* * * وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. خطبة عن قوله تعالى ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. *ذكر من قال ذلك: 18259- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا) ، القرآن، وما كان عَلم محمدٌ صلى الله عليه وسلم وقومه ما صنع نوحٌ وقومه، لولا ما بيَّن الله في كتابه. ----------------------- الهوامش: (23) انظر تفسير " النبأ " فيما سلف من فهارس اللغة ( نبأ). (24) انظر تفسير " العاقبة " فيما سلف ص: 153 ، تعليق: 3 ، والمراجع هناك.
[size=21] لمن يستبطئ النصر والفرج والفتح ثم بدت عليه علامات الانهيار والاستسلام والركون إلى الظالمين نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [/size] [size=21] لمن تتكالب عليه العِدَى وتتناوشه سهام الظالمين والمنافقين من كل حدب وصوب نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ لمن يستوحش من الغربة وقلة الأعوان والأنصار ويرى من الناس نفوراً من الحق نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ لمن لم يترك الحق له صاحباً نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.
+3 بسمة صيف »»نَزٍيفَـةٍ آلقَلـبٍ}•ّ سارونه 7 مشترك كاتب الموضوع رسالة سارونه عضو ذهبي المشاركات: 745 النقاط: 2011 التقيم: 5 تاريخ التسجيل: 18/01/2011 أوسمــــة العضــــــو: موضوع: فأصبر إن العاقبة للمتقين الثلاثاء أبريل 05, 2011 3:43 am [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لمن يستبطئ النصر والفرج والفتح ثم بدت عليه علامات الانهيار والاستسلام والركون إلى الظالمين نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ . لمن تتكالب عليه العِدَى وتتناوشه سهام الظالمين والمنافقين من كل حدب وصوب نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ . لمن يستوحش من الغربة وقلة الأعوان والأنصار ويرى من الناس نفوراً من الحق نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ . لمن لم يترك الحق له صاحباً نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ . لمن يستوحش طول الطريق الموصل إلى الحق والنجاة وتضعف نفسه عن المواصلة وإتمام المسير ومقاومة التحديات ثم أن نفسه تحمله على التماس طرق قصيرة ملتوية ما أنزل الله بها من سلطان نقول له فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ .
لن يفهمَ حركةَ التاريخ وما يصيب أهل الحق من ابتلاء ثم تكون لهم العاقبة، وما يصيب أهل الشرّ من المَحقِ والإذلال ولو بعد حين، لن يفهمها من يجهل هذه السنة، ولا تسقط الأمم ويُمحى اسمها من التاريخ إلا بعد نكوبها عن تلك السنن التي سَنَّها الله سبحانه لحكمة بالغة. وقد تكرَّرَ ذكر نصر الله للحق والمحقين والأنبياء والمرسلين، وان العاقبة لهم، بعد الابتلاء والصبر { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ} [الصافات: 171-172]، وقال تعالى { كَتَبَ اللَّـهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وجاء في الحديث « وكذلك الأنبياء تبتلى ثم تكون لهم العاقبة ». هذه السنَّة يجب أن يتعقَّلَها المسلمون لأن ضعاف العقول يتعلَّقون بالظاهر الحاضر دون وعي لمصير تلك المظاهر، ودون وعي لمآلاتها أخيرا. إن عامَّة الناس تعرف مصير الأمور بعد فوات الأوان، فقوم قارون تمنّوا مكانه بالأمس ثم ندموا على هذا الفعل بعد هلاكه، وفي واقع الحياة وواقع التاريخ فإنه ما من عمل أو فكرة مرذولة إلا وتنال عقابها أو زوالها إن آجلا أو عاجلا، ولا توجد هزائم غير مستحقة لأنها السنن العادلة التي لا تظلم أحدا، "وقد يستطيع الخونة الإساءة إلى غيرهم ردحا من الزمن غير أن القضاء الحكيم يتربص بهم" (2)، وكما يقول الحكماء: "تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ، وتستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت".
وإذا قيل له: كيف يفعل الله تعالى هذا بأوليائه وأحبائه وأهل الحق؟ قال: يفعل الله فى ملكه ما يشاء، ويحكم ما يريد: { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]. أو قال: فعل بهم هذا ليعرِّضهم بالصبر عليه لثواب الآخرة وعلو الدرجات، وتوفية الأجر بغير حساب. وهذه الأقوال والظنون الكاذبة الحائدة عن الصواب مبنية على مقدمتين. إحداهما: حسن ظن العبد بنفسه وبدينه، واعتقاده أنه قائم بما يجب عليه، وتارك ما نهى عنه، واعتقاده فى خصمه وعدوه خلاف ذلك، وأنه تارك للمأمور، مرتكب للمحظور، وأنه نفسه أولى بالله ورسوله ودينه منه. والمقدمة الثانية: اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره، وقد لا يجعل له العاقبة فى الدنيا بوجه من الوجوه، بل يعيش عمره مظلوما مقهورا مستضاما، مع قيامه بما أمر به ظاهرا وباطنا، وانتهائه عما نهى عنه باطنا وظاهرا. فلا إله إلا الله، كم فسد بهذا الاغترار من عابد جاهل، ومتدين لا بصيرة له، ومنتسب إلى العلم لا معرفة له بحقائق الدين. وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله تعالى فى الدنيا والآخرة، بل قد تكون العاقبة فى الدنيا للكفار والمنافقين على المؤمنين، وللفجار الظالمين على الأبرار المتقين، فهذا من جهله بوعد الله تعالى ووعيده.
إِنَّهَا قَاعِدَةٌ قُرآنِيَّةٌ تَحكِي سُنَّةً رَبَّانِيَّةً، وَتُكَرِّرُ الوَعدَ ممَّن لا يُخلِفُ المِيعَادَ بِحُسنِ العَاقِبَةِ لِلمُتَّقِينَ في الدُّنيَا قَبلَ الآخِرَةِ، وَالتَّمكِينِ لهم في الأَرضِ وَنَصرِهِم عَلَى عَدُوِّهِم. وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ عَلَى المُتَّقِينَ أَن يَكُونُوا عَلَى ثِقَةٍ ممَّا وَعَدَهُم بِهِ رَبُّهُم مَا دَامُوا عَلَى عَهدِهِ سَائِرِينَ، وَأَلاَّ يَكُونُوا مِنهُ في شَكٍّ مَهمَا طَالَ لَيلُ الانتِظَارِ أَو غَشِيَتهُم ظُلمَةُ الظَّالِمِينَ، فَلِبَاسُ التَّقوَى خَيرٌ، وَعَاقِبَةُ أَهلِهَا خَيرٌ.