غسان كنفاني وغادة السمان

ولكن ليس من الجائز أن تحرر نفسها من ذلك الميثاق المقدس، وتنشر رسائلهم إليها. وكأن الحُبّ يحدث من جانب واحد، على قاعدة الملكة وأسراب اليعاسيب. في هذه الحالة يمكن توجيه الاتهام لها بأنها مجرد عابثة، ولا ترقى علاقتها بأي أحد ممن كاتبوها إلى مرتبة الحُبّ. فالمنطق يحتّم إما رفض العلاقة من أساسها والامتناع عن استقبال أي رسالة بعد المكتوب الأول. أو استمراء حالة الإحساس بأنها معبودة كل الرجال. وهذا ما يوحي به إصرارها على نشر رسائل أنسي الحاج، بعد نشر رسائل غسان كنفاني. غادة السمان - ويكيبيديا. كما يمكن التقاط تلك النزعة الأنثوية المثيرة للحيرة من خلال إحدى رسائل غسان لها، حيث يقول (ما الذي حدث؟ تكتبين لكل الناس إلا لي). كما يكرر في موضع آخر التوسل ذاته (اكتبي لي. لماذا لا تكتبين؟ لماذا أيتها الشقية الحلوة؟ أتخافين مني أم من نفسك أم من صدق حروفك؟ أكتبي). الأمر الذي قد يفهم منه بأنها تتمنع عن مكاتبته وتستدرجه إلى كتابة المزيد من رسائل التذلّل. كل الدلائل تقول بأن غسان كنفاني الذي ارتضى لنفسه، حسب منطوق رسائله، أن تدرج اسمه في (قائمة التافهين) وأنه لم يُشبع نرجسيتها الأنثوية، وهو المآل الذي ينطبق على أنسي الحاج أيضاً. وذلك يعني أن كل عشاقها، بما في ذلك طابور العشاق اللامعلن عنهم لم يتمكنوا من تخليدها كمحبوبة، إذ لم يجن بها أي أحد على طريقة (مجنون ليلى) أو (مجنون إلزا).

  1. غسان كنفاني وغادة السمان.. قصة حب لم تنته - بوابة الشروق
  2. غادة السمان - ويكيبيديا
  3. رساله غاده السمان لغسان كنفانى - بوابة الحوار الدولية

غسان كنفاني وغادة السمان.. قصة حب لم تنته - بوابة الشروق

من الواضح أنها أرادت كل ذلك الكم من الرسائل لتستخدمها كدليل على إحساسها بالمرغوبية، وأنها مشروع حُبّ مفتوح لكل من يريد أن يتبتل في معبدها، وربما هي كما قال غسان كنفاني (لا تستطيع أن تردم الهوة بينها وبين العالم إلا بالرجال) ولذلك هي تطرب لسماع أنسي الحاج وهو يقول (أحب أن أحبك لأنك تمثلين في نظري خشبة الخلاص الوحيدة الممكنة أو اللاممكنة). كما تنتشي لسماع غسان كنفاني وهو يهمس لها (أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب في الصورة التي تشائين). وإذا كانت رسائل غسان تفصح عن علاقة مديدة ومكاتبات طويلة فإن رسائل أنسي لا تقول شيئاً عن الحُبّ. والأهم أنها (ضد أخذ العلاقة إلى مداها) و(أن الرفض كان أكثر من القبول) كما أفصحت إحدى رسائل غسان. تماماً كما عبر أنسي الحاج عن سماكة الجدار العاطفي بينهما ورفضها المغلف بالعبث (أعتقد أنني سأقول لك شيئًا واضحًا. رساله غاده السمان لغسان كنفانى - بوابة الحوار الدولية. وقبل كل شيء، هذا: إنني بحاجة إليك. إذا ضحكت الآن بينك وبين نفسك سخرية من هذه العبارة، فسيكون معناه أنك لا تحترمين مأساتي. ولن أغفر لك ذلك أبدًا. تتذكرين دون ريب أنك ضحكت مرة بمرارة، وانتقام دفين، وشك وسخرية). ليست هذه قصة الحُبّ التي تلقي الضوء على عواطف المثقفين.

غادة السمان - ويكيبيديا

مثَّل غسان دور العاشق الولهان، الذي يحاول بشتَّى الوسائل الحصول على محبوبته وجذبها كما تجذب النار الفراشة، ليحترق بها ويحترقا معًا احتراقًا لذيذًا شهيًّا، وهو الذي كان يقول لها: "المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض". وكان يقول أيضًا: "أنت في جلدي وأحسك مثلما أحس فلسطين، ضياعهما كارثة بلا أي بديل! " ومثَّلت غادة دور المرأة المتمنِّعة التي كلَّما استعصت على الرجل زاد الرجل عنادًا ومحاولات للحصول عليها، وقد أحسنت هذا الدور، ولم تكن تتوقع بوليسيّة المشهد التي كانت بانتظارها والتي صدمتها كما صدمت كلَّ العالم العربي بخبر استشهاد غسان عام 1972م، لتُختتم قصة الحب الأسطورية بينهما، ولتبقى غادة حتَّى اليوم تناشد أهل غسان أن يكشفوا عن كثير من الرسائل الضائعة التي أرسلتها هي إليه، بعد أن كشفت هي عن رسائله كلِّها وتمّ طباعتها مع ما احتفظت غادة به من رسائل ونُشرت في العالم العربي كلِّه. غسان كنفاني وغادة السمان.. قصة حب لم تنته - بوابة الشروق. [٣] مقتطفات من رسائل غسان كنفاني لغادة السمان رسائل غسان كنفاني لغادة السمان التي نشرتها غادة السمان بعد وفاة الروائي والقاص الفلسطيني غسان كنفاني في بيروت، أثبتت للعالم كلِّه إنَّ الحب قيمة إنسانية أدبية كبيرة، ومن وقع فيها فقد شعر بمعنى الحياة الرئيس، وهذه الفكر تؤكِّدها هذه المقتطفات من رسائل غسان كنفاني لغادة السمان: [٣] "لا تكتبي لي جوابًا، لا تكترثي، لا تقولي شيئًا، إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجئه الوحيد، وسأظلّ أعود: أعطيك رأسي المبلل لتجفيفه بعد أن اختار الشقي أن يسير تحتَ المزاريب".

رساله غاده السمان لغسان كنفانى - بوابة الحوار الدولية

[٢] أمّا غادة السمان فقد بررت نشرها لتلك الرسائل لما تحويه من أسلوب أدبي رائع، إذ تُؤكّد في الصفحات الأولى من الكتاب على عهد بينها وبين غسان حول نشر هذه الرسائل، إذ إنّه بعد مفارقة أحدهما الحياة، يتكفّل الطرف الآخر بنشرها كنموذج للتعبير عن الحب الذي يسعى له الكثيرون. [٢] كما أنّنا نلحظ في هذه الرسائل وجهًا آخر لغسان العاشق المحب الضعيف المنهزم المعذب بنار الهوى، كما يُذكر تعرضه للسخرية من قِبَل أصدقائه؛ بسبب حبه لغادة من طرفٍ واحد، وعدم اكتراثها واهتمامها بشعوره، إذ في معظم رسائله لغادة يُردد دائمًا عبارة "اكتبي لي، أرجوكِ"، "اكتبي لي الآن"، [٢] ومن هذه الرسائل ما يأتي: "متى سترجعين؟ متى ستكتبين لي حقاً؟ متى ستشعرين أنّني أستحقك؟ إنّني انتظرت، وأنتظر وأظل أقول لك: خذيني تحت عينيك". [٣] سأظل أكتب لك. سأظل. وسأظل أُحبك. وستظلين بعيدة.. وستظل قدمي تنتفض باتجاه مكبح السيارة كلما مررت في رأس النبع وشهدت سيارتك واقفة هناك على الرصيف.. أنتِ تسكنين فيّ. أنتِ. وليس "كلماتك" كما كتبت لي. أنتِ! ". [٤] "أنتِ في جلدي، وأحسكِ مثلما أحس فلسطين: ضياعها كارثة بلا أيّ بديل". [٥] "أنتظرك. أنتظرك. وأفتقدك أكثر مما في توق رجل واحد أن يفتقد امرأة واحدة، وأحبك، ولن أترك أبدًا سمائي التي تحدثت عنها "تفجر الثلوج"، إنّني فخور بآثار خطواتنا ولا أُريد لشيء، حتى السماء، أن تكنسها".

غادة السمان معلومات شخصية الميلاد سنة 1942 (العمر 79–80 سنة) [1] [2] [3] [4] دمشق ، سوريا مواطنة سوريا الزوج بشير داعوق الأولاد حازم الأب أحمد السمان أقرباء نزار قباني الحياة العملية النوع روائية وصحفية المدرسة الأم الجامعة الأميركية في بيروت جامعة دمشق المهنة أديبة اللغات العربية بوابة الأدب تعديل مصدري - تعديل غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة و أديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري و ليلى بعلبكي ، لكن غادة استمرت واستطاعت أن تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الإطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية. طفولتها وتعلميها [ عدل] ولدت غادة في دمشق لأسرة شامية برجوازية؛ والدها هو الدكتور أحمد السمان الذي كان رئيس للجامعة السورية وشغل منصب وزير التعليم في سوريا لفترة من الوقت، وتأثرت به كثيرًا بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبًا للعلم والأدب العالمي ومولعًا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادًا متعددة ومتنوعة.

وهذا يحدث معي لأول ‏مرة في عمري التعيس كله. لماذا أنت معي هكذا. إنني أفكر بك ليل نهار، أحياناً أقول إنني سأخلصك مني ويكون ‏قراري مثل قرار الذي يريد أن يقذف نفسه في الهواء، أحياناً أقول أنني سأتجلد، إنني، كما توحين لي أحياناً، أريد أن ‏أدافع وأهاجم وأغير أسلوبي، أحياناً أراك: أدخل إلى بيتك فوق حطام الباب وأضمك إلى الأبد بين ذراعي حتى ‏تتكونا من جديد، عظماً ولحماًودماً، بحجم خاصرتك.. ولكنني في أعماقي أعرف أن هذا لن يحدث وأنني حين ‏أراك سأتكوم أمامك مثل قط أليف يرتعش من الخوف…فلماذا أنت معي هكذا؟ أنت تعرفين أنني أتعذب وإنني ‏لا أعرف ماذا أريد. تعرفين إنني أغار، وأحترق وأشتهي وأتعذب. تعرفين أنني حائر وإنني غارق في ألف شوكة ‏برية.. تعرفين.. ورغم ذلك فأنت، فوق ذلك كله، تحولينني أحياناً إلى مجرد تافه آخر، تُصَّغرين ذلك النبض القاتل ‏الذي يهزني كالقصبة، معك وبدونك. أحياناً تأخذينني على محمل أقل ذكاء مما ينبغي. من الذي رأيتُه، أيتها ‏الغالية، في الثامنة والنصف من آخر ليلة كنتِ فيها في بيروت؟إنه شيء تافه وصغير ولكن يبدو أنني أحياناً ‏أتوقف لأقتلع من راحة يدي شوكة في حجم نصف دبوس.. ألا تفهمين أن هذا الذي ينبض داخل قميصي هو ‏رجل شرقي خارج من علبة الظلام؟حتماً تعرفين.