وافعلوا الخير لعلكم تفلحون

أما المال الموروث عن الميت؛ فأصل المال حلال، ولا حرج على الورثة في أخذه، أما ما نتج عنه من الربا أي الزائد على أصل المال فلا يحل، ولا بد من التخلص منه بالتبرع به للفقراء والمساكين. والله تعالى أعلم. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 77. تفصيل زكاة الأسهم رقم الفتوى: 3279 التاريخ: 22-02-2017 التصنيف: الشركات والأسهم أرجو بيان كيفية زكاة الأسهم بالنسبة للمضارب أو للمستثمر طويل الأجل؟ تجب الزكاة في الأموال، سواء كانت نقوداً أو عروض تجارة، أو أسهماً في شركة ما، فالأسهم حصة شائعة في ملكية الشركة المساهَم فيها، وبالتالي فمن اشترى أسهماً بقصد المضاربة بها، وجب عليه أن يزكيها زكاة عروض التجارة؛ لأنها حصة استثمارية في شركة، ففي نهاية كل حول يقيّم أسعار أسهمه بالقيمة السوقية، ويخرج 2. 5% مقدار زكاتها. أما إن اشترى الأسهم بنية الحصول على عائد سنوي -أو ما يسمى بالاستثمار طويل الأجل-فحينئذ يزكي أرباحه السنوية، ولكن ذلك لا يعفيه عما يقابل أصل أسهمه من الموجودات الزكوية، فكما هو معلوم أن السهم حصة شائعة من الملكية، والشركة قد تتضمن أصولاً ثابتة، وقد تتضمن نقوداً وديوناً، وبالتالي يجب عليه التحري بحسب الإمكان ما يقابل أسهمه من موجودات زكوية كالنقود والديون وعروض التجارة إن وجدت، ويضم ذلك إلى الأرباح التي حصلها، ثم يزكي ذلك كله بمقدار ربع العشر (2, 5%).

  1. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 77

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 77

مثل: ألقت السفينة مراسيها على شاطئ جزيرة نائية في الأقيانوس المحيط، ونزل ركابها يجوسون خلال هذه الجزيرة، وينعمون بمناظرها الخلابة، وروائعها الساحرة، وقد علموا أنهم سيدعون إلى العودة وشيكاً، فساروا في جباتها مسرعين، فإذا أرض أريضة، لم تر العين مثلها قط؛ وإذا أشجار باسقة تنوء بما يكلل أغصانها من ثمار ناضجة؛ وأزهار ناضرة. وإذا النسيم عبق معطار بما تبعثه الفواكه والأزهار من الشذا الأرج، والعبير الفواح، وإذا الطير على ذوائب الدوح تصب في الآذان ألذ الأغاريد، وأطيب الألحان، وإذا الأحجار الكريمة، والجواهر الثمينة منثورة في أرجائها، مبعثرة في أنحائها، تطؤها الأقدام كأنها الحصباء. فافتتن فريق من الركب بالأزهار، وقد راقهم حسنها وروعتها، وأعجبهم عرفها وشذاها؛ وفُتن فريق بالثمار، يجنون منها ما لذ وطاب، ويأكلون ما اشتهت أنفسهم، ولذت أعينهم. ومنهم من كان أبعد نظراً، وآصل رأياً، فأقبل على الجواهر، بوعي منها ما استطاع، وأنهم لكذلك وإذا السفينة تنقر في الناقور مؤذنة بالإقلاع، داعية إلى الإسراع، فلبوا الدعوة سراعاً، وخلفوا وراءهم ما كانوا ينعمون به من فاكهة وزهر، وماء وشجر، ولما اطمأن بهم المجلس في سفينتهم، ورأى المفتونون الثمار والأزهار ما في أيدي رفقائهم من الورق والنضار، سقط في أيديهم، ورأوا أنهم قد ضلوا حين فتنتهم هذه اللذة العابرة فشغلتهم عن المساهمة في هذه الثروة الخالدة.

ومن الخير أن تحرص على أن تنفع من حولك ما استطعت، فخير الناس أنفعهم لهم، أفض عليهم من برك وخيرك، وأدخل السرور على قلوبهم، والغبطة على نفوسهم كن براً بوالديك، وأسعدهما بطاعتك واستقامتك. ارحم إخوتك وأخواتك وتعدهم بعطفك ولطفك، ورعايتك وحنانك. غيّض من عبرات الأرامل والأيامى، وكفكف دموع اليتامى، وخفض من زفرات المنكوبين والمحزونين، وعزّ الثكالى والمفجوعين بحسن مواساتك، وعذب كلماتك، كن في حاجة إخوانك وأصدقائك يكن الله في حاجتك. وأصلح ذات البين. ولا تسمح للشر أن يسعى إلى القلوب ما وجدت إلى ذلك سبيلا، واحرص على أن تنتزع الضغائن، وتستل السخائم، وتحل الصفاء محل الجفاء، والمودة مكان البغضاء. أفش السلام، وعُد المرضى وشيع الموتى. تلك بعض وجوه الخير، فافعلها تكن من الفائزين. والله لا يضيع أجر العاملين. مجلة الهدي النبوي - المجلد السادس - العدد (7-8) - ربيع الثاني سنة 1361هـ