هل تتحقق السنة بطلب الطعام لأهل الميت من المطعم ؟ - الإسلام سؤال وجواب

وعن عبد الله بن جعفر قال: (أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه, فأسرَّ إلي حديثا, لا أحدث به أحدا من الناس) رواه مسلم. صنع الطعام لأهل الميت: اصنعوا لآلِ جعفر طعاماً: يُسَنُّ لجيران وأقارب أهل المَيِّت تهيئة وصنع طعام يبعثون به إلى أهل الميت، إعانة لهم، وجبْراً لقلوبهم، فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن صنع الطعام لأنفسهم، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين قُتِل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة مؤتة: ( اصنعوا لآلِ جعفر طعاماً، فقد أتاهم أمرٌ يشغلُهُم). قال ابن تيمية: "إنما المُستحب إذا مات الميت أن يُصنع لأهله طعاماً، كما قال صلى الله عليه وسلم لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: ( اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فإنه قد أتاهم أمر شغلهم)". وقال ابن العربي: "وهو أصل في المشاركات عند الحاجة.. فذهولهم عن حالهم بحزن موت وليهم، اقتضى أن يتكلف لهم عيشهم". وقال الشافعي: "وأحب لجيران الميت أو ذي القرابة أن يعملوا لأهل الميت في يوم يموت وليلته طعاما يشبعهم، فإن ذلك سُنَّة، وذِكْرٌ كريم، وهو من فعل أهل الخير قبلنا وبعدنا". وقال ابن قدامة: "يُسْتَحَبّ إصلاح طعام لأهل الميِّت، يبعث به إليهم، إعانة لهم، وجَبْراً لقلوبهم، فإنهم رُبَّما اشتغلوا بمصيبتهم، وبِمَنْ يأْتي إليهم، عن إصلاح طعامٍ لأنْفسهم".

  1. هل تتحقق السنة بطلب الطعام لأهل الميت من المطعم ؟ - الإسلام سؤال وجواب

هل تتحقق السنة بطلب الطعام لأهل الميت من المطعم ؟ - الإسلام سؤال وجواب

15 - 9 - 2021, 10:10 AM Awards Showcase لوني المفضل Cadetblue شكراً: 196 تم شكره 75 مرة في 74 مشاركة اصنعوا لآلِ جعفر طعاماً ما مِن خُلُقٍ من الأخلاق العظيمة، وما مِنْ خصلة من خصال الخير، إلا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم له منها أوفر الحظ والنصيب، وقد قال الله تعالى عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم:4)، ومن صفاته صلوات الله وسلامه عليه التي وصفه بها ربه سبحانه الرحمة ولين الجانب لأصحابه فقال سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران: 159). وفي معاملته صلى الله عليه وسلم لأصحابه من حسن الخُلق ما لا يخفي، فقد كان يقضي حوائجهم، ويتواضع معهم، ويشاركهم في مزاحهم - ولم يكن مزاحه معه إلاَّ حقّاً-، ويجيب دعوتهم، ويزور مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويدعو لهم ولأبنائهم، ويشفق عليهم، ويشعر بآلامهم وآمالهم.. فعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم) رواه الحاكم، وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم، ويمسح برؤوسهم، ويدعو لهم) رواه النسائي.

حديث: اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم وعن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- قال: « لما جاء نعي جعفر حين قُتل، قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم » (1) أخرجه الخمسة إلا النسائي. وفي هذا أنه-عليه الصلاة والسلام- قال: « اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم » (2) هذا هو السنة أنه أن يُصنع لأهل الميت طعام؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة، وربما امتنع بعضهم عن الطعام لشدة المصيبة، فيسن أن يصنع لهم طعام، ويسن أن يؤكد عليه بالأكل من الطعام، يعني: إذا مات مثلا من أول النهار يعطون الطعام في ذلك اليوم؛ لأنهم مشغولون في مصيبة. هذا هو السنة أن يصنع الطعام، لا أنهم يصنعون الطعام ويجمعون الولائم، لا؛ فإن هذا من النياحة والمفاخرة المحرمة، فلا يجوز مثل هذا أو الاجتماع وعمل الحفل، وعمل السرادقات التي يجتمع الناس عليها، كل هذا من المفاخرة ومن نوع من النياحة والمقصود هو تعزية أهل الميت والدعاء للميت، هذا فيه إيذاء للأحياء، وفيه إيذاء للأموات، وفيه إيذاء لمن يحضرون ويعزون. فهذه أمور كلها تترتب على أن أهل الميت يصنعون الطعام، وربما ترتب عليه أكل لأموال ورثة الميت، وقد يكون فيهم أيتام، فالمقصود أن مثل هذا وقد يكون فيهم يعني قصر، فالمقصود أن مثل هذا لا يجوز، وأن الواجب هو ترك هذه البدع ومحاربة هذه البدع، وبيان خطر هذه البدع، وأنها تتكاثر وتشدد حتى يؤول الأمر إلى بدع أعظم وأعظم.