قصة زرقاء اليمامة

د. أسامة أبو الرُّب إذا أردت أن تصف شخصا حُبي بقوة البصر وخلوه من أي من العيوب الانكسارية مثل حسر البصر أو مده أو انحرافه، كما عوفي من أي من أمراض العين الأخرى مثل المياه البيضاء أو الزرقاء ، فأنت ستقول "إن فلانا مثل زرقاء اليمامة". ولكن، إلى أية درجة كان بصر زرقاء قويا؟ وهل كان ذلك حقيقيا؟ فزرقاء امرأة عربية سكنت اليمامة، وقيل إنها كانت ترى الشخص على بعد مسيرة ثلاثة أيام، وإن عينيها لونهما أزرق، فاشتهرت بزرقة عينيها وحدة بصرها، حتى أن قومها كانوا يستعينون بها لتحذرهم من الغزاة. وإذا ما أردنا أن نحول مسافة نظرها إلى قياسات عصرنا الحالي، فإن مسيرة ثلاثة أيام تعادل مسافة تتراوح بين 80 و120 كيلومترا. فالمسافر يستطيع أن يقطع سيرا على قدميه في اليوم الواحد قرابة أربعين كيلومترا، ما بين سير واستراحة وطعام ونوم. ‪الشخص لا يرى أكثر من خمسة كيلومترات بسبب انحناء الكرة الأرضية‬ (الجزيرة) معارضة وتشكيك ويقول المشككون في قصة زرقاء اليمامة إن هناك مجموعة من المبالغات في قصتها: فأولا من الصعب على العين البشرية أن ترى مسافة تتجاوز خمسين كيلومترا، وهذا على شرط أن يكون الأفق ممتدا تماما، كأن يكون على قمة جبل مرتفعة، أما زرقاء اليمامة فلم يرو عنها صعود الجبال.

مبادرات ومشاريع مرتقبة تعزز القدرات البشرية الوطنية في الصناعات العسكرية

قصة زرقاء اليمامة الحقيقية كاملة تبدأ قصة زرقاء اليمامة الحقيقية كاملة، عندما بدأ أهلها وأفراد قبيلتها بالإستعانة بها في مراقبة كل ما هو وارد أو خارج من بلدتها اليمامة بعد أن تأكد لهم صدقها وقوة بصرها، فكانت تصعد إلى برج عالٍ لتراقب مداخل البلدة ومخارجها، وتخبرهم بكل ما هو قادم إليها. وبذلك أصبحت خير عونٍ لأهلها وقبيلتها. وبعد مقتل الملك إمليق، قرر أحد الموالين له، والذي نجا من الموت بأعجوبة، يدعى رياح بن مرة، الانتقام من قبيلة جديس، فلجأ إلى إحدى القبائل المعادية لقبيلة اليمامة والتي لا يقل حاكمها بطشًا عن سابقه يدعى حسان الحميري. فاقترح عليه أن يغير على قبيلة جديس وأغراه بحجم الهدايا والكنوز التي سيحصل عليها من ديار أهل القبيلة. وبعد إلحاحٍ وحديثٍ مطول وافق الحاكم على ذلك. إلا أن رياح بن مرة كان يعرف بقصة زرقاء اليمامة وقدرتها على إبصار الأعداء من مسافةٍ بعيدة فقد كان له أخت متزوجة في قبيلة جديس. فاقترح على الحاكم أن يتخفى جنوده بأغصان الشجر وأوراقها، والتقدم نحو قبيلة جديس ليلاً. فلما رأتهم زرقاء اليمامة قالت لأهلها يا قوم سارت إليكم الأشجار وجاءتكم أوائل خيل حمير. وأنشدت تقول: خذوا حذاركم يا قوم ينفعكم فليس ما قد أرى بالأمس يحتكر إني أرى شجرًا من خلفها بشرٌ وكيف تجتمع الأشجار والبشر فسخروا منها وكذبوها ولم يصدقوها ثم قالوا: كذبت أو كذّبتك عينك.

حكاية الاطفال: الأرنب الغضبان - موسوعة الشعراء والقصائد حكاية الاطفال: الأرنب الغضبان

)؛ وقد كانت أوّل العرب الذين يكتحلون بالإثمد [١] (الكحْل)؛ [٢] وقد كانت أوّل العرب الذين يكتحلون بالإثمد. [١] العبرة من قصّة زرقاء اليمامة إنّ قصّة زرقاء اليمامة أشبه بالأساطير؛ فالبعض يُنكر إمكانية حدوث القصّة علمياً، وعلى أيّة حال ليس المراد هو البحث في مدى حدّة بصر الإنسان أو في نظرية انتهاء الأفق بالنسبة للناظر والناتجة عن كروية الأرض، بل البحث عن العبرة المتمثّلة في ضرورة الاستماع إلى نصائح من يمتلك خبرة سابقة، وقد كان قومها على علم بقدرتها على الرؤية من مسافاتٍ بعيدة. [٣] اليمامة والإبصار في الأمثال العربية نظراً لحدّة بصر زرقاء اليمامة أطلق العرب مَثَل "أَبْصَرُ من زرقاء اليمامة" على الشخص حادّ الرؤية، كما قالوا في الإبصار أيضاً "أبصر من فرس"، و"أبصر من عُقاب مَلاع" والملاع هو اسم هضبة أو صحراء، وقالوا ذلك لأنّ عقاب الصحراء أبصر وأكثر سرعة من عُقاب الجبال، وقالوا "أبصر من غُراب"، وقال ابن الأعرابي إنّ العرب تُسمّي الغراب بالأعور، وذلك لأنّه يُغمض إحدى عينيه على الدوام معتمداً في الإبصار على عينٍ واحدة وذلك لقوّة بصره. [٤] المراجع ^ أ ب سليمان الخراشي (2007م)، المنتقى من أمثال العرب وقصصهم (الطبعة الأولى)، الرياض - المملكة العربية السعودية: دار القاسم للنشر والتوزيع، صفحة 31-32.

قصة زرقاء اليمامة - موضوع

هذا ما ذُكر من قبل عبد القادر البغدادي، وقد قيل أيضاً إن طسم قد قامت باقتلاع عيني زرقاء بعد مقتلها. ويُقال بأن مادةً سوداء قد سالت من عروق عينيها وهي بسبب اكتحالها منذ الصغر بحجر الأثمد، وهو حجرٌ يساعد في علاج أمراض العين، ويدخل الرصاص في تركيبه وفقاً لكتاب "الأحجار الكريمة" لمروان أبو النعيم. وكانت زرقاء اليمامة من العرب الأوائل الذين اكتحلوا بهذا الحجر، ومع ذلك فلا يمكن تأكيد صحة هذه الرواية بالفعل والعلم عند الله، ولكننا نستطيع الآن معرفة معنى هذا المثل "أبصر من زرقاء اليمامة"!. وصف المسعودي لزرقاء اليمامة:- وكانت زرقاء اليمامة وعينها الواحدة أكبر من الأخرى، فإذا أغلقت الكبرى؛ أبصرت بالصغرى الفراسخ الكثيرة والأمد البعيد، وقيل: إنها ترى فلك القمر، فتخبر عنه بأشياء غريبة، بحسب ما أورده المسعودي المتوفى سنة 957م. وذكر المسعودي في كتابه "أخبار الزمان" أيضاً أن الشعراء ذكرت اليمامة فأكثروا، إذ قال الأعشى يذكرها في القصيدة التي أولها.. بانت سعاد فأمسى حبلها انقطعا. المسعودي.. المؤرخ والجغرافي الشهير العرب البائدة:- تعرض أبو الفداء في كتابه " المختصر في تاريخ البشر" إلى الأمم التي تواجدت على أرض الجزيرة العربية قبل الإسلام، ومن بينها العرب البائدة التي تنتمي "زرقاء اليمامة" إلى إحداها (جديس).

من أعلى المنصة - ياسر الفادني - بعيون زرقاء اليمامة ! - الحاكم نيوز

جواد علي يؤكد أن جديس وطسم من الأقوام البائدة ويقول الزمخشري إن زرقاء اليمامة هي أول من اكتحل بالأثمد من العرب، حيث قال لها حسان: "ما كان طعامك، فقالت: ورمكة في كل يوم بمخ عنوق، وقال: فبم كنت تكتحلين، قالت بغبوق من صبر وصبوح من أثمد، وشق عينها؛ فرأى سودا من الأثمد". زرقاء اليمامة تعدّ سرب الحمام:- ذكر لنا سيبويه في كتاب "الكتاب" أن زرقاء اليمامة استطاعت أن تقدّر عدد حمامٍ هبط لشرب الماء، وكان تقديرها في محله، وهكذا ضُرب لها المثل في الحكمة وقدرتها على تمييز الصواب من قبل النابغة الذبياني. زرقاء اليمامة ترى من على بُعد ثلاثة أيام:- وفقاً لكتاب (العقد الفريد) للشاعر الأندلسيّ ابن عبد ربه؛ فإن زرقاء اليمامة كانت تستطيع رؤية الشعرة البيضاء في اللبن! وكان بإمكانها رؤية الراكب على بُعد ثلاثةِ أيام، أي مسافة تحتاج مسيرة ثلاثة أيام من المكان الذي تقف به، ولطالما كانت تحذّر قومها من الجيوش التي تريد غزوهم قبل وقتٍ كافٍ ليستطيعوا الدفاع عن أنفسهم من خلال رؤيتها لهم من مسافةٍ بعيدة.

كما أن المتنبي قد امتدح نفسه بأنه يستطيع أن يبصر أكثر من زرقاء اليمامة، وقصد بذلك أنه يراه عن طريق علمه وخبرته قبل أن يراه بأم عينيه، وقد أسماها في شعره بـ"زرقاء جو"، وهذا هو البيت: "وأبصرَ من زرقاءِ جَوٍّ لأنّني.. متى نَظَرَتْ عَينايَ ساواهما عِلمي". حادثة موت زرقاء اليمامة:. كانت واقعة موت زرقاء اليمامة حادثةً مؤلمة أوقعها بها الأعداء حينما لم يستمع إليها أفراد قبيلتها. فقد كانت زرقاء من قوم جديس وهم من العرب البائدة، وقد تعرضت هذه القبيلة للانقراض ولم يعد لذكرها محل إلا مع قبيلة طسم التي كانت تسكن اليمامة معها. وهناك أقوال تفيد بأن جديس كانت تتبع لقبيلة طسم، وعلى كل حال فإن القبيلة الأولى أقدمت على قتل رجلٍ من نظيرتها الثانية، فتم تجهيز جيشٍ ليذهب إلى جديس للانتقام من قبل حسّان بن تُبع، وكان الأخير قد أعدّ خطةً للإيقاع بهم بعد معرفته بورقتهم الرابحة "زرقاء" التي تتميز بقدرة بصرها الحادة، فطلب من أصحابه أن يختبئ كل فردٍ منهم خلف شجرةٍ يمسك بها ويسير معها حتى لا تراه، وقد رأت زرقاء الأشجار بالفعل وأخبرت قومها أن هناك أشجاراً تتحرك، قائلةً: "إني أرى الشجر قد أقبل إليكم"!. فلم تلق منهم إلا السخرية متهمين إياها بالخرف، حتى أنهم قد زعموا أنها فقدت قدرتها القوية على الإبصار وأنها تتخيل فحسب، فلم يتحركوا ساكناً، وهكذا استطاعت طسم الإغارة على قبيلتها بشكلٍ مفاجئ وقتلت منهم الكثير ومن بينهم "زرقاء اليمامة".