فجاءته احداهما تمشي على استحياء

فالقصص هنا مصدر بمعنى اسم المفعول، أى: المقصوص. قالَ أى: الشيخ الكبير لموسى لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أى:لا تخف يا موسى من فرعون وقومه، فقد أنجاك الله- تعالى- منهم ومن كل ظالم. فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِــــــــي عَلَى اسْتِحْيَـــــــاء .. وهذا القول من الشيخ الكبير لموسى، صادف مكانه، وطابق مقتضاه، فقد كان موسى- عليه السلام- أحوج ما يكون في ذلك الوقت إلى نعمة الأمان والاطمئنان، بعد أن خرج من مصر خائفا يترقب. قوله تعالى: فجاءته إحداهما تمشي على استحياء في هذا الكلام اختصار يدل عليه هذا الظاهر; قدره ابن إسحاق: فذهبتا إلى أبيهما سريعتين ، وكانت عادتهما الإبطاء في السقي ، فحدثتاه بما كان من الرجل الذي سقى لهما ، فأمر الكبرى من بنتيه - وقيل الصغرى - أن تدعوه له ، فجاءته على ما في هذه الآية. قال عمرو بن ميمون: ولم تكن سلفعا من النساء ، خراجة ولاجة وقيل: جاءته ساترة وجهها بكم درعها; قاله عمر بن الخطاب وروي أن اسم إحداهما ليا والأخرى صفوريا ابنتا يثرون ويثرون هو شعيب عليه السلام. وقيل: ابن أخي شعيب ، وأن شعيبا كان قد مات. وأكثر الناس على أنهما ابنتا شعيب عليه السلام وهو ظاهر القرآن ، قال الله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا كذا في سورة ( الأعراف) وفي سورة الشعراء: كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب قال قتادة: بعث الله تعالى شعيبا إلى أصحاب الأيكة وأصحاب مدين وقد مضى في ( الأعراف) الخلاف في اسم أبيه فروي أن موسى عليه السلام لما جاءته بالرسالة قام يتبعها ، وكان بين موسى وبين أبيها ثلاثة أميال ، فهبت ريح فضمت قميصها فوصفت عجيزتها ، فتحرج موسى من النظر إليها فقال: ارجعي خلفي وأرشديني إلى الطريق بصوتك.

فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِــــــــي عَلَى اسْتِحْيَـــــــاء

ام عبدالله المشرف العام على الموقع نقاط: 6141 سمعة العضو: 27 موضوع: فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِــــــــي عَلَى اسْتِحْيَـــــــاء.

قال صلـى الله عليه وسلم: ( ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن) رواه الترمذي. يقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان فينا.... على ما كان عوده أبوه!! ومن الأسباب أيضًا: الابتعاد عن الدين,, ومنها أيضا الجهل بمعنى الحياء!! وأيضا كثرة خروج الفتاة من بيتها ومخالطة من قل حياؤهن! القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 25. فإن الأخلاق حسنها وسيئها تكتسب بالمخالطة.. والصاحب ساحب كما يقال, ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك.!! بالإضافة إلى ذلك كله '' فإن تأثير وسائل الإعلام واضح جداعلى الأولاد و ذ لك لما فيها من تزيين وتشجيع على قلة الحياء ونبذ الفضيلة!!! وصدق الشاعر حين قال: فلا والله ما في العيش خير... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء!! يعيش المرء ما استحيا بِخير.. ويبقى العود ما بقي اللحا ء!! أسأل الله العظيم أن يمن على بنات المسلمين أجمعين بالعفة والحياء وان يثبّتهن على الحق والخير والصّلاح إنه سميع مجيب.

مع أن الله لن يحاسبها لتكشف بدنها لأنها مغلوبة على أمرها ، فما بال أخواتنا يتكشفن وما بهن صرع!! ؟ ترى أين حياء بعض نساء هذه الأيام ؟ من حياء تلك النسوة الكرام!! ؟,,,, وكأني بهن قد غفلن عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن من أهل النار- نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. ) ومعنى "كاسيات عاريات" أن ثيابهن لا تؤدي وظيفة الستر، فتصف ما تحتها لرقتها وشفافيتها!! ------ يقولون كي نتطور ونتقدم لابد لنا من التنازل عن شيء من الفضيلة والحياء!! ونسوا أنه بسبب التقدم والمدنية الزائفة تم قتل الحياء ونحرت الفضيلة!! فما علاقة التقدم.. فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِــــــــي عَلَى اسْتِحْيَـــــــاء. بقلة الحياء ؟ وما المانع من أن نسير في ركب التقدم مع محافظتنا على تعاليم ديننا, وما أمرنا الله به من عفة وحياء وتقوى وفضيلة.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 25

التربية الناجحة للعفة في القصص القرآني ﴿ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ إن المتأمَّل في أحوال الأمة الإسلامية يلحظ ضعفًا شديدًا في الجانب الأخلاقيِّ في هذا العصر، فنحن نعيش في زمن مليءٍ بالفواحش والمغريات التي تدفع الشبابَ والفتيات إلى الوقوع في مستنقع الفساد والمنكرات: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: 41]. لقد شاعت الفواحش شيوعًا لا يُنكره أحد، وأصبحت صناعة الفاحشة من أكبر الصناعات حول العالم، وأهلها من أكبر الأثرياء اليوم تحت غطاء الفن، وبسبب التطور الهائل في وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات وتطوُّر الفضائيات، أصبح لأهل الفاحشة الآن وأبناء التعري ألقابٌ وهالاتٌ؛ فهذا فنان قديرٌ، وهذه راقصةٌ كبيرة، وتلك أم المسرح، والأخرى ثروةٌ قوميةٌ؛ مما جعل منهم قدوة للكثير من الشباب والفتيات... وإنَّا لله وإنا إليه راجعون! لقد فشِلت وسائلُ التربية في الأمة إلى حد كبير في مقاومة هذا المدِّ الجارف من سوء الأخلاق وتدنِّي العفة في داخل الأمة، رغم وجود المؤسسات الدينيَّة التربويَّة والدعويَّة. إن هذا الواقع الحياتيَّ يؤكِّد فشل عملية التربية لشباب وفتيات الأمة، فالواقع الحياتيُّ هو المقياس الحقيقي لنجاح أو فشل عملية التربية، وليست اختبارات الورقة والقلم مهما كانت درجاتها العالية.

ألا تخاف أن تُعرض نفسها للفتنة!! ؟؟ وهنا لا ألومها وحدها, بل لوليها النصيب الأكبر في هذا الخطاء هل تذكرون تلك القصة التي حدثت في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام؟؟ حين أتت له المرأة السوداء تشتكي وتقول يا رسول الله إني اُصرع فا أتكشف فقال لها صلى الله عليه وسلم إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة وإن شئتِ دعوت الله لكِ قالت يا رسول أصبر و لكن يا رسول الله إني امرأة وإني أتكشف فادعوا الله لي أن لا أتكشف تصبر حتى تنال الجنة!!! نعم تصبر ومن منا لا يتمنى الجنة... ولكن هل أتنازل عن الحياء والحشمة ؟؟!! سبحان الله.... قد لا تؤخذ على تكشفها لعلتها ومرضها ولكن!! الحياء غلب عليها وتخاف التكشف فماذا عساي أن أقول في من هي ذات جمال وصحة, وتخرج في الأسواق والتجمعات, وتعصي الله بنعمه التي منَّ بها عليها لماذا لا تُقدر الفتاة أنها جوهرة غالية بل أثمن من الجواهر. لماذا لا تصون نفسها وجمالها, حتى تكون لرجل واحد فقط وهو من كتب الله لها بأن يكون زوجها لا يتلاعب بعواطفها بل يحفظها ويصونها من عبث العابثين. وكم تكون جميلة من تتصف بالحياء حتى من محارمها فكم من فتاة تخجل حتى من والديها. ولكن!! الفتاة قد لا تستطيع أن تكون جوهرة مصونة دون أن يتوفر لها.... أم صالحة وأب صالح يوجهان وينصحان و يجعل كل منهما البيت جنة تسير فيه نسمات الحب والاطمئنان نسمات التوجيه والتربية السليمة التي تغرس في نفسها الاستقامة.. فأهم ما يجب عليهم زرعُها في النفس الخشية من الله لا زرع الخشية منهم فمجرد أن يغيب إحداهما فلا شي يردعها سوا استشعارها مراقبة الله عز وجل لها.

ولذا لم يكن ضرباً من الحصار الفكري ذلك التوجيه القرآني البديع لنساء النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخضوع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض!! فإذا كان خير نساء العالمين يُحذرن مغبة إثارة شهوات الرجال الأولين,, في خير القرون, فكيف بنساء ورجال هذا الزمان ؟؟!! فالرجل يبقى رجلاً والمرأة تظل امرأة وإن صدقت التوجهات وسلمت النوايا!!! ؟؟ يقولون كي نتطور ونتقدم لابد لنا من التنازل عن شيء من الفضيلة والحياء!! ونسوا أنه بسبب التقدم والمدنية الزائفة تم قتل الحياء ونحرت الفضيلة!! فما علاقة التقدم.. بقلة الحياء ؟ وما المانع من أن نسير في ركب التقدم مع محافظتنا على تعاليم ديننا, وما أمرنا الله به من عفة وحياء وتقوى وفضيلة.