المدن - الفن السوفياتي..رسامون كبار تحايلوا على ال"جدانوفية"

بعده بمائة عام كانت الفسطاط قد أصبحت مدينة بحد ذاتها. ووصفها كتاب الجغرافيا الفارسي المُعنْون «حدود العالم» بأنها أغنى مدينة في العالم. إيلاف في

خمسة أضواء ورد وال

ثمة مجموعة - "غروب" على فايسبوك تسمّى "الفن السوفياتي"، والمقصود هنا الفن التشكيلي تحديداً، الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية. وللمناسبة، فإن الأعمال التي تعرضها المجموعة لا تنتمي، دائماً، إلى الفنانين المعروفين على المستوى الوطني الروسي والعالمي، بل إلى فنانين لا يعرفهم سوى أصحاب الإختصاص، وربما كانت هذه الخطوة إيجابية. فالفنانون "الكبار" يمكن مشاهدة أعمالهم في "غاليري بوشكين" في العاصمة موسكو، أو في "المتحف الروسي" في مدينة سان بطرسبورغ، أو في متاحف أخرى. هذا النوع من الفن كان تعرّض، إبان تلك الحقبة، إلى إنتقادات، وجرى حوله الكثير من النقاش، خارج الإتحاد السوفياتي، أكثر منه في داخله. كان النظام السوفيتي قد ترك بصمة قوية جدًا في تاريخ البلد، فقد أثر على أمور كثيرة، ومن ضمنها عالم الفن، والنتيجة هي حركة فنية خاصة جدًا تعكس أيديولوجية معروفة. نبذة عن ورد المحيسن – Ward Almuhisn. كان الأمر يتعلّق بتقديم بديل مثالي لكل شيء عرفه العالم حتى ذلك الحين. امتدت هذه الحركة طوال فترة وجود النظام السوفياتي، من انضمامه إلى سقوطه، مما جعلها مرآة تمثيلية للغاية لهذا الجزء من الماضي. وهكذا، يمكننا أن نلحظ التطورات الفنية المختلفة وهي تتزامن مع الاستيلاء على السلطة من قبل القادة الرئيسيين للكتلة السوفيتية: لينين وستالين وخروتشوف وغورباتشوف، الذين يمثل كل منهم رمزًا لفترة تاريخية معينة من الاتحاد السوفياتي.

إن الخطورة تكمن هنا في الإيحاء بأن الأعمال كلّها تتساوى، فهل يستحيل معرفة ما هو جوهر الفن، وهل يكفي أن نتساءل فقط حول الظروف التاريخية التي أوجدت الوقائع المسماة فناً". لذا، وإذا ما أخذنا بنظرية هجينيكولاو، التي نعتبرها منطقية وموضوعية، لا يمكن النظر إلى ما أنتجته الواقعية الإشتراكية من زاوية واحدة، وإدراج كل ما صُنع خلال الفترة السوفياتية تحت المنظور نفسه. وللمناسبة، ابتكر فنانون كثيرون طرقاً مجدية من أجل التعامل مع مسألة الواقعية الإشتراكية، والإلتفاف على ما يمكن أن يعرّضهم لمتاعب هم فى غنى عنها، وذلك من دون الوقوع في الشكلانية التسطيحية. هذا، مع العلم أن سبل التعبير وموضوعاته لم تكن مفروضة كقانون مبرم، بل كان الخوارج يحارَبون من خلال عدم الإعتراف بهم، ومنعهم من إقامة معارض، أو عرقلة إنتشار أعمالهم قدر المستطاع. خمسة أضواء وردپرس. إن الناظر إلى أعمال بتروف فودكين (1878- 1939) سيرى فناً رفيعاً، من حيث التأليف واللون، وملتزماً في الوقت نفسه. فلوحتا "موت الكوميسير" أو "فانتازيا"، على سبيل المثل، هما على مستوى تعبيري فائق (علماً أن اللوحة الأولى أنجزت عام 1928 ، والثانية عام 1925). أما أعمال ألكسندر ديينيكا (1899- 1969)، وخصوصاً تلك التي إتخذت من الألعاب الرياضية موضوعاً لها، فهي قائمة على أسلوب يجمع ما بين المنحى الغرافيكي واللون، معقودين على معرفة بكيفية إحداث الحركة في المتن بطريقة ذكية ومحترفة.