شرح حديث الكبر بطر الحق وغمط الناس

– قال تعالى: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 38 – 40]. – روى الترمذي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما أغرق الله فرعونَ، قال: ﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ [يونس: 90]، فقال جبريل: يا محمد، لو رأيتَني وأنا آخذُ مِن حال البحر وأَدُسُّه في فِيهِ، مخافةَ أن تُدرِكَه الرحمة) سنن الترمذي، باب (ومن سورة يونس) حديث رقم 3107، ص722، وقال: حديث حسن. اقرأ: معنى حمر النعم النهي عن الكبر في الأحاديث النبوية عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: (احتجَّت الجنة والنار، فقالت النَّار: فيَّ الجبَّارون والمتكبرون.

  1. درس في الكبر والبطر

درس في الكبر والبطر

يحب المتكبر أن يتحدث عنه الجميع حيث يحب في أي وقت يكون فيها مناقشة فيحب أن تدور ليك المناقشة حوله أثناء هذا التجمع ، كا يريد أن يكون انتباه الجميع مصوب نحوه ، وإذا كان الأمر يتعلق بموضوع عام، فهو يريد أن يوافق الجميع على رأيه.

قال تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ) (الأعراف/146) ، وقال تعالى: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (غافر/35) وقال تعالى: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (النحل/23) ، وقال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر/60). وقال - صلى الله عليه وسلم - ": يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدًا منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي " (رواه مسلم). وقال - صلى الله عليه وسلم -: " لا ينظر الله إلى رجل يجر إزاره بطرًا" (رواه البخاري). وروى مسلم في صحيحه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنـًا ونعله حسنـًا ، فقال: إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بَطَرُ الحقِّ وغمط الناس" (رواه مسلم). ومعنى بطر الحق: الاستنكاف عن قبوله ورده والنظر إليه بعين الاستصغار ، وذلك للترفع والتعاظم ، ومعنى غمط الناس: إزدراؤهم واحتقارهم. الكبر هو : بطر الحق وغمط الناس. بيان ما يتكبر به: أولاً: العلم: وما أسرع الكبر إلى بعض العلماء فلا يلبث أن يستشعر في نفسه كمال العلم ، فيستعظم نفسه ويحتقر الناس ويستجهلهم ويستخدم من خالطه منهم وقد يرى نفسه عند الله تعالى أعلى وأفضل منهم.