وبعد ذلك.. عقدت ندوة حول إيقاف القتال في إيفيان من 7 إلى 18 آذار - مارس 1962 تدارست الوفود خلالها تفاصيل الاتفاق.. وكان الانتصار حليف وجهة نظر جبهة التحرير، وتوقف القتال في 19 آذار - مارس بين الطرفين وتحدد يوم الأول من تموز لإجراء استفتاء شعبي.. فصوّت الجزائريون جماعياً لصالح الاستقلال.. وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب التحرير، بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية والاستقلال.. لماذا رفضت تركيا استقلال الجزائر ودعمت المحتل الفرنسي؟! | تركيا الآن. وبعد أن استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات سقط خلالها ما يقرب من مليون ونصف مليون شهيد. وقد صادف بدء انسحاب القوات الفرنسية في 5 تموز - يوليو 1962 في يوم دخولها 5 تموز - يوليو 1830 أي بعد 132 عاماً من الاستعمار، كما انسحبت هذه القوات من نفس المكان الذي دخلت منه إلى الجزائر في منطقة "سيدي فرج" القريبة من الجزائر العاصمة وتمّ في هذا اليوم تعيين السيد أحمد بن بيللا كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الثورة وكوادرها. يرجع الفضل في انتصار الثورة الجزائرية إلى وضوح أهداف القائمين بها والتضحيات الشعبية الهائلة التي قدمها الشعب الجزائري الذي عبأ كل طاقاته لتحقيق الانتصار، يضاف إلى ذلك الأساليب المبتكرة التي لجأ إليها المجاهدون والمجاهدات لتوجيه الضربات الأليمة لجيش متفوق في العدد والعدة.
وعسكريًا، كانت أول صفقة تسليح للجزائر من أوروبا الشرقية بتمويل مصري كامل، قدر حينها بمليوني دولار، كما خصصت مصر 75% من الأموال التي كانت تقدمها جامعة الدول العربية للثورة الجزائرية والمقدرة بـ 12 مليون جنيه سنويًا، بجانب تخصيص الدخول الأولى من تأميم قناة السويس (بلغت 3 مليارات فرنك فرنسي قديم) للكفاح الجزائري، وفق ما ذكر هيكل في كتابه. في المحصلة، فإن الاحتفاء باستقلال الجزائر ليس حكرًا على الشعب الجزائري فحسب، فالمناسبة عروبية من الطراز الأول، حتى وإن حًددت جغرافيتها، ليردد العرب جميعًا وليس الشاعر الجزائري مفدي زكريا (مؤلف النشيد الوطني) وحده، البيت الشعري الخالد "نحن ثرنا فحياة أو ممات.. وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر".
وكان الاهتمام الإعلامي القطري بالثورة الجزائرية مكثفًا، وتنقل للشعب القطري أحداث حرب التحرير الجزائرية، وتلقى محاضرات وتنظم ندوات تنشطها وفود جزائرية زارت قطر دوريًا. وخرج القطريون في الشوارع للتعبير عن فرحتهم بالانتصار عند إعلان استقلال الجزائر يقولون: تعلمنا من الثورة الجزائرية الصبر والعز والكرامة. دعم استقلال الجزائرية. وبنفس السياق، وأثناء استقباله للسيد عبد القادر قارة، سفير الجزائر بقطر سابقًا، عبّر له أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن مدى تقديره الخاص للثورة قائلًا: من ثورة الجزائر تعلمنا الصبر والكفاح، ومن ثورة الجزائر تعلمنا الاعتماد على النفس، وأتمنى لكل ثورة عربية ضد الاحتلال أن تتعلم من ثورة شعبكم. لم تدَّخر قطر جهودها في دعم مسيرة الشعوب العربية في التحرر والكفاح واستعادة الحقوق المسلوبة، سواء على المستوى الرسمي والشعبي. إنما على العكس ناصرت قضايا الجزائريين، رافضة الظلم والقهر الذي فرضته آلة المستعمر والمستبد على الشعوب الحرة، وحتى وقتنا الحاضر.
Keywords: People Morocco; Parties; Algerian Revolution; Political support. الكلمات المفتاحية المغرب; الأحزاب; الثورة الجزائرية; الدعم السياسي.