تفسير سورة الحاقة السعدي

اختر رقم الآية قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأۡخُذَ إِلَّا مَن وَجَدۡنَا مَتَـٰعَنَا عِندَهُۥۤ إِنَّـاۤ إِذࣰا لَّظَـٰلِمُونَ ﴿٧٩﴾ تفسير السعدي سورة يوسف فـ {قَالَ} يوسف {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} أي: هذا ظلم منا، لو أخذنا البريء بذنب من وجدنا متاعنا عنده، ولم يقل "من سرق" كل هذا تحرز من الكذب، {إِنَّا إِذًا} أي: إن أخذنا غير من وجد في رحله {لَظَالِمُونَ} حيث وضعنا العقوبة في غير موضعها.

  1. سورة الحاقة تفسير السعدي الآية 1

سورة الحاقة تفسير السعدي الآية 1

وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر أي: قوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من صوت الرعد القاصف عاتية أي: عتت على خزانها، على قول كثير من المفسرين، أو عتت على عاد وزادت على الحد كما هو الصحيح. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما أي: نحسا وشرا فظيعا عليهم فدمرتهم وأهلكتهم، فترى القوم فيها صرعى أي: هلكى موتى كأنهم أعجاز نخل خاوية أي: كأنهم جذوع النخل التي قد قطعت رءوسها الخاوية الساقط بعضها على بعض. فهل ترى لهم من باقية وهذا استفهام بمعنى النفي المتقرر.

أما الذين آمنوا بالله وعملوا بما أمروا به فجزاؤهم جنات يأوون إليها, ويقيمون في نعيمها ضيافة لهم; جزاء لهم بما كانوا يعملون في الدنيا بطاعته. وأما الذين خرجوا عن طاعة الله وعملوا بمعاصيه فمستقرهم جهنم, كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها, وقيل لهم -توبيخا وتقريعا-: ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون في الدنيا. ولنذيقن هؤلاء الفاسقين المكذبين من العذاب الأدنى من البلاء والمحن والمصائب في الدنيا قبل العذاب الأكبر يوم القيامة, حيث يعذبون في نار جهنم; لعلهم يرجعون ويتوبون من ذنوبهم. ولا أحد أشد ظلما لنفسه ممن وعظ بدلائل الله, ثم أعرض عن ذلك كله, فلم يتعظ بمواعظه, ولكنه استكبر عنها, إنا من المجرمين الذين أعرضوا عن آيات الله وحججه, ولم ينتفعوا بها, منتقمون. ولقد آتينا موسى التوراة كما آتيناك القرآن يا محمد, فلا تكن في شك من لقاء موسى ليلة الإسراء والمعراج, وجعلنا التوراة هداية لبني إسرائيل, تدعوهم إلى الحق وإلى طريق مستقيم. وجعلنا من بني إسرائيل هداة ودعاة إلى الخير, يأتم بهم الناس, ويدعونهم إلى التوحيد وعبادة الله وحده وطاعته, وإنما نالوا هذه الدرجة العالية حين صبروا على أوامر الله, وترك زواجره, والدعوة إليه, وتحمل الأذى في سبيله, وكانوا بآيات الله وحججه يوقنون.