حكم الشرك الاكبر

السبت 09/أبريل/2022 - 04:38 ص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف: إن السابع من رمضان 361هـ سيظل ذكرى عطرة؛ حيث شَهِدَ ميلاد مؤسسة من أعظم المؤسسات الدينية والتعليمية، وهي الأزهر الشريف. وكتب شيخ الأزهر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "سيظل السابع من رمضان 361هـ ذكرى عطرة ليوم تاريخي محفور في عقول وأذهان المسلمين وأهل العلم في كل زمان ومكان؛ ذلك أنه شَهِدَ ميلاد مؤسسة من أعظم المؤسسات الدينية والتعليمية، وهي الأزهر الشريف، وستظل بإذن الله إلى يوم الدين منارةً سامقةً لنشر الوسطية والاعتدال وعلوم الإسلام".

ذكرى عطرة ليوم تاريخي.. شيخ الأزهر يتحدث عن السابع من رمضان

فبعض الناس أهل كذب وخيانة يرمون أئمة الإسلام بما ليس فيهم ويغتر بكلامهم الجُهَّال الذين لا يتقون الله ولا ينظرون ولا يبحثون، ولو نظروا لعلموا، ولربما لو منَّ الله عليهم بقبول الحق لتركوا ما هم فيه من بدع. ٥- أن النجاة في اتِّباع الكتاب والسنة، والانقياد لهما، ولا نجاة في غير ذلك. ٦- أن البدعة ينكرها العقل ويردها النقل؛ لكن الهوى قد يغلب فيطمس على القلب فلا يعرف حقًّا ولا يرد منكرًا، وهي أخطر من المعاصي، نسأل الله العافية. وللحديث بقية بإذن الله. وفَّقنا الله وإياكم لمرضاته، ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بمناسبة قرب حلول شهر رمضان. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [1] انظر ترجمته في: الأعلام (٧ /١٧٤)، أعلام المكيين (١ /٥٨١). [2] الثمر الينيع (١٧٠ ،١٧١)، الإجازة العلمية في نجد (٤ /١٠٨٩ ،١٠٩٠).

وقضاء رمضان يحتاج لمن أراد صيامه أن يبيت النية من الليل، ويكفيه أن يقوم ليتسحر ولو على شربة ماء ناوياً القضاء. ولا يجوز لمن دخل في صيام القضاء أن يفطر إلا من عذر كسفر أو مرض لأن بعض الناس يتساهل في ذلك ويحسب أنه لا حرج عليه. وبعض الناس يقول لمن صام وحصل نزهة أو مناسبة أفطر وصم يوماً آخر، وهذا خطأ ينبغي عدم الوقوع فيه لأن فيه مخالفة ظاهرة، فالقضاء إذا نوى المسلم صيامه لا يجوز له الفطر فيه كرمضان إلا من عذر كما ذكرنا، وأما التطوع فيجوز له أن يفطر ولا قضاء عليه لأن الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر. ذكرى عطرة ليوم تاريخي.. شيخ الأزهر يتحدث عن السابع من رمضان. وتقديم القضاء على صيام ست من شوال فيه سرعة براءة الذمة حيث قد يعرض للمسلم والمسلمة ظروف لا يستطيعون معها قضاء الصيام مستقبلاً. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:[سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم](الحديد). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين، أكرمنا بطاعته ووعد عليها بعظيم فضله وجنته، والصلاة والسلام على قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن مما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وحث عليه اتباع صيام رمضان بصيام ست من شوال فقال صلى الله عليه وسلم:(من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كمن صام الدهر كله)(رواه مسلم).

نجيب المار - شبكة الألوكة - الكتاب والمفكرون

وهذا الحديث فيه دلالة عظيمة على عظمة فضل الله تعالى حيث جعل صيام رمضان وست من شوال بأجر صيام سنة كاملة فلله الحمد والمنَّة. ونسأله سبحانه العون والمزيد من فضله. وصيام ست من شوال لا يحتاج إلى نية من الليل في أصح قولي العلماء، وإذا أصبح المسلم ولم ينو الصيام بالليل جاز له الصيام من النهار في أي وقت إذا كان لم يأكل أو يشرب. ويجوز لمن صام الست من شوال أن يفرد يوم الجمعة بيوم منها ولا حرج في ذلك إن شاء الله. ومن الناس من يقول: إن صيام ست من شوال بدعة، وهذا يدل على ضعف النفس عن الطاعة، وهذا الكلام منافٍ للحديث الصحيح المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كمن صام الدهر كله)(رواه مسلم)، فينبغي على المسلم أن يتحرى ما يقوله كي لا يقع في الإثم العظيم، قال تعالى:[أتقولون على الله ما لا تعلمون](الأعراف). ومن لم يرغب في صيام هذه الست فلا يكون سبباً في منع غيره من صيامها، فالتطوع أجره عظيم، ويكفي فخراً من صام الست من شوال وغيرها من صيام التطوع هذا الحديث العظيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله تعالى قال:… وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)(رواه البخاري).

شرك الرجل الذي جاد سيدنا إبراهيم والذي وصف نفسه ببعض صفات الله، والذي جاء ذكره في سورة البقرة الآية رقم 258: {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ}. الشرك في الألوهية يكون الشرك في عبادة الله عز وجل حتى إذا كان الشخص يعتقد بالأسماء والصفات ويثبتها لله سبحانه وتعالى. فيكون الإنسان يؤمن أن الله وحده لا شريك له ولكنه غير قادر على النفع والضرر أو المنع والإعطاء. يعد هو أكثر أنواع الشرك الأكبر انتشارًا بين الناس. ومن دلائله قوله تعالى في الحديث القدسي: {أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملًا أشرك معي فيه غيري فهو للذي أشرك به، وأنا منه بريء}. ينقسم الشرك في الألوهية إلى 3 أقسام: الاعتقاد بوجود شريك لله في الألوهية: وهو الاعتقاد أنه يوجد مع الله من يستحق العبادة، ومن أمثلته: التسمية باسم يدل على الاعتقاد بعبادة غير الله مثل عبد الرسول وعبد الحسين. إنكار أحد العبادات على الله: يقصد بالعبادات هنا العبادات القلبية _ العملية _ القولية _ المالية. وهو عبارة عن أمرين هما: الشرك في أدعية السؤال والدعاء إلى غير الله، وذلك لأن الله وحده هو المستحق وحده بالدعاء كما جاء في قولته تعالي في سورة غافر الآية رقم 60: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.

رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بمناسبة قرب حلول شهر رمضان

والله أعلم.
وهنا وقفات: ١- أن الرجل قد يقرأ كتب السنة ولا يهتدي للحق ولا يمتدح بذلك؛ لأنه ربما قرأها لمجرد القراءة أو لتحصيل مكانة، أو إجازة وعلو بلا فهم أو عمل، وهذا قد يتركه أهل العلم لأجل سعيهم للعلم الحقيقي النافع وليس فقط مجرد النظر في الكتب. وهذا من قوله أعلاه: "ولم أتلقَّ عنهم شيئًا؛ لأني لم أرَ أحدًا منهم يشتغل بعلم الأثر إلا قراءة تبرُّك على نمط ما يقرؤه المقلدون الذين يقرؤون الحديث ثم لا يعملون به". ٢- أن القارئ للسنة غير العامل بها مذمومٌ عند أهل الحق، كما أن حامل القرآن غير العامل به والتارك لأحكامه مذمومٌ عندهم. ٣- أن الرجل قد يحصل علمًا، ويعرف بذلك لكنه يتبع هواه ويقدم أقوال الرجال فيزيغ، وكثير من الرجال عرَفه الناس بالعلم وكان صاحب بدعة أو واقعًا في الشرك، نسأل الله السلامة، ولتنظر في كلام الشيخ عن بعض آل الكتاني وقد مدحهم في بداية كلامه بأنهم أهل علم ومعرفة، ثم بين كيف هو حالهم من اتِّباع شياطين الإنس من أهل الطرق الضالة، وكيف يعتقدون ما لا يوافق النقل أو العقل، وهذا وهو لم يكن قد تخلص من رواسب التصوف بعد، نسأل الله السلامة. فليس كل عالم موفق، ولا كل من حصل علمًا انتفع به، وكم من مكثر من حجج الله عليه وهو في غفلة!