إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة فاطر - قوله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا - الجزء رقم11

[ و] رواه ابن جرير من طرق ، عن عوف ، به. ثم قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، أخبرنا حميد ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه أن ابن عباس سأل كعبا عن قوله: ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) إلى قوله: ( بإذن الله) قال: تماست مناكبهم ورب كعب ، ثم أعطوا الفضل بأعمالهم. ثم قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد ، حدثنا الحكم بن بشير ، حدثنا عمرو بن قيس ، عن أبي إسحاق السبيعي في هذه الآية: ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الآية ، قال أبو إسحاق: أما ما سمعت منذ ستين سنة فكلهم ناج. ثم قال: حدثنا ابن حميد ، حدثنا الحكم ، حدثنا عمرو ، عن محمد بن الحنفية قال: إنها أمة مرحومة ، الظالم مغفور له ، والمقتصد في الجنان عند الله ، والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة فاطر - الآية 32. ورواه الثوري ، عن إسماعيل بن سميع ، عن رجل ، عن محمد بن الحنفية ، بنحوه. وقال أبو الجارود: سألت محمد بن علي - يعني الباقر - عن قوله: ( فمنهم ظالم لنفسه) فقال: هو الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا. فهذا ما تيسر من إيراد الأحاديث والآثار المتعلقة بهذا المقام. وإذا تقرر هذا فإن الآية عامة في جميع الأقسام الثلاثة من هذه الأمة ، فالعلماء أغبط الناس بهذه النعمة ، وأولى الناس بهذه الرحمة ، فإنهم كما قال الإمام أحمد ، رحمه الله: حدثنا محمد بن يزيد ، حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة ، عن قيس بن كثير قال: قدم رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء - وهو بدمشق - فقال: ما أقدمك أي أخي ؟ قال: حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  1. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة فاطر - الآية 32

القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة فاطر - الآية 32

السيد الحسيني عضو ذهبي التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 17-05-2014, 08:58 PM. [ الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ] { نهج البلاغة}
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) هذه الآية مشكلة; لأنه قال جل وعز: اصطفينا من عبادنا ثم قال: فمنهم ظالم لنفسه وقد تكلم العلماء فيها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. قال النحاس: فمن أصح ما روي في ذلك ما روي عن ابن عباس فمنهم ظالم لنفسه قال: الكافر; رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أيضا. وعن ابن عباس أيضا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال: نجت فرقتان ، ويكون التقدير في العربية: فمنهم من عبادنا ظالم لنفسه; أي كافر. وقال الحسن: أي فاسق. ويكون الضمير الذي في يدخلونها يعود على المقتصد والسابق لا على الظالم. وعن عكرمة وقتادة والضحاك والفراء أن المقتصد المؤمن العاصي ، والسابق التقي على الإطلاق. قالوا: وهذه الآية نظير قوله تعالى في سورة الواقعة وكنتم أزواجا ثلاثة الآية. قالوا وبعيد أن يكون ممن يصطفى ظالم. ورواه مجاهد عن ابن عباس. قال مجاهد: فمنهم ظالم لنفسه أصحاب المشأمة ، ومنهم مقتصد أصحاب الميمنة ، ومنهم سابق بالخيرات السابقون من الناس كلهم.