حكم عباد القبور وهل يعذرون بالجهل؟

وقد أنكر ذلك العلماء، وأطال في ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم في كتابه إغاثة اللهفان، وأطال غيره فيها من أهل العلم وبينوا بطلان ذلك وأن هذا منكر عظيم يجب تركه، ولا يجب أن يسمى هؤلاء علماء ليسوا بعلماء هؤلاء، بل هؤلاء جهال في الحقيقة، وليسوا بعلماء بل أضلوا الناس ولبسوا على الناس، فلا يجوز اتباعهم في هذا الأمر، ولا تقليدهم في هذا الأمر بل يجب أن ينصحوا وأن يوجهوا إلى الخير، وأن يحذروا من هذه البدعة المنكرة. وأشنع من هذا وأكبر دعاؤهم الأموات والاستغاثة بالأموات، هذا شرك أكبر، هذا شرك الجاهلية شرك أبي جهل وأشباهه، دعاء الأموات كـالعيدروس أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو البدوي أو الحسين أو غيرهم من الناس هذا شرك أكبر، هذا مثل فعل المشركين الأولين مع اللات ومع العزى، ومثل فعل النصارى مع عيسى وغيرهم فهذا شرك أكبر. حقيقة منهج الصوفية. فإذا قال: يا سيدي فلان! اشف مريضي، أو رد علي غائبي، أو اقض حاجتي، أو أنا في حسبك، أو المدد المدد يا سيدي! سواء كان هذا مع النبي عليه الصلاة والسلام أو مع الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أو مع الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو مع العيدروس أو مع البدوي، أو مع الست نفيسة أو الست زينب أو غيرهم ممن اشتهروا في مصر وغيرها، وفي الجنوب العيدروس وناسا آخرين، وفي العراق الجيلاني وأناساً آخرين.

  1. حقيقة منهج الصوفية
  2. الطرق الصوفية في ميزان الشرع

حقيقة منهج الصوفية

تاريخ النشر: الخميس 10 رجب 1430 هـ - 2-7-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 124378 47284 0 341 السؤال كنا نتناقش أنا وصديق لي في مسألة الصوفية والفرق الإسلامية المتعددة فكان رأيي أن مذهب أهل السنة والجماعة هو فقط الصواب، وهو يقول إن هناك بعض الفرق الموجودة حالياً أيضا على صواب وما يفعلونه جائز مثل بعض أصحاب الطرق الصوفية ،وحاولت إقناعه أن كل هذه المسائل تعد من البدع على الأقل أن يسمي الشخص نفسه جعفريا أو شاذليا أو غير ذلك لأنه ببساطه لم يسم أي أحد نفسه ـ مع الفارق طبعاًـ محمديا أو صديقيا أو عمريا في عهد الصحابة أو التابعين, وعجزت عن إقناعه لأنه متشبث برأيه بشكل غريب. فهل من الممكن أن توجهوا لي وله كلمة تبينوا لنا فيها من المصيب ومن الخطأ ولماذا ؟ وجزاكم الله كل الخير. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالجواب قد حسمه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: وتفترق أمتي على ثلاث و سبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة، ما أنا عليه و أصحابي. الطرق الصوفية في ميزان الشرع. رواه الترمذي وحسنه الألباني. قال المناوي في فيض القدير: ما أنا عليه من العقائد الحقة والطرائق القويمة وأصحابي فالناجي من تمسك بهديهم واقتفى أثرهم واقتدى بسيرهم في الأصول والفروع.

الطرق الصوفية في ميزان الشرع

السؤال: سماحة الشيخ! نبدأ هذا اللقاء بسؤال من الأخ السائل باسم الأمين، الحقيقة له سؤال في العقيدة يحتاج منا إلى التفصيل -جزاكم الله خيرًا- يقول في هذا السؤال: سماحة الشيخ! في بلادنا ضل الكثير بسبب الطرق الصوفية حيث يعبدون القبور، ويدعون غير الله، ومنهم حفظة لكتاب الله، وأئمة للمساجد، سؤالي يتكون من فقرات سماحة الشيخ: هل هؤلاء كفار بسبب ارتكابهم للشرك، وبعدم معرفتهم للتوحيد إذا كانوا يجهلون معنى لا إله إلا الله، وهل يعذرون بالجهل، أم هم كفار؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال، وبقي لي فقرات، تفضل سماحة الشيخ. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد دل الكتاب العزيز والسنة المطهرة على بيان توحيد الله -جل وعلا- وعلى أنواع الشرك الأكبر، فمن تلبس بالشرك من سائر الناس وهو بين المسلمين ممن بلغه القرآن والسنة؛ فإنه يحكم عليه بالشرك، قال الله -جل وعلا-: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19] وقال الله -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [المائدة:67] وقال -جل وعلا-: فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ [الرعد:40].

كل هذا من الشر العظيم، وكل هذا مما أحدثه الجهال وأشباه الجهال، فدعوة الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم والذبح لهم هذا من الشرك الأكبر بإجماع أهل العلم، يقول الله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي [الأنعام:162] يعني: قل يا محمد! للناس: إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي (يعني: ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:162-163] فجعل الصلاة لله والذبح لله (لا شريك له) وقال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1] فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] فالصلاة لله والذبح لله، فمن صلى لغير الله كفر وهكذا من ذبح لغير الله، وقال جل وعلا: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] فنهى أن يدعى مع الله أحد، وقوله: (أحداً) يعم الأنبياء والأولياء وغيرهم، نكرة في سياق النهي تعم الناس كلهم وتعم الخلائق.