4 نصائح لالتقاط صورة مثالية في عيد الفطر.. تجنب الظل

المناهي اللفظية وآفات اللسان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «احرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، واستَعِنْ بالله ولا تَعْجَزَنَّ، وإن أصابك شيء فلا تقُلْ: لو أنني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله، وما شاء فعل، فإن «لو» تفتح عمل الشيطان». شرح الحديث: لما كان الإسلام يدعو إلى عُمران الكَوْن وإصلاح المجتمع أَمَر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسلم بالعمل الجاد والتحصيل مستعينا على تحقيق ذلك بالله عزوجل، متجنبا للعجز ومواطنه، وأن لا يفتح على نفسه باب اللَّوْم والنَّدَم إذا فاته المطلوب؛ لأن ذلك يَجُرُّه إلى السَّخَط والجَزَع، وإنما يُفَوِّض أمره إلى الله، ويُعَلِّل نَفْسَه بالقضاء والقدر حتى لا يكون للشيطان عليه سبيلٌ، فيَسْتَفِزُّه ويُزَعْزِع إيمانه بالله عزوجل وبقضائه وقدره. معاني الكلمات: احرص على ما ينفعك الحرص: هو بذل الجهد، واستفراغ الوُسْع، والمراد بما ينفع هنا: كل ما ينفع الإنسان في أمر دينه ودنياه. واستعن بالله أي: اطلب الإعانة في جميع أمورك من الله لا من غيره. ولا تعجزن أي: لا تُفَرِّطْ في طلب ما ينفعك، مُتَّكِلًا على القَدَر، ومستسلما للعَجْز والكَسَل. فإن أصابك شيء أي: وإن غَلَبَك أمرٌ، ولم يَحْصُلِ المقصود بعد بَذْلِ الجهد والاستطاعة.

احرص على ما ينفعك

احذر -أيها الشاب- من ارتياد الأماكن التي تعرض فيها من خلال القنوات الفضائية أفلام العهر والخلاعة، وتزيين أعمال الكفار، ولبسهم، ولغاتهم وحركاتهم، وثقافاتهم، فتأخذ بلبِّ الشاب الذي قتله الفراغ وعبث به؛ بسبب إعراضه وفتوره عما ينفعه، وراح يجرى لاهثاً وراء ما تعرضه الشاشات. ولو علم ذلك الشاب أن ما يعرض من مفاتن الدنيا ليس له منها شيء، إنما هي لأهلها؛ فلماذا يضيع وقته بالنظر إليها، والانبهار بها، وإشغال قلبه بالتعلق بها؟ كان الأجدر بالشاب -وغيره- أن يحرص على ما ينفعه. أيها الشاب: لا تتجمل للناس في مظهرك وأنت أول من يكذب نفسه وتظهره للآخرين بحال السعادة والانبساط والمرح، فإذا عدت إلى منزلك تناولت أقراص الاكتئاب! لا يغلبن جهلُ غيرك بك علمك بنفسك، واحرص على ما ينفعك في شأن دينك ودنياك. إن التفريط، وجعل الفرص تمر من بين يديك دون استثمار لها، حتى إذا أسلمتك الأيام فيما بعد إلى مرحلة الشباب المتقدمة، أو مرحلة الكهولة والشيخوخة، عضضت أصابع الندم: لِمَ لَمْ تَبْنِ نفسك، وتحرص على ما ينفعك، وتعرض عما لا فائدة فيه؟!. إنها متعٌ مؤقتة تلوح للشباب في عالم سراب الموضات سرعان ما تنقشع مخلفة وراءها الفشل والبطالة والجهل والأمراض النفسية والفقر.

احرص على ما ينفعك واستعن باللـه - صحيفة الأيام البحرينية

وليس الأمر مقتصرًا على الفرد، بل يخاطب أيضًا وبقوة كل المؤسسات والشركات، ويتناول كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وهذه الأخيرات لها النصيب الأكبر من سلبيات الناشئة، حيث فتحت ألسنتها بكل ما يسمع ويقال، فلم يستطع متابعوها التمييز بين النافع والضار منها إلا بشق الأنفس، بل ساهمت بشكل مباشر في الترويج للتوافه من الناس ومن الأخبار، وصدرت من حقه أن يكون في آخر اهتمامات الناس، حتى جعلتهم رموزاً ومشاهير وقدوات! وإذا التزمنا العدل والإنصاف فإن من تلك الوسائل ما ساهم في رفع الجهل عن المجتمعات، وفتح نوافذ شفافة على العالم، وساعد أيضًا في تخطي كثير من الحواجز بين المجتمعات بنقل كل الصور الحياتية للمجتمعات، ولكن يبقى الأهم وهو الممزوج بما أردنا الحديث عنه، الحرص على النفع، فالكاتب يحرص على ما ينفعه من الكتابة، والقارئ والسامع يحرصان على ما ينفعهما أيضًا منها، وعلى ذلك قل في المتكلم والمغرد (والمُسَنِّب) والطالب للعلم والتاجر والصانع، وكل من حركته الهمة لعمل عملٍ ما، فقبل أي عمل، وقبل أي قول، يضع من أراد أن يكون الأحب إلى الله، بعد (استعن بالله)، (احرص على ما ينفعك) نصب عينه. هذا، والله من وراء القصد.

جريدة الرياض | احرص على ما ينفعك

ثم إذا سلك العبدُ الطرقَ النافعة، وحرص عليها، واجتهد فيها؛ لم تتم له إلا بصدق اللجأ إلى الله، والاستعانة به على إدراكها وتكميلها، وأن لا يتكل على نفسه وحَوْله وقوته، بل يكون اعتماده التام بباطنه وظاهره على ربه؛ فبذلك تهون عليه المصاعب، وتتيسر له الأحوال، وتتمّ له النتائج والثمرات الطيّبة في أمر الدين وأمر الدنيا، لكنّه في هذه الأحوال محتاج - بل مضطر غاية الاضطرار - إلى معرفة الأمور التي ينبغي الحرص عليها، والجد في طلبها. فالأمور النافعة في الدين ترجع إلى أمرين: علم نافع، وعمل صالح». لقد كانت هذه القاعدة الجليلة: (احرص على ما ينفعك ولا تعجز... ) وصية أوصى بها النبي (ص) أحد أصحابه؛ يقول ابن القيم: «فأمره بالحرص على الأسباب، والاستعانة بالمسبب، ونهاه عن العجز، وهو نوعان: تقصير في الأسباب، وعدم الحرص عليها، وتقصير في الاستعانة بالله وترك تجريدها، فالدين كله - ظاهره وباطنه، شرائعه وحقائقه - تحت هذه الكلمات النبوية، والله أعلم». «وقال الشافعي: احرص على ما ينفعك، ودع كلام الناس؛ فإنه لا سبيل إلى السلامة من ألسنة العامة، ومثله قول مالك بن دينار: من عرف نفسه لم يضره ما قال الناس فيه». وفي قوله (ص): «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز» أمرٌ بالتسبب المأمور به؛ وهو الحرص على المنافع، وأمرٌ مع ذلك بالتوكل - وهو الاستعانة بالله - فمن اكتفى بأحدهما فقد عصى أحد الأمرين، ونهى عن العجز الذي هو ضد الكَيس، وكما في الأثر: «الكيّس: من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز: من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله» فالعاجز في الحديث مقابل الكيّس، فمن فعل ما أمر به من التزود؛ فاستعان به على طاعة الله وأحسن منه إلى من يكون محتاجاً؛ كان مطيعاً لله في هذين الأمرين».

الفواكه الشهية في الخطب المنبرية [1] مسلم القدر (2664)، ابن ماجه المقدمة (79)، أحمد (2 /370). [2] مسلم القدر (2664)، ابن ماجه المقدمة (79)، أحمد (2 /370).

{ولم أرَ في عيوب الناس عيْبًا... كنقصِ القادرين على التمام} (لا تُبقِي ولا تذَر) هذا هو الحِرص: والذي تقدرُ عليه أعلى بكثيرٍ مما تتصور.. ومما تعملُ فاستعن بالله واصبر واسعَ وربُّك معك