إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ (8) القول في تأويل قوله تعالى: إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) يقول تعالى ذكره: إنا جعلنا أيمان هؤلاء الكفار مغلولة إلى أعناقهم بالأغلال، فلا تُبسط بشيء من الخيرات.
فضل سورة يس وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على فضل سورة يس، فهي السورة الملقبة بقلب القرآن الكريم لاحتوائها على العديد من الفضائل التي اختصها الله عز وجل بها دونًا عن غيرها ومن فضائل السورة ما يلي: حسنا الرسول الكريم على قرأة سورة يس على الموتى لما العظيم من الأثر والفوائد عند قرأتها على الموتى أو على الإنسان وهو في حالة احتضاره، فال الرسول الكريم (" قلب القرآن يس، لا يقرئُها رجل يريد الله والدار الأخرة إلا غفر الله له، اقرأوها على موتاكم"). فمن أفضال هذه السورة العظيمة أنه عند قراءتها على الموتى تهون أهوال القبر، وتخفف من سكرات الموت، فقد روي في الحديث الشريف أن عن أبي الدرداء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال" ما من ميت يموت فيقرأ عنده يس إلا هون الله عليه). عندما يقرأها المسلم وهو لا يحمل في قلبه أذى ويريد أن ينال رضوان الله عز وجل، ومغفرته فإن الله تعالى يغفر له عندما يقرأها بقلب سليم خالصًا لوجه الله. تعالجت بسورة يس المنشاوي. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له). من فلها كذلك أنها تقضي الحاجة فمن كان له حاجة من الله تعالى ويتمنى أن تتحقق فقام وتوضأ واخلص النية لله عز وجل, امن بقدرة ومشيئته، ثم قرأ سورة يس قضي له الله تعالى حاجته.
السؤال: قال الله تعالى: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس:1-3]، فسروا لنا هذه الآية، جزاكم الله خيرًا؟ الجواب: (يس): هذه من جملة الحروف المقطعة التي ابتدأ الله بها سبحانه جملة من السور مثل: (الم - الر- المص- حم - عسق) هذه حروف مقطعة، الصواب فيها عند أهل العلم أنها لا يعرف معناها بالتعيين، ولله فيها الحكمة البالغة سبحانه وتعالى. وقال بعضهم: إن الله جعلها مفتاحاً للسور، كما جعل (الحمد لله) مفتاحاً للفاتحة، ومفتاحاً لسورة سبأ ولسورة فاطر، وجعل سبحانه وتعالى (سبحان) مفتاحاً لسورة بني إسرائيل، هو سبحانه وتعالى الحكيم العليم جل وعلا. أما قوله: (والقرآن الحكيم) فهذا قسم من الله، حلف، بالقرآن كما في سورة ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص:1].
وسواء كان الأسلوب أسلوب قصر، أو أسلوب تأكيد، فالمقصود أن الجميع محضرون إلى ربهم سبحانه، ليجازيهم على أعمالهم. كان الكفار يكذبون بالعبث والنشور، ويقولون: أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ [الرعد:5]، أي: سنرجع مرة أخرى! فيقول الله عز وجل: انظروا فيما أمامكم من الآيات. تفسير قوله تعالى: (وآية لهم الأرض الميتة... ) تفسير قوله تعالى: (وجعلنا لهم فيها جنات... ) تفسير قوله تعالى: (ليأكلوا من ثمره... ) قال سبحانه: لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ [يس:35]. أي: ليأكلوا من ثمر ما أخرجناه من الأرض، أو من ثمر العيون. وفي قوله تعالى: (من ثمره) قراءتان: قراءة الجمهور: ( من ثَمرَه), بفتح الثاء. وقراءة حمزة و الكسائي و خلف: ( ليأكلوا من ثُمره)، بضمها، وكأن الثَّمر تجمع على ثمار، ويجمع الجمع على ثُمر. العلاج عن بعد والسحر عن بعد | الشيخ الروحاني المغربي ابو انس- 212622950969+. واللام في قوله: (ليأكلوا) إما أن تكون تعليلية أو للعاقبة أي: تكون العاقبة أن يأكلوا من الثمار. قال تعالى: وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ [يس:35] قرأ الجمهور: ( وما عملته أيديهم). وقرأ شعبة عن عاصم و حمزة و الكسائي و خلف: ( وما عملت أيديهم). قد تكون (ما) نافية، فيكون المعنى: أن الله سبحانه هو الذي أخرج ذلك والتقدير: لتأكلوا هذه الثمار ولم تعمل أيديكم هذه الثمار، إنما الذي خلقها وأوجدها الرب سبحانه وتعالى، الذي أنزل الماء من السماء، وأحيا هذه الأرض.
------------------------ الهوامش: (2) البيتان من الوافر، وهما لسحيم بن وثيل الرياحي. وقد سبق الاستشهاد بهما في (14: 157) عند قوله تعالى: (سرابيل تقيكم الحرب) في سورة النحل. واستشهد بهما هنا على أن قوله: "أريد الخير أيهما يليني" أي: أي الخير والشر يلني، فاكتفى بذكر الخير وكنى عن الشر، إذ كان معلوما من السياق كما في قوله تعالى: (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا) إذ لم يصر بذكر الأيمان لأن الأيمان إنما تكون في الأغلال مع الأعناق. فاكتفى بالأغلال عن ذكر الأيمان. قال الفراء في معاني القرآن (الورقة 267) وقوله: (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان) فكنى عن هي، وهي للأيمان، ولم تذكر. وذلك أن الغل لا يكون إلا في اليمين والعنق جامعا لليمين والعنق، فيكفي ذكر أحدهما من صاحبه، ومثله قول الشاعر: "وما أدري.... تعالجت بسورة يس اسلام صبحي. " البيتين. فكنى عن الشر، وإنما ذكر الخير وحده. وذلك أن الشر يذكر مع الخير. وهي في قراءة عبد الله: (إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا فهي إلى الأذقان) فكفت من ذكر (الأعناق) في حرف عبد الله، وكفت (الأعناق) من "الأيمان" في قراءة العامة. والذقن: أسفل اللحيين.