الصلح بين المتخاصمين من أفضل الصدقات.. وأثره كبير في تحقيق الأمن الاجتماعي

إرث قديم بجوار أحد مكاتب المحاماة كان يقف أحد الأشخاص باحثاً عن استشارة لمشكلة تعرض لها هو وإخوته الصغار في إرث قديم لوالده لم يتم توزيعه، حيث قال ملخصاً معاناته: "بعد وفاة والدي - يرحمه الله - لم نستلم إرثنا من إخوتنا الكبار الذين استولوا على حقوقنا وأخفوها عنا، وقد حاولنا أن يتم حل الموضوع ودياً وأن نحصل على حقوقنا التي استولوا عليها واستثمروها لصالحهم في تجارتهم، وبذلنا جهوداً عديدة لإصلاح ذات البين عن طريق بعض الأقارب دون جدوى". وأضاف أنَّ العديد من أقاربه - للأسف الشديد - تهرّبوا حينها وبدأوا باختلاق الأعذار الواهية، تجنباً للدخول في محاولات إصلاح ذات البين، موضحاً أنَّ منهم من كان يشير إلى أنَّه سيصلح ذات البين، وسينصح، وسيذكِّر بعاقبة أكل أموال اليتامى، إلاَّ أنَّهم رغم ذلك كانوا بعد فترة من الزمن يتهربون، ويماطلون، ويحاولون الخروج من الموضوع بشكل نهائي، لافتاً إلى أنَّ ممَّا يدعو للأسف أنَّ البعض يظن أنَّه يصلح وهو يُعطّل ويجامل ويؤخر الحصول على الحقوق ويتسبب في ضياعها. عبادة عظيمة وأوضح عبدالعزيز السعدون - مشرف التوجيه والإرشاد بتعليم الرياض - أنَّ الإصلاح بين الناس سنة جليلة وعبادة عظيمة يحبها الله - سبحانه وتعالى -، مُضيفاً أنَّ المصلح هو ذلك الذي يبذل جهده وماله وجاهه ليصلح بين المتخاصمين، مُشيراً إلى أنَّ الخلاف أمر طبيعي في البشر، ولا يسلم منه أحد، إذ انَّ خيار البشر حصل بينهم الخلاف، فكيف بغيرهم، مُبيِّناً أنَّ الله – سبحانه وتعالى - يقول: "لا خير في كثير من نجواهم، إلاَّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً".

  1. تفسير حلم الصلح بين الزوجين المتخاصمين - مقال

تفسير حلم الصلح بين الزوجين المتخاصمين - مقال

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (أنَّ زوج بَرِيَرة عبدٌ أسود يقال له مغيث ، كأنِّي أنظر إليه يطوف خلفها يبْكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ل عباسٍ: (يا عباس ، ألا تعجَب منْ حُبِّ مغيثٍ بَرِيرة ، ومن بغضِ بريرةَ مغيثً ا؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لو رَاجَعْتِه » ، قالتْ: يا رسول اللهِ تَأْمُرُني؟ قال: « إنَّمَا أنَا أَشْفَع.. » (رواه البخاري). قال ابن حجر: "( إنما أنا أشفع) أي: أقول ذلك على سبيل الشفاعة له لا على سبيل الحتم عليك"، وقال ابن بطال: "قال الطبرى: فيه من الفقه جواز استشفاع العالم والخليفة فى الحوائج والرغبة إلى أهلها فى الإسعاف لسائلها، وأن ذلك من مكارم الأخلاق ، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: ( اشفعوا تؤجروا)". جواز الكذب للإصلاح بين المتخاصمين: لأهمية الإصلاح بين الناس، أجاز النبي صلى الله عليه وسلم الكذب للإصلاح بين المتخاصمين، كأن يذكر الذي يصلح على لسان أحد المتخاصمَين مدحاً لخصمه وثناء عليه، من غير أن يكون هذا قوله حقيقة، فعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ليس بالكاذب من أصلح بين الناس، فقال خيراً، أو نَمَّى خيراً » (رواه البخاري).

انتهى. د. عن أبي خراش السلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ). رواه أبو داود ( 4915). وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" ( 2762). فهذه النصوص تدل على تحريم هجر المسلم لأخيه ، بترك السلام عليه والإعراض عنه أكثر من ثلاثة أيام ، ما لم يكن الهجر بسبب شرعي ويترتب عليه مصلحة فإنه يجوز أكثر من ثلاثة أيام. انظر السؤال ( 21878). فعليك أن تذكري المتخاصمتين بهذه الآيات والأحاديث ، وتحاولي التقريب بين وجهات النظر ، والحث على نبذ الفرقة والخلاف ، ويمكنك مخاطبة كل واحدة منهما مباشرة كما يمكنك كتابة هذه النصوص في ورقة ودفعها لهما لقراءتها. ونسال الله أن يوفقك لما فيه الخير. والله أعلم.