السؤال: كذلك يسأل سائلٌ عن لبس الألوان: اللون الأحمر الخالص إن كان قميصًا أو نحو ذلك؟ الجواب: بعض أهل العلم يكرهه؛ لما جاء في بعض الروايات أنَّ النبي نهى عن لبس الأحمر، والجمهور لا يكرهون ذلك؛ لأنه ﷺ كان يلبس الحُلَّة الحمراء، كان في حجَّة الوداع في حديث أبي جُحيفة رأى النبيَّ صلَّى وعليه حُلَّة حمراء، وأجاب مَن كره ذلك بأنها حلَّة فيها خطوط حمر، وليست مُصمتةً؛ جمعًا بين الروايات، وبعضهم حمل ذلك على المعصفر الخالصّ، هو الذي فيه النَّهي، وما سواه لا حرج فيه. فالأمر في هذا واسعٌ إن شاء الله، لكن إذا كان أحمر مفدّم –يعني: خالص الحمرة، شديد الحمرة- فيه معصفر، وليس فيه خطوط بيض ولا سود ولا كذا؛ يكون تركه أوْلى خروجًا من الخلاف، أما إذا كانت فيه خطوط أو نقط سود أو بيض أو شبه ذلك؛ زالت الكراهة. فتاوى ذات صلة
[2] أقسام الزينة لقد حثَّ الإسلام على الزينة والظهور بأفضل صورة، سواء أكان ذلك للرجل أم للمرأة، وقد جاء لها أحكام وأقسام وأمور مخصوصة، وعليه فقد ورد في باب الزينة ثلاثة أقسام لها على النحو الآتي: [3] الزينة الخُلقية: وهي الصفات المحمودة التي أمر بها الإسلام، وأعلاها جاءت صفة الإيمان التي هي منبع أحسن الصفات كالتقوى، والصبر، والحلم، والكرم، والشجاعة ونحوها. الزينة الخارجية: وهي كل ما يدرك بالبصر، وسواء أكان في شكل الإنسان كحسن الوجه، وجمال البشرة، واعتدال القامة، وسعة العيون ونحو ذلك، أو كان حول الإنسان كالسماء وما فيها من الشمس والقمر والنجوم، وكالأرض وما فيها من الحيوان والنبات والجبال ونحو ذلك. الزينة المكتسبة: وهي كل زينة خارجة عن الجسم المزين بها؛ كاللباس والكحل والطيب والخضاب ونحو ذلك، وعليه فمن كملت له هذه الزينات الثلاث فقد كمل حسنه وجماله، حيث قال الله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}.
[7] ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "صنَعتُ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بُردةً سَوداءَ ، فلَبسَها ، فلمَّا عَرِقَ فيها وجدَ ريحَ الصُّوفِ ، فقذفَها قالَ: وأحسبُهُ قالَ: وَكانَ تُعجبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبةُ". [8] اللون الأبيض: وكذلك اللون الأبيض يعدُّ من الثياب التي يُستحب ارتداءها في الشريعة الإسلامية، وقد دلَّ على ذلك عدد من الأحاديث، وفيما يأتي ذكرها: ما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: "البِسوا من ثيابِكُمُ البياضَ فإنَّها مِن خيرِ ثيابِكُم، وَكَفِّنوا فيها موتاكم". [9] ما رُوي عن أبي ذر -رضي الله عنه- حيث قال: "أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه ثَوْبٌ أبْيَضُ، وهو نَائِمٌ، ثُمَّ أتَيْتُهُ وقَدِ اسْتَيْقَظَ". [10] ما رُوي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- حيث قال: "رَأَيْتُ عن يَمِينِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَعَنْ شِمَالِهِ يَومَ أُحُدٍ رَجُلَيْنِ عليهما ثِيَابُ بَيَاضٍ، ما رَأَيْتُهُما قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عليهما السَّلَامُ". [11] شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم لبس اللون الأحمر للرجال ، والذي تمَّ فيه بيان أقوال أهل العلم في ذلك، كما تمَّ بيان حكمِ ارتداءِ الأحمرِ للنساء عند الأئمة الأربعة، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان الألوان التي يُستحب للمسلمين ارتداؤها، مع ذكر الأدلة الشرعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية. 33 6 376, 412