فتاوى ابن تيمية

وهذا القول سهل على الرافضة ؟ الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان; فتكفير يزيد أسهل بكثير. ( والطرف الثاني يظنون أنه كان رجلا صالحا وإمام عدل وأنه كان من " الصحابة " الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحمله على يديه وبرك عليه وربما فضله بعضهم على أبي بكر وعمر. وربما جعله بعضهم نبيا ويقولون عن " الشيخ عدي " أو حسن المقتول - كذبا عليه - إن سبعين وليا صرفت وجوههم عن القبلة لتوقفهم في يزيد. تحميل كتاب مجموعة فتاوى ابن تيمية - كتب PDF. وهذا قول غالية العدوية والأكراد ونحوهم من الضلال. فإن الشيخ عديا كان من بني أمية وكان رجلا صالحا عابدا فاضلا ولم يحفظ عنه أنه دعاهم إلا إلى السنة التي يقولها غيره كالشيخ " أبي الفرج " المقدسي فإن عقيدته موافقة لعقيدته; لكن زادوا في السنة أشياء كذب وضلال من الأحاديث الموضوعة والتشبيه الباطل والغلو في الشيخ عدي وفي يزيد والغلو في ذم الرافضة بأنه لا تقبل لهم توبة وأشياء أخر. وكلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل وعلم بالأمور وسير المتقدمين; ولهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة ولا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأي وخبرة. [ ص: 483] ( والقول الثالث: أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافرا; ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع " الحسين " وفعل ما فعل بأهل الحرة ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.

مجموع فتاوى ابن تيمية الشاملة الحديثة

[ ص: 405] ( فصل): وكذلك يجب الاقتصاد والاعتدال في أمر " الصحابة " و " القرابة " - رضي الله عنهم - فإن الله تعالى أثنى على أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم من السابقين والتابعين لهم بإحسان. مجموع فتاوى ابن تيمية الشاملة الحديثة. وأخبر أنه رضي عنهم ورضوا عنه; وذكرهم في آيات من كتابه; مثل قوله تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} وقال تعالى: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}. وفي الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه}. وقد اتفق أهل السنة والجماعة على ما تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي [ ص: 406] طالب - رضي الله عنه - أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما واتفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة عثمان بعد عمر رضي الله عنهما وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم تصير ملكا} وقال صلى الله عليه وسلم { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة}.

مجموع فتاوى ابن تيمية الشاملة

[ ص: 481] قال شيخ الإسلام رحمه الله - فصل. افترق الناس في " يزيد " بن معاوية بن أبي سفيان ( ثلاث فرق: طرفان ووسط.

فيزيد عند علماء أئمة المسلمين ملك من الملوك. لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله; ولا يسبونه ، فإنهم لا يحبون لعنة المسلم المعين; لما روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه { أن رجلا كان يدعى حمارا وكان يكثر شرب الخمر وكان كلما أتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضربه. فقال [ ص: 413] رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله}. ومع هذا فطائفة من أهل السنة يجيزون لعنه لإنهم يعتقدون أنه فعل من الظلم ما يجوز لعن فاعله. أشهر 17 فتوى لـ ابن تيمية.. تعرف عليها - اليوم السابع. وطائفة أخرى ترى محبته لأنه مسلم تولى على عهد الصحابة; وبايعه الصحابة. ويقولون: لم يصح عنه ما نقل عنه وكانت له محاسن أو كان مجتهدا فيما فعله. والصواب هو ما عليه الأئمة: من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن. ومع هذا فإن كان فاسقا أو ظالما فالله يغفر للفاسق والظالم لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة. وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له} وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية وكان معه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه.