إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "- الجزء رقم3

قوله تعالى: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) صدق الله العظيم، معناه: فليطيعوني، وهو المعروف من كلام العرب، والمعنى في الآية: فأجيبوني بالطاعة، وقيل: معناه فليدعوني. قوله تعالى: (وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِي) صدق الله العظيم، معناه: وليؤمنوا بي إذا هم استجابوا إلي بالطاعة، أنّي لهم من وراء طاعتهم لي في الثواب، وإجرائي الكرامة عليهم. قوله تعالى: (لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ) صدق الله العظيم، فمعناه ( لعلهم) يهتدون، أي: ليكونوا على رجاء من الدوام على إصابة المقاصد، والاهتداء إلى طريق الحق؛ قال العلماء: الرش معناه: حسن التصرف في الأمر، حساً أو معنى، في دين أو دنيا. تفسير: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع...). وختم الله الآية برجاء الرشد، قال ابو حيان: والرشد من أحسن الأشياء،التي يطلبها العبد من ربه لأنه تعالى، لما أمرهم بالاستجابة له، وبالإيمان به، نبه على أن هذا التكليف ليس القصد منه إلا وصولك بامتثاله إلى رشادك في نفسك، لا يصل إليه تعالى منه شيء من منافعه، وإنّما مختصٌ به. أقرأ التالي أكتوبر 29, 2021 اقتباسات عن الغاية أكتوبر 28, 2021 حكم رائعة عن السرور أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن أصحاب المصالح أكتوبر 28, 2021 حكم وأقوال عن النقد أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الغناء أكتوبر 28, 2021 أقوال العظماء عن الغربة أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الشيء الجديد أكتوبر 27, 2021 أقوال العظماء عن التقوى أكتوبر 27, 2021 حكم وأقوال عن الفراغ أكتوبر 27, 2021 اقتباسات عن الأمر الكبير

  1. واذا سالك عبادي عني فاني بصوت جميل

واذا سالك عبادي عني فاني بصوت جميل

لا يُحقَّق هدفٌ على وجه الأرض صغر أو كبر إلا بتوفيق الله عز وجل، إذًا: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186]. الدعاء سلاح المؤمن، أنت بالدعاء أقوى إنسان، قبل أن تُقبل على عمل: يا رب، إني تبرأتُ من حولي وقوتي، والتجأتُ إلى حولك وقوتك، يا ذا القوة المتين. وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اعراب. قبل أن تُقبل على مشروع، قبل أن تقبل على سفر، قبل أن تُقدم على عمل كبير، اسأل الله التوفيق، اسأل الله الحفظ، الدعاء سلاح المؤمن، النبيُّ عليه الصلاة والسلام يقول: ((إن الله تعالى يحب الملحِّين في الدعاء))؛ رواه البيهقيُّ عن عائشة، اسأل الله حتى شِسع نعلك إذا انقطَع، ومِلحَ طعامك إذا غاب! ((ليسأل أحدُكم ربَّه حاجته كلَّها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع))؛ الترمذي وابن حبان في صحيحه عن أنس. و((إن الله يحب من العبد أن يسأله مِلح طعامه، إن الله يحب من العبد أن يسأله حاجتَه كلَّها))، ((مَن لا يدعوني أغضَب عليه))؛ العسكري في المواعظ عن أبي هريرة. المؤمن كلما تذلَّل في أعتاب الله أعزَّه الله، وغير المؤمن كلما استنكف أن يعبد الله، وأن يدعوه، وتأبَّى - أذله الله؛ فبطولتك أن تتذلل لله في الدعاء، عندئذٍ يعزُّك الله عز وجل.

وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ من أجل أن يحصل لهم الرشد وذلك كمال الحال واستقامة الأمور والأعمال في هذه الدار في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فإن الاستجابة لله -تبارك وتعالى- مؤذنة بصلاح الدارين، تستقيم أحوال الناس وتكون أرزاقهم دارة وبلادهم قارة ويكون هؤلاء الناس على حالة مرضية تنتفي عنهم العقوبات الربانية وتكون أعمالهم مُسددة، وأقوالهم مُسددة، ويكون الناس في حال من الصلاح والاستقامة على أمر الله -تبارك وتعالى، هذا هو الرشد لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ، وفي الآخرة يكون ذلك بالفوز برضا الله -تبارك وتعالى- وجنته.