إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة النمل - تفسير قوله تعالى أم من يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته- الجزء رقم4

أإله مع الله الشيخ ياسر الدوسري - YouTube

االه مع الله الشريم

صلاة الفجر.. رغم أنها تصبح صعبة أحيانا في الصيف حين يقصر الليل.. إلا أنها أكثر الصلوات تزكية للنفس.. وتقوية للإيمان؛ لما فيها من تفرغ الذهن.. وهدوء البال.. وكان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة فيها.. أكثر من غيرها. – قرأ إمامنا من سورة النمل.. بدأها بالآية (59): {قل الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أم ما يشركون}، وختم الركعة الأولى بالآية (66): {بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون}، وكلما قرأ {أإله مع الله} انطلق لساني.. وقلبي: «لا إله إلا الله»، هكذا بدأ صاحبي حواره معي بعد صلاة العصر.

أإله مع الله

أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ انه الشرك بالله جل و علا, هذا التساؤل الاستنكاري الوارد من رب العزة تعالى عما يصفون, لا اله الا هو, خالق كل شيء و له الامر من قبل و من بعد. خمس تساؤلات متتالية, ملفتة للانتباه, يتبعها الاستنكار لهذا الشرك, بدفع ذاك المشرك نحو التفكر و العلم, كون كل الادلة و الدلالات على وجود الخالق المسيطر ظاهرة للعيان, واضحة متجلية في خلقنا و في ما حولنا. وردت تلك التساؤلات في سورة النمل, في اشارة للمشرك بصغره و ضعفه امام الخالق الجبار, فأين انت أيها الانسان المشرك من عظمته جل و علا! و ما هو حجمك في هذا الكون العظيم! انت لا تكاد ترى, فلما كل هذا التكبر و الغطرسه, و لما هذا العدوان و الغرور. تنصب نفسك مكان الله عز و جل لتشرع دينا باطلا موازيا لدين الحق, فتقدس المال و البشر من مخلوق او حجر, فتشرك الموجود بالواجد سبحانه و تعالى عما يشركون (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) 59 النمل. التساؤل الاول حول الابداع في خلق السماوات و الارض و جمالهما و روعتهما, و حول جمال و روعة النباتات التي اوجدها و أنبتها فجعلها مبعثا للبهجة و السعادة و السرور, بشتى الاشكال و الالوان من ثمار و زهور, مختلفا باللون و الشكل و الطعم و الرائحة, رغما انه ينبت بنفس الماء, قال تعالى (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) 60 النمل, لكن المشركين ساووا ذلك كله بما هم به مشركون.

3- وقال في الاية الثانية والستين: { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [ النمل: 62]. فهم إذا وقعوا في مأزق عظيم وانقطعت بهم السبل, لجؤوا إلي ربهم, وحتي إذا أنجاهم نسوا ربهم, وعادوا إلي ما هم عليه, كما أخبر عنهم سبحانه بقوله: { قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [40] بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ [41]} [ الانعام: 40 – 41]. وقوله: { وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ} [ الزمر: 8]. فكأنهم نسوا ما كانوا فيه من الحاجة إلي ربهم, والناسي به حاجة إلي التذكير والتذكر, فقال لهم: { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}. 4- قال تعالي: { أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ النمل: 63].