لقد قام الأمير عبد الله بعقد مجموعة من المعاهدات بين إنجلترا وإمارة شرق الأردن التي سميت بالمعاهدة الإنجليزية الشرقية الأردنية التي قامت بإنهاء الانتداب البريطاني، حيث حقق الاستقلال الكامل لشرق الأردن لتصبح دولة باسم " المملكة الأردنية الهاشمية " في 25 سنة 1946. السياسة الداخلية والخارجية لعبد الله الأول بن الحسين اتسمت السياسة الخارجية للملك عبد الله الأول بالبعد القومي النابع من الفكر الهاشمي الحريص على وحدة الأمة العربية والحفاظ على حقوقها، حيث سعى لتطبيق أفكاره القومية في وحدة الأمة العربية وأيد العديد من مشاريع الوحدة العربية التي تم اقتراحها في العالم العربي، مثل: مشروع سوريا الكبرى سنة 1943 وجامعة الدول العربية سنة 1945 ومشروع وحدة البنكين سنة 1950. لقد أراد الملك عبد الله أن تكون وحدة الضفتين سبيلاً نحو الوحدة العربية التي سعى إليها منذ قيام الدولة الأردنية، حيث بقيت القدس في ضمير الملك المؤسس طيلة فترة حكمه وكان حريصاً على أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك حتى استشهد على بواباته. شهد الأردن في عهد الملك عبد الله الأول العديد من الإنجازات على المستويين الوطني بعد فترة وجيزة من إعلان استقلال الأردن صدر دستور سنة 1947 وألغي القانون الأساسي الصادر سنة 1928، حيث تحول نظام الحكم من أميري إلى نيابي ملكي وراثي وفي سنة 1947 أصبح الملك رئيس السلطتين التنفيذية والتشريعية ، حيث ألغيت المجالس التشريعية لتحل محلها الجمعية الوطنية التي تتكون من مجلس الشيوخ يعينه الملك ومجلس النواب ينتخبهم الشعب.
يعد مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وأول ملك لها المعروف باسم "الملك المؤسس"، حيث أصبح عبد الله أميراً على شرق الأردن بعد الثورة العربية الكبرى بقيادة والده الشريف حسين بن علي، التي كانت ضد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. لمحة عن عبد الله الأول بن الحسين ولد سنة 1882 بمكة المكرمة وهو الابن الثاني للشريف حسين بن علي وله 4 أبناء: (علي، عبد الله، فيصل، زيد) وتلقى تعليمه الأساسي في مكة وأكملها في إسطنبول، حيث كان لديه معرفة واسعة بالأدب العربي والتركي وكان شاعراً وكاتباً وازدهرت المجالس الأدبية في بلاطه، كما عرف بارتباطه الشديد بعلوم الدين والتراث وحبه للخيل. قاد الملك عبد الله الأول القوات العربية خلال الثورة العربية الكبرى تحت الراية الهاشمية مستوحى من أفكار والده، حيث مع أواخر الحرب العالمية الأولى قامت الثورة العربية الكبرى بتحرير الأردن والعديد من مناطق شبه الجزيرة العربية، ثم حكم الملك فيصل سوريا لكنه تنازل عنها بعد معركة ميسلون وتولى حكم العراق. أسس الملك عبد الله إمارة شرق الأردن في سنة 1921 وأسس أول نظام حكومي مركزي في مجتمع معظمه قبلي وبدوي وركز على بناء الدولة والإطار المؤسسي للأردن الحديث، حيث سعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال من خلال إرساء الشرعية الديمقراطية مما أدى إلى صياغة أول دستور أردني سنة 1928 المعروف بمسمى القانون الأساسي وأجريت انتخابات أول مجلس نواب سنة 1929.
مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية. شارك في الثورة العربية الكبرى بقيادة والده ضد الدولة العثمانية. عقد مجموعة من المعاهدات مع الحكومة البريطانية كان آخرها في 22 آذار 1946 المسماة بالمعاهدة الإنجليزية الشرق أردنية، نالت بموجبها شرق الأردن الاستقلال الكامل. المولد والنشأة ولد الملك عبد الله بن الحسين بن علي (عبد الله الأول) عام 1882، وهو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي شريف مكة وملك الحجاز عام 1917. الدراسة والتكوين تلقى عبد الله تعليمه الأولي في إسطنبول حيث كان يقيم مع والده، ثم راح يثقف نفسه عن طريق التعليم الذاتي. التوجه الفكري اعتبر مجيء اليهود إلى فلسطين طوال العشرينيات والثلاثينيات تهديدا للتركيبة الديموغرافية للسكان في فلسطين وبأنها ستحول العرب هناك من أغلبية إلى أقلية محكومة في بلادهم. وصف مزاعم اليهود التاريخية في فلسطين باللامعقول وبأنها ستغير من خريطة العالم السياسية إذا ما أقرتها الدول الغربية. كان يرى أن الغرب مغيب عن معرفة حقيقة ما يجري في فلسطين والبلدان العربية بسبب سيطرة اليهود على وسائل الدعاية والإعلام وقلة الوجود العربي الفعال هناك. ولم يمانع الملك عبد الله في قبول اليهود داخل فلسطين ولكن كأقلية تعيش تحت الحماية العربية كما كان الحال في الماضي.
وكان قائد الجيش الأردني في هذه الحرب هو الجنرال غلوب باشا الإنجليزي، ولم تقاتل الجيوش في أي منطقة خارج المناطق المقسمة للعرب في قرار تقسيم فلسطين إلا في بعض المناطق القليلة مثل دخول الجيش العراقي مرج بن عامر المقسوم لليهود وحصار القدس التي يفترض في التقسيم أنها تحت الإشراف الدولي.. في عام 1950 اجتمعت وفود فلسطينية من الضفة الغربية في مؤتمر أريحا وطالبت بالوحدة مع الأردن فكان ذلك، وأجريت انتخابات نيابية كانت مناصفة بين أبناء الضفتين.