قصة قصيدة – أبي العتاهية التي أبكت هارون الرشيد – – E3Arabi – إي عربي

و كان يعجب بها المهدي و تلقى اشعار أبو العتاهية استحسان كل من يسمعها، و عند قدوم هارون الرشيد ليسمع شعر أبو العتاهية، كان في وقتها اعرض عن الشعر و عندما طلب منه هارون الرشيد أن يقول بعض من أشعاره، رفض مما جعل هارون الرشيد يأمر بحبس أبو العتاهية في منزل حتى يعود إلى الشعر، و بعدها عاد للشعر و مدح هارون الرشيد في أشعاره، و قد توفى ابو العتاهية في عام ٢١١، في وقت خلافة المأمون و كان يملك الكثير من المال، و لكن كان يتمسك بالزهد الشديد في الحياة و البخل و الحرص الشديد أيضاً عند إنفاق الأموال.

  1. مظاهر التجديد في شعر ابو العتاهية

مظاهر التجديد في شعر ابو العتاهية

فقال له رجلٌ في مجلسِه: ما هذا الشِّعر بمُستحقٍّ لما قلتَ! قال: ولِمَ؟ قال: لأنَّه شعرٌ ضعيف! فقال ابن الأعرابيُّ -وكان فيه حِدَّة-: الضَّعيفُ -واللهِ- عقلكَ! لأبي العتاهية تقول: (ضعيف الشعر)! ؟ واللهِ؛ ما رأيتُ شاعرًا قطُّ أطبع، ولا أقدرَ على بيتِ شعرٍ منه، ولا أحسبُ مذهبَه إلا ضربًا مِن السِّحر. ثم أنشد له، وقال: قطعتُ منكِ حبائلَ الآمالِ /// وحطَطتُ عن ظهرِ المطيِّ رحالي ووجدتُ بَرد اليأسِ بين جوانحي /// فأرحتُ نفسي من عُرى الترحالِ قستُ السُّؤالَ فكان أعظمَ قيمةً /// مِن كلِّ عارفةٍ أتتْ بسؤالِ فإذا ابتُليتَ ببذلِ وجهِكَ سائلًا /// فابذُلهُ للمُتكرِّمِ المِفضالِ وإذا خشيتَ تَعَذُّرًا في بلدةٍ /// فاشدُدْ يدَيكَ بعاجِلِ الترحالِ واصبِرْ على نكدِ الزَّمانِ فإنَّما /// فرجُ الشَّدائدِ مثلُ حلِّ عِقالِ ثم قال للرجلِ: أتعرفُ أحدًا يقول مثلَ هذا الشِّعر؟ فقال له الرجلُ: يا أبا عبد الله! قصيدة شهدت قريش والقبائل كلها - أبو العتاهية. جعلني اللهُ فداءَك؛ إني أردُدْ عليكَ ما قلتَ، ولكن الزُّهد مذهب أبي العتاهية، وشعره في المديحِ ليس كشِعره في الزُّهد. فقال ابنُ الأعرابي: أليس هو القائلُ في المديح: [الطويل] وهارونُ ماءُ المُزنِ يُشفى به الصَّدى /// إذا ما الصَّدِي بالرِّيقِ غصَّتْ حناجرُهْ وأوسطُ عِزٍّ في قُريشٍ لَبيتُهُ /// وأوَّل عزٍّ في قريشٍ وآخرُهْ وزحفٍ له تَحكي البُروقَ سيوفُه /// وتَحكي الرُّعودَ القاصِفاتِ حوافرُهْ إذا حمِيَتْ شمسُ النَّهارِ تضاحكتْ /// إلى الشمسِ فيه بيضُهُ ومغافِرُهْ إذا ذُكر الإسلامُ يومًا بنكبةٍ /// فهارونُ مِن بين البريَّةِ ناصرُهْ ومَن ذا يفوتُ الموتَ والموتُ مُدركٌ /// كذا لم يَفُتْ هارونَ ضدٌّ ينافرُهْ فقال له [الرجلُ]: القول ما قلتَ، وما كنتُ سمعتُ له بهذين الشِّعرَين!

أبو العتاهية إسماعيل رسمٌ تخيُّليّ لِلشاعر العربي أبي العتاهية.