{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} - طريق الإسلام

ومعنى "الفاحشة " ، الفعلة القبيحة الخارجة عما أذن الله عز وجل فيه. وأصل "الفحش ": القبح ، والخروج عن الحد والمقدار في كل شيء. ومنه قيل للطويل المفرط الطول: "إنه لفاحش الطول " ، يراد به: قبيح الطول ، خارج عن المقدار المستحسن. ومنه قيل للكلام القبيح غير القصد: "كلام فاحش " ، وقيل للمتكلم به: "أفحش في كلامه " ، إذا نطق بفحش. وقيل: إن "الفاحشة " في هذا الموضع ، معني بها الزنا. ذكر من قال ذلك: 7846 - حدثنا العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا حبان قال: حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن جابر: "والذين إذا فعلوا فاحشة " ، قال: زنى القوم ورب الكعبة. 7847 - حدثنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا أسباط ، عن السدي: " والذين إذا فعلوا فاحشة " ، أما "الفاحشة " ، فالزنا. وقوله: " أو ظلموا أنفسهم " ، يعني به: فعلوا بأنفسهم غير الذي كان ينبغي لهم أن يفعلوا بها. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله الرقمية جامعة أم. والذي فعلوا من ذلك ، ركوبهم من معصية الله ما أوجبوا لها به عقوبته ، كما: - 7848 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قوله: " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم " ، قال: الظلم من الفاحشة ، والفاحشة من الظلم. [ ص: 219] وقوله: "ذكروا الله " ، يعني بذلك: ذكروا وعيد الله على ما أتوا من معصيتهم إياه " فاستغفروا لذنوبهم " ، يقول: فسألوا ربهم أن يستر عليهم ذنوبهم بصفحه لهم عن العقوبة عليها " ومن يغفر الذنوب إلا الله " ، يقول: وهل يغفر الذنوب - أي يعفو عن راكبها فيسترها عليه - إلا الله " ولم يصروا على ما فعلوا " ، يقول: ولم يقيموا على ذنوبهم التي أتوها ، ومعصيتهم التي ركبوها " وهم يعلمون " ، يقول: لم يقيموا على ذنوبهم عامدين للمقام عليها ، وهم يعلمون أن الله قد تقدم بالنهي عنها ، وأوعد عليها العقوبة من ركبها.

  1. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله
  2. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله الرحمن الرحيم
  3. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله الرقمية جامعة أم
  4. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله عليه

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله

[٥] حديث قدسي عن رحمة الله وإجابته الدعاء تصديق الله -سبحانه- لعبده ما يظنّه به، واستجابته لدعائه، هذا من فضل الله ورحمته، قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ اللهَ يقولُ: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني). [٦] آيات قرآنية كريمة عن رحمة الله وردت العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تدلّ على رحمة الله -عز وجل-، ومنها ما يأتي: قال الله -تعالى-: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ). [٧] قال الله -تعالى-: (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ). [٨] قال -تعالى-: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ). والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله على. [٩]. قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا). [١٠] قال -تعالى-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). [١١] قال -تعالى-: (وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، [١٢] وقال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ).

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله الرحمن الرحيم

فقال الأنصاري: هلكت: وذكر له القصة فقال أبو بكر: ويحك أما علمت أن الله تعالى يغار للغازي ما لا يغار للمقيم ، ثم أتيا عمر رضي الله عنه فقال مثل ذلك ، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مثل مقالتهما ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ( والذين إذا فعلوا فاحشة) يعني: قبيحة خارجة عما أذن الله تعالى له فيه ، وأصل الفحش القبح والخروج عن الحد قال جابر: الفاحشة: الزنا. ( أو ظلموا أنفسهم) ما دون الزنا من القبلة والمعانقة والنظر واللمس. وقال مقاتل والكلبي: الفاحشة ما دون الزنا من قبلة أو لمسة أو نظرة فيما لا يحل أو ظلموا أنفسهم بالمعصية. وقيل: فعلوا فاحشة الكبائر ، أو ظلموا أنفسهم بالصغائر. وقيل: فعلوا فاحشة فعلا أو ظلموا أنفسهم قولا. [ ص: 107] ( ذكروا الله) أي: ذكروا وعيد الله ، وأن الله سائلهم ، وقال مقاتل بن حيان: ذكروا الله باللسان عند الذنوب. ( فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله) أي: وهل يغفر الذنوب إلا الله. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة آل عمران - الآية 135. ( ولم يصروا على ما فعلوا) أي: لم يقيموا ولم يثبتوا عليه ولكن تابوا وأنابوا واستغفروا ، وأصل الإصرار: الثبات على الشيء وقال الحسن: إتيان العبد ذنبا عمدا إصرار حتى يتوب. وقال السدي: الإصرار: السكوت وترك الاستغفار.

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله الرقمية جامعة أم

ثم قرأ هذه الآية: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135] » (أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة 2/180 واللفظ له، والترمذي في سننه، كتاب الصلاة 2 / 258، وابن ماجة في سننه، كتاب إقامة الصلاة 1 / 446، وحسنه الألباني ، انظر: صحيح سنن الترمذي 1 / 128، وصحيح سنن ابن ماجة 1/ 233، ومشكاة المصابيح 1 / 416). {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} - طريق الإسلام. 2- { فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} أي طلبوا الغفران لأجل ذنوبهم. وهذا الواجب الثاني على من وقع في المعصية سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وهو المبادرة إلى الله سبحانه وتعالى بالاستغفار، ولكن الاستغفار الذي ينبع من القلب ينم على الندم على المعصية، والخشية من عقابها. وقال القرطبي: "قال علماؤنا: الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان، فأما من قال بلسانه: أستغفر الله، وقلبه مصر على معصيته فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبائر. وروي عن الحسن البصري أنه قال: استغفارنا يحتاج إلى استغفار" (القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 4/135).

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله عليه

إعراب الآية 135 من سورة آل عمران - إعراب القرآن الكريم - سورة آل عمران: عدد الآيات 200 - - الصفحة 67 - الجزء 4. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله الرحمن الرحيم. (وَالَّذِينَ) عطف على الذين قبلها (إِذا) ظرف للمستقبل (فَعَلُوا فاحِشَةً) فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جر بالإضافة (أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) الجملة معطوفة على ما قبلها (ذَكَرُوا الله) فعل ماض والواو فاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة جواب الشرط إذ لا محل لها (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) ماض وفاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة معطوفة بالفاء على ما قبلها (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا الله) الواو استئنافية من اسم استفهام مبتدأ وجملة يغفر الذنوب خبره إلا أداة حصر (الله) لفظ الجلالة بدل من الضمير المستتر في يغفر مرفوع بالضمة وجملة ومن يغفر استئنافية. (وَلَمْ يُصِرُّوا) الواو عاطفة يصروا فعل مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل (عَلى ما فَعَلُوا) ما مصدرية أو موصولة والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بيصروا (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) الجملة حالية وجملة يعلمون خبر هم. إن كان عطفَ فريققٍ آخر ، فهم غيرُ المتّقين الكاملين ، بل هم فريق من المتّقين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً ، وإن كان عطفَ صفات ، فهو تفضيل آخر لحال المتَّقين بأن ذُكر أوّلاً حال كمالهم ، وذكر بعده حال تداركهم نقائصهم.

وقال آخرون: معنى ذلك: وهم يعلمون أن الذي أتوا معصية لله. 7865 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: "وهم يعلمون " ، قال: يعلمون ما حرمت عليهم من عبادة غيري. قال أبو جعفر: وقد تقدم بياننا أولى ذلك بالصواب. [ ص: 227]