إلى سنوات، ثم يصير هؤلاء في حالٍ من الاستجداء له؛ لعلّه أن يُخلّصهم، وأن يُنجز ما وعدهم. هذا كلّه من قبيل تضييع الأمانة، فيدخل في ذلك ما ائتمنه اللهُ  عليه، وما ائتمنه عليه الخلق،وما يتعلّق به من أنواع الأمانات.

(280) دعاء المسافر للمقيم ودعاء المقيم للمسافر " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت

وقل مثل ذلك فيما يكون منه من النَّظر والمشاهدات والمخالطات التي لا تحلّ، إلى أمورٍ كثيرةٍ لا تخفى، فيُقال له: أستودع اللهَ دينك ؛ لأنَّه في موضع مخافة أن يُنتقص هذا الدِّين؛ ولذلك كثيرٌ من الناس بعد السَّفر لا يرجع كما كان قبل السَّفر، يكون فيه نقصٌ وضعفٌ في إيمانه؛ من تلك المشاهد التي يُشاهدها، هذا إذا كان يغضّ البصر، فهي نظرةٌ أولى، وألف نظرةٍ أولى لا شكَّ أنها ستُؤثر تأثيرًا بليغًا في قلب الإنسان. (280) دعاء المسافر للمقيم ودعاء المقيم للمسافر " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. فهو يقول: أستودع اللهَ دينَك أَكِلُ ذلك إلى الله -تبارك وتعالى-، نتخلَّى من حراسته،فالله -تبارك وتعالى- هو الذي يحفظ ذلك علينا، مع بذلنا لكلِّ الأسباب، ومَن توكّل على الله  كفاه. وأمانتَك فالإنسان في سفره يتعامل مع الآخرين بالأخذ والعطاء، والبيع والشِّراء، والمعاملات، ونحو ذلك، فقد يحصل منه ما يخلّ بالأمانة. وكذلك أيضًا الأمانة باعتبار المعنى العامّ لها: فإنها تشمل سائر التَّكاليف الشَّرعية، فيما يتَّصل بحقوق الله  ، وما يتَّصل بحقوق المخلوقين، هذا كلّه داخلٌ فيها: أستودع اللهَ دينَك وأمانتك ، إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ [الأحزاب:72]. وقد ذكرنا في بعض المناسبات: أنَّه يدخل في هذه الأمانة سائرُ التَّكاليف الشَّرعية، فتستودع هذه الأمانة.

كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ. عن جابر -رضي الله عنه- قال: «كُنَّا إذا سافَرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا صَعِدْنا كَبَّرْنا، وإذا هَبَطْنا سَبَّحْنا»، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه، كُلَّما صَعِدوا مُرتفَعًا في طريقِهم كبَّروا؛ أي قالوا: اللهُ أكبرُ، وكُلَّما نَزَلوا منزلًا سَبَّحوا، أي: قالوا: سُبحانَ اللهِ؛ لأنَّه لَمَّا كان الصُّعودُ ارتفاعًا ناسَبَه التَّكبيرُ، أي: إِنَّ اللهَ سُبحانَه أكبرُ مِن كُلِّ كبيرٍ وأَعْلَى مِن كُلِّ رفيعٍ، ولَمَّا كان النُّزولُ انهباطًا ناسَبَه التَّنزيهُ لأنَّه سُبحانَه هو العليُّ الكبيرُ. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلاً قال يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف، فلما أن ولي الرجل قال: اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر. وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أريد سفراً فزودني، قال: زوَّدك الله التقوى.

دعاء المسافر للمقيم – لاينز

وإذا رجع قالهن وزاد فيهن ـ" آيبون ،تآئبون، عابدون ، لربنا حامدون.

دعاء توديع المسافر وتوصيته كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يقول للرجل إذا أراد سفراً: أن ادنُ مني أودعك كما كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يودعنا فيقول: أستودع اللَّه دينَك وأمانتك وخواتيم عملك، وجاء أيضاً عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلاً قال يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف، فلما أن ولي الرجل قال: اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر، وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلّ الله عليه وسلم إني أريد سفراً فزودني، قال: زوَّدك الله التقوى. قال: زدني. قال: وغفر ذنبك. قال: زدني بأبي أنت وأمي: قال: ويسر لك الخير حيث ما كنت