وان ليس للانسان الا ماسعى

فالآية قررت هذا، وما سوى ذلك لم تتعرَّض له لا بالإثبات ولا بالإلغاء، والله تعالى أعلم، ثم وجدت من أشار إلى ذلك، وهو الإمام القرطبي رحمه الله [19]. هذا ما أردت بيانه، والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يجعل علمنا وعملنا خالصًا لوجهه الكريم، إنه نعم المولى ونعم النصير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [1] ينظر: أسنى المطالب 2/ 412، حاشية الجمل 2/ 210، منح الجليل 1/ 509، الفتاوى الكبرى، لابن حجر الهيثمي 2/ 28. [2] ينظر: البحر المحيط، لأبي حيان 8/ 168. [3] ينظر: آراء الأصوليين بالاحتجاج بشرع من قبلنا في: أصول الفقه الإسلامي في نسيجه الجديد، د. مصطفى الزلمي، ص88. [4] ينظر: البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، 8/ 168. "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".. الكفاح في الحياة.. فريضة إلهية. [5] ورد لفظ (الإنسان) في بعض المواطن، وأريد بها شخصٌ بعينه، إلا أن العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب. [6] ينظر: زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي، 8/ 168. [7] ينظر: البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، 8/ 168. [8] ينظر: البحر المحيط في أصول الفقه، للزركشي، 4/ 98. [9] ينظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 18/ 114. [10] صحيح مسلم، 1/ 117. [11] رواه ابن ماجه، سنن ابن ماجه 2/ 1414.

&Quot;وأن ليس للإنسان إلا ما سعى&Quot;.. الكفاح في الحياة.. فريضة إلهية

فإن شهد دفنها فله قيراطان. القيراط مثل أحد) المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 946 وما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم، قال: ( ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل) المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2732 وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً، لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفعوا فيه) المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3170 فهو سبحانه يرحم المصلي على الميت، كما ينتفع بصلاة المصلين عليه، ودعائهم له عند قبره؛ وأيضًا فإن أطفال المؤمنين يدخلون الجنة مع آبائهم، بلا سعي ولا عمل. فكل هذا وغيره يدل على أن الإنسان قد ينتفع بعمل غيره، ولا ينافي ذلك صريح الآية حسب ما ذكرنا. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى - موقع مقالات إسلام ويب. على أنك إذا أعدت النظر في الآية، وأعملت الفكر فيها، علمت أن الإنسان لا يملك أن يقول لشيء: هو لي، أو يصف شيئًا بأنه له، إلا إذا سعى إليه بعمله، وحازه بجهده وكسبه؛ أما ما وراء ذلك من أمور، من رحمة وتوفيق ومضاعفة أجر ونحو ذلك، فلا يوصف بالتملك إلا على سبيل التجوز، والإلحاق بما هو من كسبه وسعيه. ثم يقال أيضًا: إن العبد إن لم يسع ويجد ويكد ليكون من المؤمنين الصالحين، ومن عباد الله المتقين، لا يمكن أن ينال منـزلة القرب من آبائه المؤمنين.

وأن ليس للإنسان إلا ما سعى - موقع مقالات إسلام ويب

بقلم | fathy | الاربعاء 12 ديسمبر 2018 - 12:24 م «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى».. فما علينا إلا الكفاح وعلى الله الفلاح، بهذه العبارة لخص الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي حال الإنسان في الحياة، حيث الكد والتعب والسعي لأجل تحصيل الرزق. فإنه ليس للإنسان إلا ما سعى في الحياة لاشك في ذلك، لكن هل معنى ذلك أن نجلس في بيوتنا ننتظر أن يأتينا الرزق ونحن جلوسًا؟، أم أنه علينا التحرك والسعي لكسب القوت وتحقيق هدف الله في هذا الكون في إعمار الأرض؟ بالطبع ومن دون شك الإنسان ملزم بالتحرك والعمل وعدم انتظار الرزق، لأنه بالأساس خلق ليسعى إلى رزقه، فإن رزقه وإن كان مكتوبًا حتى قبل أن يولد لكن عليه أن يجد ويتعب من أجله. قد يقول قائل، إن كل إنسان ميسر لما خلق له، ولكن هل هؤلاء يفهمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً، فقد روي أن سراقة بن مالك سأل النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول بيّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما يستقبل؟ فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال سراقة: ففيم العمل إذن؟ فقال النبي: اعملوا فكل ميسر، إذن الأصل عدم التوقف عن العمل حتى آخر لحظة مع الأخذ بالأسباب.

ومن هنا فالبعض يمنع من عمل الخير على نية الأموات. بحجة أنّ ذلك لا ينفعهم وهو ليس سعيهم، وقد انقطعوا عن الدنيا بالموت! ليس للانسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى. والجواب: إنّ ما يهدى إليهم من أعمال بعد موتهم هو باب رحمة ولطف من الله تعالى، فلا تضيقوا رحمة الله، فهو يريد نافذة ليرحم عباده، نعم إذا كان هؤلاء لا يصلون ولا يصومون فمن غير المعلوم كم أن هذه الصلاة التي تصلى لهم هي نافعة ومن الطبيعي أنّ الله تعالى لن يجعل ثوابهم ومنزلتهم منزلة من صلى وأتعب نفسه، فالحديث يقول: " التائب من الذنب لا ذنب له"، مع أنّه تاب في الدنيا، فما بالك بمن لم يتب فهذا قطعاً لن يصيّره كأنه لا ذنب له. ويمكن القول: إنّ قوله: {وليس للإنسان إلا ما سعى} إنما ينفي أن يكون له حق في غير ما سعاه، وأما ما دل على وصول ثواب القربات إليه فهو يدل على وصولها إليه لا لكونها حقاً له بل من باب التفضل. وأمّا عمل الخير الذي يستمر بعد موت الإنسان كالصدقة الجارية، والذي جاء في قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به أو صدقة تجرى له ، أو ولد صالح يدعو له" [3]. فهذا إنما يستمر ثوابه بعد موته لأنّ ذلك جزاء على سعيه وعمله وآثر من آثار هذا العمل.